إن أساليب تحقيق التنمية المستدامة تشغل العديد من علماء البيئة، والاقتصاد، والمهتمين فيها. وقد تبلور مفهوم التنمية المستدامة حول عدة محاور أساسية تشمل عدم التفريط، والحفاظ على الثروات الطبيعية للجيل القادم، والوصول إلى الرفاهية في العيش الحاضر. كما ركزت مجالات التنمية على استهلاك المواد بسرعة أقل من سرعة تجديدها، وتحقيق نمو صافي، وعادل للأموال. وكذلك توجد عدة أبعاد للتنمية المستدامة يجب مراعاتها من أجل تحقيق أهداف التنمية، ومواجهة التحديات التي تشكل عائقًا في وجهها. وأبرز التحديات تلك التي نواجهها في الوقت الحاضر من ضعف الإنتاج المحلي، والفقر، والتخلف، إلى تدهور التربة، والبيئة، وتغيرات المناخ على مرور السنوات. وسنتعرف في هذا المقال على مدى أهمية التنمية المستدامة، وكيفية تحقيقها، والحلول التي تساعد في ذلك.

العوامل المؤثرة على معدلات التنمية المستدامة

هناك العديد من العوامل التي تؤثر على التنمية المستدامة، ومعدلات نموها في العالم. ومن هذه العوامل:

  • نظم الإدارة البيئية ومدى كفاءتها :من فوائد تطبيق نظام إدارة فعال، هو قدرته على حماية البيئة، والحد من تلوثها بالمصانع، والوحدات الإنتاجية. كما يساهم تطبيق النظام في تزايد مستوى الإنتاج، وإعادة تدوير المواد لاستخدامها ضمن الصناعات المختلفة. وكذلك يعمل النظام على إعداد خطط بيئية، وتطبيقها ضمن سياسة محددة.
  • الاستخدام الصحيح للموارد المتاحة وتوزيعها: نظرًا لما يعاني منه الكوكب من شح في الموارد غير المتجددة. ولذلك يجب البحث عن أساليب لزيادة استثمار هذه الموارد. وبخاصة المواد البترولية المستهلكة عالميًا.

أهمية التنمية المستدامة

هي الأهداف التي وضعتها الأمم المتحدة من أجل حماية الكوكب، ودعت كافة الدول إلى الالتزام بتحقيقها. وكذلك السعي إلى سلام العالم، وازدهاره ليكون مكان عيش مناسب للأجيال الحالية، والقادمة. وهذه الأهداف السبعة عشر هي:

  • القضاء على مظاهر الفقر لدى الشعوب، وتحسين مستوى المعيشة للأفراد، وتقديم كافة ما يحتاجون إليه.
  • القضاء على الجوع، وتأمين الغذاء لكافة المناطق الفقيرة، ودعمها.
  • تقديم كافة الخدمات الصحية، والطبية المجانية للأفراد. وإعطاء لقاحات الأمراض سريعة الانتشار، وبخاصة في الدول الفقيرة.
  • تشجيع عملية التعليم، وتأمين كافة مستلزماتها. وكذلك حث الشعوب على العلم، والمعرفة، والثقافة.
  • ضرورة المساواة بين الجنسين، ودعم الأنثى في مختلف النشاطات.
  • تأمين مصادر المياه النظيفة، والصحية، وتشجيع الاهتمام بالنظافة العامة، والخاصة لتجنب العديد من الأمراض.
  • تأمين مصادر الطاقة المختلفة التي يحتاج إليها الأفراد، وبأسعار عادية.
  • تشجيع القطاعات الصناعية، ودعم الأفراد المبدعين، وتأمين المواد الأولية لقيام الصناعات.
  • تحسين المدن، والبنى التحتية، وتقديم الخدمات لها، والاهتمام بها.
  • تشجيع الاستثمارات الاقتصادية، والتجارية، ودعم التجار، والأفراد لقيام تجارات رابحة، والحصول على المردود المادي.
  • الحد من التمييز العنصري، و التمييز بين الجنسين. وكذلك ترسيخ أفكار المساواة عند الأجيال الحالية.
  • المساواة بين حجم الإنتاج، وحجم الاستهلاك. وذلك بما يضمن التكافؤ، والتوازن الاقتصادي.
  • الاهتمام بالثروة المائية، والمحافظة عليها، وإنشاء استثمارات بحرية، والاهتمام بالثروة السمكية لما لها من عائدات وربح عالي.
  • الاهتمام بالحياة البرية، ودعم قطاع الزراعة، وحياة المزارعين.
  • عقد شراكات عالمية بين الدول، وتبادل المنفعة، والخبرات، ودعم المؤسسات القوية لضمان تحقيق الأهداف.
  • الاهتمام بالرصد المناخي، لما له من تأثير كبير على عدة مجالات.
  • العمل على إحلال السلام في العالم، ونبذ الحروب.

أساليب تحقيق التنمية المستدامة

تتطلب أساليب تحقيق التنمية المستدامة عدة قيم، وأساليب. ومنها:

  • نمو الاقتصاد، والعمل الفعال، وتهيئة الظروف التي تقدم للناس إمكانية الحصول على فرص عمل، ووظائف.
  • دعم الابتكار، والتجدد، والصناعة، واستثمار البنى التحتية.
  • مراقبة تغير المناخ.
  • الاهتمام بالحياة تحت الماء.
  • التوازن بين الإنتاج، والاستهلاك.
  • توافر الخدمات الأساسية في المدن، والأرياف.
  • دعم المساواة بين الجنسين.

معايير تحقيق التنمية المستدامة

لجأت المؤسسات الاقتصادية إلى الاستعانة بعدد من المرجعيات لتستدل بها على كيفية تطبيق مجالات التنمية بمختلفها. ووصفت هذه المرجعيات بأنها معايير لقياس مدى تطبيق التنمية في الدول. ومن أهم معايير التنمية المستدامة:

  • معايير الآيزو 14000: يعتبر هذا المعيار مجموعة من القواعد التي تهتم بإنشاء نظام إدارة بيئية فعال. وبالتالي نستطيع تطبيقه في كل المجالات، وفي جميع المؤسسات. كما أن هذا المعيار يتكيف مع مختلف الظروف، سواءً أكانت سياسية، أو جغرافية، أو اجتماعية. ومن أهداف هذا المعيار منع تلوث البيئة، وحمايتها. بالإضافة إلى جمع متطلبات المعيار، وتسهيل عملية تدقيقها، وتحديدها.
  • معيار آيزو 19000: هو معيار أوروبي وضعته المفوضية الأوروبية عام 1995م. وهو نظام إدارة أوروبي يتطلب تدقيق الحسابات لحماية البيئة. كما يتطلب نشر تقرير عن حماية البيئة، والتثبت من صحته، وتحسين نظام الإدارة البيئية.
  • معيار الصحة والسلامة المهنية 18001: وهو نظام يضمن حقوق العامل من حوادث العمل، وإمكانية السيطرة على الحوادث قبل وقوعها. كما يعتبر أداة تحكم بوضع برامج، وأهداف، وتنظيم عمليات الرصد، والقياس، والتحقق من الإجراءات القانونية، وتدقيقها.
  • المعيار 8000: وضعت منظمة أمريكا الشمالية هذا القانون في عام 1997م. وهو معيار اجتماعي يضمن حقوق الإنسان، والعمال. كما ينبذ عمالة الأطفال، واستغلال ذوي الحاجة، والعمالة القسرية. كما يدعم القانون تحسين ظروف العمل من حرية العمل وساعاته، ومنع المضايقات فيه، وقيمة الأجور المقدمة، وإجراءات التأديب.

مبادئ التنمية المستدامة

ترتكز التنمية المستدامة على عدة مبادئ تساعدها في تحقيق غاياتها، ومن هذه المبادئ:

  • مبدأ الكفاءة: عند استخدام الموارد المتاحة، ورفع مستوى معيشة الأفراد، واستمرار الرقابة المالية، ودفع الضرائب، وعدم التهرب منها. وبالإضافة إلى استخدام الموارد الطبيعية قدر الإمكان لأنها أقل ضررًا للبيئة، وتنظيم استخدام الموارد الأخرى.
  • مبدأ العدالة: ويتحقق ذلك من خلال المساواة بين الأثرياء، والفقراء، ومساعدة الفقراء في تأمين حاجاتهم.
  • مَبدأ المرونة: ويعني ذلك القدرة على التكيف مع مختلف الظروف المحيطة، والسلوك المعتمد في مواجهة المشاكل.
  • مبدأ الإدماج: ويعني ذلك دمج الأمور البيئية مع السياسية، والاقتصادية، والقانون. وكذلك إنشاء نظام جديد يحتوي هذه الأمور المتداخلة مع بعضها البعض.
  • مبدأ الملوث الدافع: يهدف هذا المعيار إلى تحميل كامل المسؤولية المادية لمسببي التلوث، ودفع ما يترتب عليه من الضرر الحاصل للبيئة.
  • مَبدأ المشاركة: يشجع على الحوار، ومشاركة جميع الجهات في تحمل المسؤولية. كما يشجع على المشاركة في تحقيق التنمية المستدامة.
  • مبدأ الاحتياط: يشجع المبدأ على اتخاذ الدول لتدابير احتياطية في كافة الظروف. وبخاصة عند الشعور بالخطر.

في النهاية إنّ أساليب تحقيق التنمية المستدامة مهمة جدًا، ويجب على الجميع التعاون لتطبيقها، وحماية الكوكب. مع العلم أن مجالات التنمية تصب كلها في معنى واحد على الرغم من تعددها في المجالات المختلفة والمجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية.