خطط الأعمال وكيفية تطوير الأعمال من أساسيات أي نشاط سواء على الصعيد الشخصي الفردي أو على مستوى العلاقات العامة في الشركات والمشاريع التجارية والربحية. حيث أنّ وضع ترتيب معين ومنسق لخطوات العمل لأي مشروع؛ كفيلٌ بزيادة فرص نجاحه وتحقيق الغاية المنوطة به. كما أنّ الحصول على عملية البيع الأولى من العمل هي انطلاقةٌ بارزة في الطريق المرسوم مسبقًا والذي يطمح له صاحب المشروع. كما أنّ جذب العملاء وكسب ثقتهم سيكون مُحفز مباشر للتفكير بتطوير الأعمال ووضع أفكار تنموية لتقدمها والارتقاء بها من خلال استراتيجيات محددة لذلك. وهذا ما سوف نتعرف إليه بتفصيل أكثر من خلال هذا المقال عبر منصة تجارتنا، حيث سنلقي الضوء على ماهية خطط الأعمال وكيفية تطوير الأعمال والاستراتيجيات المُعدّة لذلك. كذلك العناصر المكونة لخطة العمل والفوائد المجنية منها والعديد من التفاصيل المهمة المرتبطة بهذا الشأن.
محتوى المقالة
ما هي خطط الأعمال
خطط الأعمال: هي وثائق مكتوبة ومصممة لتبسيط المشروع والوصول إلى النتائج النهائية الإيجابية المرجوة منه. حيث أنّ الغاية منها؛ وضع مرجع واضح وملموس للأهداف والمهام وأعضاء فريق العمل المسؤولين عن كل تفصيل. وهذا الأمر يُوجب على كل عضو في الفريق، تحديث أفكاره وآلية مهامه وفقًا لمسار الخطة الموضوعة والحالة الحالية التي يستقر عليها المشروع. كذلك تساهم خطة العمل في بحث كافة العقبات التي من الممكن أن تعترض سياق أي نشاط ووضع الحلول المناسبة لها، إضافةً تحفيز العلاقات بين طاقم العمل من إدارة وموظفين والاهتمام بتطوير مهاراتهم وزيادة وعيهم الوظيفي العملي.
اقرأ أيضًا: أسرار الإدارة الصحيحة الناجحة في عالم المال والأعمال
خطط الأعمال
مكونات خطة العمل
تتضمن خطة عمل المشروع عدة عناصر ومكونات أساسية، يرتكز إليها أي مشروع وهي كالتالي:
- المُلخص التنفيذي: يوفر تصور مبدئي مقدم من صاحب الشركة، يوضح من خلاله أساسيات وأهداف العمل كما يعطي معلومات صريحة ومباشرة عن اسم صاحب المشروع واسم الشركة.
- التعريف بالمنتجات والخدمات المقدمة: تقديم شرح مفصل عن كل منتج أو خدمة مطروحة بمواصفاتها العديدة والسعر المحدد لمبيعها.
- وضع الأسس والضوابط الإدارية: تشتمل كل خطة عمل على مجموعة قواعد أساسية لرسم هيكلية المشروع ودعم تنظيمه الإداري ومراعاة التسلسل الوظيفي المطلوب من مهام ومسؤوليات.
- دراسة السوق ومتابعة المنافسين: يساهم هذا العنصر في تطوير الأعمال من خلال معرفة متطلبات السوق والعمل على تأمينها دومًا. كذلك الاستفادة من نقاط القوة والضعف لدى المنافسين في ذات المجال المهني وتطويع ذلك في إطار نجاح المسار المنهجي للشركة.
- العملية التسويقية المدروسة: تأتي كضرورة مهمة في مجال عمل الشركات المنتجة، حيث لا بدّ من وضع آلية تسويق مدروسة تساهم في تعريف المستهلك بالمنتجات والخدمات والتأثير فيه وكسب ثقته ليكون عميلًا دائمًا.
- الخطة المالية ووضع الميزانية: تتضمن تحديد رأس المال اللازم لأي مشروع وقيمة الإيرادات والأرباح الشهرية والسنوية المتوقعة، كذلك مقدار المدفوعات المترتبة طيلة مدة العمل.
أنواع خطط العمل
يوجد العديد من خطط الأعمال المطلوبة في سوق العمل، والتي يعتمد عليها كل فرد حسب موقعه ومسؤولياته ومن أهمها ما يلي:
- خطة عمل الموظفين.
- خطة عمل المدراء.
- كذلك خطة عمل صاحب العمل.
خطة عمل الموظفين
يستخدم الأفراد والمجموعات الصغيرة هذا النوع من خطط الأعمال كخارطة طريق، وأداة فعالة لتطوير أعمالهم وتنفيذها مع إرشادات وخطوات عمل لإكمال المشروع. والتي تشمل ما يلي:
- تحديد الهدف من المشروع.
- وضع ميزانية متوقعة للعمل.
- أيضًا تأمين المواد والمصروفات المطلوبة للمشروع.
- إضافةً إلى رسم الجدول الزمني المقدر للانتهاء من المشروع.
ومن الأمثلة بخصوص هذا النمط من الخطط؛ إنشاء فريق تسويق في إحدى الشركات لحملة تسويقية إعلانية والتقيد بها، والتي تهدف لزيادة مبيعاتهم بنسبة 25% وزيادة عدد الزوار إلى متجرهم الإلكتروني بمعدل 15%. كذلك تحديده لميزانية وجدوى المشروع وموعد تسليمه والنتائج النهائية المتوقعة منه.
خطة عمل المدراء
تشبه إلى حدٍّ كبير خطط أعمال الموظفين، لكنها غالبًا ما تكون أوسع وأشمل متضمنةً ما يلي:
- تحديد الفوائد والمزايا الإيجابية التي قد تعود على المشروع.
- كذلك إعداد قوائم مفصلة بالتكاليف والميزانية المرتبطة بالمشروع.
- وضع إحصائيات توضح كيفية تطوير العمل بسبب مسار المشروع الناجح والمتكامل.
خطة عمل صاحب العمل
تتضمن خطة عمل صاحب الشركة أو المشروع رؤية خاصة ومهمة وتندرج ضمن البنود التالية:
- تحديد الأهداف الشهرية والسنوية المطلوب تحقيقها بنجاح.
- كذلك طلب اقتراحات دائمة وحديثة بخصوص تطوير المنتجات والخدمات المطروحة من قبل الشركة.
- إضافةً إلى التركيز على تحليل الأسواق وبحث التوقعات طويلة الأجل.
- أيضًا وضع الخطة المالية المتناسبة مع إمكانياته كمالك للشركة وبما يخدم مصالح الشركة ويحقق الربح لها مستقبلًا.
اقرأ أيضًا: كيف تكون مدير ناجح محبب من الموظفين
خطوات إعداد خطط الأعمال
ينبغي التقيد بمجموعة خطوات ومعايير أساسية لضمان إعداد خطة عمل مثالية وناجحة وهي كما يلي:
- تحديد الأهداف المطلوبة من المشروع.
- كذلك تحديد مسؤوليات ومهام فريق العمل.
- إنشاء الجداول الزمنية للمشروع.
- وضع الميزانية ضمن خطة العمل
تحديد أهداف المشروع
يتوجب على أي صاحب عمل أو مدير وضع الأهداف الأساسية الواضحة عند الشروع بإنشاء خطط الأعمال. حيث من المهم جدًّا أن تكون الأهداف والغايات محددة وملموسة. وعلى سبيل المثال، في حال كنتَ بصدد طرح منتج جديد، فقد يكون هدفكَ هو جذب 50000 زائر إلى متجرك الإلكتروني خلال العام القادم. وبالتالي سوف تسعى لتحقيق هذا العدد قدر الإمكان من خلال اعتماد استراتيجيات حديثة وعملية بما في ذلك إطلاق حملة إعلانية عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وكل ما يفيد في الوصول إلى هدفك.
تحديد مسؤوليات ومهام فريق العمل
يأتي تعيين أعضاء فريق العمل وتحديد مهامهم كخطوة متتابعة بعد تحديد هدف المشروع. حيث يتوجب على صاحب الشركة وضع مخطط تسلسلي لطاقم العمل، بما في ذلك إسناد تعيين مدير للفريق لتوجيهه ودعم مساره الصحيح. كذلك إسناد الأعمال الفردية لكل عضو حسب تخصصه ومهاراته العملية في إطار التسلسل الهرمي الوظيفي.
إنشاء الجداول الزمنية للمشروع
تعتبر الجداول الزمنية ضروريةٌ للحفاظ على التزام طاقم العمل بمهامه اليومية والشهرية، كذلك العمل بتكاليف مالية منخفضة وعدم هدر أي موارد أو أموال دون فائدة. كما أنّ تحديد جدول زمني للمشروع والتقيد بمواعيده النهائية، غالبًا ما يُعطي فائضًا في الوقت مما يُتيح استنباط أفكار مبتكرة هادفة لتطوير الأعمال ودعمها دومًا بما في ذلك
وضع الميزانية ضمن خطة العمل
يتوجب أن توضع الموازنة لمالية في بداية خطط الأعمال، والتحقق منها خلال مسار الخطة وفي نهايتها أيضًا. كما يجب أن تقسم الميزانية التكاليف وتعيين مهام مختلفة للفرق الفردية. كذلك لا بدّ من مراجعة كافة النفقات وتحديد ما إذا كان الفريق يعمل وفق الميزانية، لا سيما عند تغيير المدير أو تحقيق هدف جديد من المشروع. إضافةً إلى أنّ خطة العمل التفصيلية؛ تساهم في الرؤية الواضحة لحل مشاكل الإنفاق والتغلب عليها.
اقرأ أيضًا: تعرف على مسببات فشل الشركات
فوائد خطة العمل الاحترافية
تتضمن خطط الأعمال الاحترافية الناجحة العديد من الفوائد والمزايا الإيجابية، وهي كالتالي:
امتلاك استراتيجية عملية ناجحة، بعيدة عن الأفكار الروتينية التي تؤدي إلى فشل العمل أو عدم تحقيقه النتائج المطلوبة منه.
- امتلاك أهداف عملية واضحة وملموسة، لا سيما الأهداف القابلة للقياس والواقعية.
- كذلك تطوير الرؤية المستقبلية لمسار العمل، والاستفادة من ذلك في تحليل السوق وحركة المنافسين ومعرفة كيفية زيادة عدد الزوار والمبيعات وما إلى ذلك.
- توضيح أولويات العمل وتحفيز تطويرها، بما في ذلك الأمور الإدارية والتسويقية والمالية.
- تعزيز الترابط بين طاقم العمل، والتركيز على منهجية العمل بروح الفريق الواحد.
- الالتزام بالمواعيد النهائية للتسليم، وهذا أمرٌ بغاية الأهمية لكسب رضا وثقة العملاء والمحافظة على تعاملاتهم بشكل دائم.
- القدرة على تطوير العمل بالشكل الأفضل، وتقديم وسائل مساعدة لزيادة المبيعات وفق حركة السوق، وترشيد الميزانية المالية بما يتوافق مع مسار المشروع.
- تعلم إيجاد الحلول المناسبة لأي عقبة من الممكن أن تعترض سير خطة العمل وبشكل استباقي ومدروس.
مفهوم تطوير الأعمال
تطوير الأعمال: يقصد به مجموعة الأفكار الإبداعية والخطوات العملية التي تعتمدها الشركات لتنشيط أعمالها والمضي بها نحو النمو مواكبة كل ما هو جديد في عالم الأعمال. بما في ذلك وضع استراتيجيات فعّالة لزيادة مبيعات المنتجات والخدمات، ونمو الحركة التجارية بشكل ملحوظ. سواء بطريقة ذاتية، أو عبر شراكاتٍ متنوعة وبارزة لزيادة الأرباح المالية ودعم موارد الشركة وإيراداتها المتوقعة.
فضلًا عن ذلك، يشمل تطوير الأعمال كافة خطط العمل الفردية وكذلك خطط الشركات والمنشآت الضخمة سواء الربحية وغير الربحية. وذلك في إطار كسب المزيد من العملاء والمحافظة عليهم لفرض الوجود بقوة في السوق وبين المنافسين.
اقرأ أيضًا: أهمية التكوين في رفع أداء الموظفين
مفهوم تطوير الأعمال
ما هي استراتيجيات تطوير الأعمال
هناك العديد من الاستراتيجيات الهادفة لتطوير الأعمال، والتي تساعد في تحقيق أهداف خطط العمل المطلوبة، ومن أبرزها ما يلي:
- زيادة المبيعات للعملاء الحاليين: يعتبر التسويق للعملاء الحاليين نموذجًا رائعًا لخطة تطوير الأعمال لزيادة المبيعات دون نفقات الاستحواذ. لذلك من الضروري الاستفادة بقاعدة العملاء الحالية لمعرفة مشاكل المستهلكين الأخرى التي يمكن حلها. كما يجب التواصل مع العملاء الحاليين للإعلان عن الخصومات والأحداث والأخبار التي تحدث في الشركة.
- زيادة عدد العملاء: ينبغي العمل بوضع خطة تسويقية فعالة لاستقطاب عملاء جدد لزيادة المبيعات. وبالتالي لا بدّ من تحليل السوق وفق المستهلكين المحليين للتوصل إلى استراتيجية تسويق صحيحة ومؤثرة. كذلك من المهم جدًّا التواصل مع العملاء المحتملين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمتجر الإلكتروني واللافتات الإعلانية.
- تقديم عروض جديدة: يمكن تنمية وتطوير الأعمال من خلال إضافة منتجات أو خدمات جديدة. لذلك يبحث أصحاب المشاريع دومًا عن عروض إضافية تكمل مكانتهم في السوق. كما يعملون على اكتشاف المشكلات التي تحتاج إلى حل في السوق وإيجاد الحلول المُثلى لها.
- مواكبة أسواق جديدة: يمكن أن يتيح الدخول في أسواق عمل جديدة في تنمية الأعمال بشكل ملموس. كما تساهم في بث أفكار جديدة ومبتكرة تواكب متطلبات العملاء الجدد.
كيفية تطوير الأعمال
توجد حزمة من البنود المهمة التي يمكن الأخذ بها في سياق تطوير الأعمال ووضع الخطط المتناغمة معها، وهي كالتالي:
- تحديد العميل المثالي: يتوجب دراسة متطلبات العملاء الحاليين جيدًا ومقارنتها بحركة السوق واحتياجات العملاء الجدد المتغيرة باستمرار. وبالتالي العمل وفق الرؤية الجديدة للعميل والسوق التي تساهم باختيار العملاء الجدد بطريقة صحيحة ومثالية.
- تسويق المشروع بدرجة ممتازة: من الضروري إقناع المستهلكين بشراء المنتجات والخدمات المطروحة من أجل التطوير. وهذا ما يحتاج إلى عملية تسويقية احترافية؛ تُظهر للعميل أفضل مزايا المنتج وتجذبه لطلبه مباشرة دون غيره من السلع المُنافسة.
- بناء علاقات متينة مع العميل: يشجع تفاعل العملاء المستهلكين على الاهتمام بالمنتجات والخدمات والشراء منها. وذلك بدافع التجربة والثقة المبنية لدى العملاء، وهذا بدوره يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز العلاقات بين العميل وصاحب المنتجات بشكل دائم ومستمر.
- تخفض التكاليف: يمنح خفض النفقات الجارية، زيادة في رأس المال للإنفاق على فرص التطوير.
- تحديد الأهداف: تعتبر مجموعة الأهداف من أهم الأجزاء في استراتيجية نمو الأعمال سواء الصغيرة أو الكبيرة. حيث أنّ العمل على تحقيق كل هدف ، يُعطي دافعًا محفزًا للمضي في خطة العمل بالمسار الصحيح المثمر.
وفي ختام مقالنا، كانت هذه أهم الأفكار حول خطط الأعمال وكيفية تطوير الأعمال، استعرضناها تباعًا مع مكونات خطة العمل والفوائد المرجوة منها كذبك استراتيجيات نمو الأعمال الأساسية والفعالة، لتكون مجتمعةً دليلًا شاملًا لكل من يبحث عن آلية جديدة لتطوير مشاريعه ووضع خطط عمل متناسبة معها. لا سيما أنّ لذلك أهميةٌ واضحة في تحقيق الأهداف والحصول على مكاسب مادية ملموسة.
