مما لا شك فيه أنه في ظل العولمة وزيادة التداخل والعلاقات الدولية والاقتصادية نتيجة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اصبحت مسألة الانفتاح على العالم وممارسة الأعمال الدولية في أكثر من دولة وخارج الحدود الوطنية مسألة في غاية الأهمية كونها تمثل ضرورة فرضتها بيئة التنافس العالمي من مزايا وفرص لا تتوفر في البيئات الوطنية.

ضرورة ملحة لتطوير الجهاز الإداري والاقتصادي

وبسبب التطور والتعقيد في بيئة الأعمال وخروجها من حدودها المحلية إلى العالم بأكمله بحيث أصبح الفضاء السوقي واللاحدودي هي السمات المميزة لعالم المنافسة، تغيرت طبيعة الوظائف والمهن المطلوبة وتنوعت المهارات والخبرات اللازمة للأداء، وفرضت متغيرات جديدة في مقدمتها التكييف مع التنوع والاختلافات الثقافية، مما اضاف مهمات جديدة على إدارة المشاريع الوطنية هذا من جهة والمشاكل الإدارية وتخلف الإدارة في مؤسساتنا العامة والخاصة والبيروقراطية  والفساد والمحسوبية  وضعف الإنتاجية من جهة ثانية تحملنا للبحث عن موصفات المدير في المؤسسات العالمية  وشركات عابرة القارات أو الشركات مختلفة الجنسية.

كيفية اختيار مديري الشركات الدولية

تزداد إدارة الموارد البشرية على صعيد الشركات الاعمال الدولية ومتعددة الجنسيات تعقيداً بالمقارنة مع الأوضاع في الشركات المحلية، نظراً لأن عدد الفروع والشركات المستقلة الخارجية واسع بانتشاره الجغرافي وكبير جداً من حيث إعداد العاملين ومختلف من حيث البيئات والعادات والتقاليد والعلاقة بالعمل ومستوى الكفاءة وغير ذلك.

ومما يزيد الأمر تعقيداً أن عمل المدراء سيكون في بيئة مختلفة تماماً عن بيئة فروعه من النواحي القانونية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية مما يتطلب توفير مجموعة اضافية من المهارات للمدراء تنسجم وامكانية تحقيق التوافق بين المصلحة العليا لشركاتهم وبين المصالح الوطنية بالنسبة للبلد المضيف والعامليين المحليين لذلك لا بد من دراسة العوامل في اختيار أولئك المدراء.

العوامل المؤثرة في اختيار مديري الشركات الدولية

هناك مجموعة من العوامل ذات التأثير الهام على عملية اختيار المدراء بالنسبة لشركات الأعمال الدولية الذين لابد أنهم سيواجهون سلسلة من التحديات الكبيرة في البلدان المضيفة، ويهمنا هنا عوامل خاصة بالمدراء المرشحين وأهمها:

  1. الكفاءات والخبرات والمهارات المتوفرة لدى المرشحين لشغل المناصب الادارية العليا.
  2. مضمون السجل الوظيفي للمرشح ومستويات الاداء عنده والترقيات التي حصل عليها.
  3. القدرة على التأقلم والتكيف في الظروف الاجتماعية والقانونية والثقافية، وامكانية تحقيق التواصل الجيد وخلق التفاعل الايجابي مع البيئة المحيطة.
  4. رغبة المرشح وقدرته هو واسرته في العمل في ظروف دولية، وامكانية تحملهم لظروف العمل الجديدة والبعد عن الوطن، وخاصة إذا كانت البيئة الجديدة مختلفة تماما عن البيئة المحلية المألوفة.

أهم الصفات التي يجب ان يتميز بها المدير الدولي

أثبتت التجارب والابحاث انه حتى يكون المدير الدولي ناجحا عليه ان يمتلك مؤهلات فردية وجماعية وتنظيمية، فالمنظمات الدولية استخدمت معايير ناجحة لتحديد الصفات للإداري النجاح في هذه المنظمات، اي لا يجب علينا ان نبحث عن المهارات المهنية والبراعة التجارية فحسب، ولكن علينا ان نبحث عن قدرة المدير واستعداده للإنصات للأخرين وانفتاحه وسلامة تفكيره ومهارات الاتصال لديه والفهم والمعرفة بالتطورات الاجتماعية.

  • واقترحت بعض الدراسات جملة من خصائص المدير العالمي وهي:
  1. يحسن التكيف مع بيئات الاعمال المختلفة.
  2. يتصل ويتعامل بفاعلية مع اناس من ثقافات مختلفة.
  3. يكون حساسا ومدركا للاختلافات في الثقافات الخارجية للعملاء والموردين والمنافسين.
  4. يفهم ويحترم المعتقدات والقيم والممارسات المختلفة.
  5. يتحدث أكثر من لغة.
  6. يتفهم النظم والضوابط الحكومية والسياسية المختلفة.
  7. ينقل ويعبر عن الاحترام في التعامل مع الاخرين.
  8. لديه خبرة فنية عالية في مجاله.

والملاحظ من جملة الخصائص السابقة هناك خصائص متشابهة كثيرة فيما بينها ولكنها مختلفة عند التطبيق او الدخول في التفاصيل، ونجد أن أهمية اعتماد صفات المدراء الدوليين في تعين مدري الشركات والمؤسسات الاقتصادية الخاصة والعامة وتدريبهم وتطوير مهاراتهم وخبراتهم وتحفيزهم وتعويضهم في غاية الأهمية والتي تحول إدارة المشاريع ضعيفة الأداء أو الفاشلة إلى مشاريع حيوية تبني الاقتصاد الوطني وتحقق التنمية المستدامة.