لطالما كان عالم التجارة والتصنيع مليئًا بالتفاصيل، منها ما هو مهم ومنها ماهو ثانوي وكلها تدخل في شرح آلية عمل جهازٍ ما أو حتى لشرح مصطلحٍ ما. أما التطور التجاري والصناعي العالمي في يومنا هذا فقد حمل معه أحدث النظريات الاقتصادية التي تشرح العلاقة بين المنتجين والمستهلكين وما بينهم من وسطاء. كما تشرح هذه النظريات بمصطلحاتها نوع البضائع المنتجة ومواصفاتها وطريقة تصنيعها. بالمقابل وكوجهة نظرٍ منطقية لابد من التفريق بين هذه البضائع في حال أردنا التعامل مع الوسط الإنتاجي ومن المصطلحات الهامة في مجال الإنتاج تلك التي تتعلق بتصنيف البضائع. فاليوم، سنتعرف على الفرق بين البضائع النهائية والسلع الوسيطة.

مراحل البضائع في الصناعة

بالخوض في العمليات الصناعية سنجد ثلاث فئات من المواد المرتبة ترتيبًا زمنيًا حسب عملية الإنتاج:

  1. المواد الأولية.
  2. المواد قيد الإنجاز.
  3. السلع تامة الصنع (النهائية).

تُستخدم العناصر المشتراة، (أو كما تعرف “بالمواد الخام”) لإنتاج السلع النهائية. فإذا كان المنتج قيد التصنيع مكتملًا جزئيًا، فإنه يُسمى “المنتج قيد الإنجاز”. فبمجرد ألا يتطلب المنتج المزيد من المعالجة، أيّ يكون جاهزًا للاستهلاك والتوزيع، عندئذٍ يصبح “سلعة تامة الصنع”. ومن جهةٍ أخرى، فإن السلع التامة الصنع هي مصطلحٌ نسبيٌّ، حيث قد تصبح البضائع الجاهزة للبائع موادًا خام لمشتري آخر.

فعلى سبيل المثال، تنتج مطحنةٌ ما الدقيق ليتم طحنه وتعبئته ومن ثم بيعه للمخابز كسلعٍ تامة الصنع. وبالنسبة للمخابز، يعتبر الدقيق مادةً خام لإنتاج السلع الجاهزة كالخبز والكعك.

مفهوم البضائع النهائية

في حال ذهبت إلى متجر البقالة، فبالتأكيد رأيت كافة أنواع الفواكه والخضروات واللحوم، بالإضافة للكثير من المواد الغذائية المصنعة. كما في حال ذهبت إلى أحد المولات الكبيرة، فقد رأيت الكثير من الملابس والأحذية والألعاب والإلكترونيات. باختصار يُطلق على كافة المواد السابقة  “بضائع نهائية”. بمعنى آخرٍ، لا تحتاج هذه السلع أي معالجة إضافية فهي جاهزة للبيع للمستهلك النهائي.

لذا فالعناصر التي تراها لدى ذهابك للتسوق هي بضائع نهائية التصنيع، فصانعوا هذه المنتجات قد انتهوا من العمل عليها ولا يوجد المزيد من عمليات المعالجة التي يجب إكمالها أو التغييرات التي يجب إجراؤها على المنتج.

مفهوم السلع الوسيطة

السلع الوسيطة أو السلع الإنتاجية أو كما تدعى أحيانًا “المنتجات شبه المصنعة” هي سلع تستخدم كمدخلات في عملية إنتاج سلعٍ أخرى (بما في ذلك البضائع النهائية). في العمليات الإنتاجية، إما أن تصبح السلع الوسيطة جزءًا من المنتجات النهائية، أو أن يتم تغييرها بشكلٍ لا يمكن التعرف عليه. هذا يعني إعادة بيع السلع الوسيطة بين الصناعات الأخرى.
عمومًا، لا تحتسَب السلع الوسيطة من قيمة الناتج المحلي الإجمالي لبلدٍ ما تفاديًا لإزدواجية العد. حيث يجب هنا احتساب المنتج النهائي فقط، ويتم تضمين قيمة السلعة الوسيطة في قيمة السلعة النهائية.
في بعض الأحيان من الممكن توصيف السلع الوسيطة على أنها سلع مادية مضللة، حيث إن ما يقارب نصف قيمة المدخلات الوسيطة في الاقتصادات المتطورة تتكون من خدمات. هذا ويمكن إنتاج السلع الوسيطة بشكلٍ عامٍ واستخدامها بثلاث طرقٍ مختلفةٍ:

  1. يمكن للشركة تصنيع واستخدام سلعها الوسيطة.
  2. يمكن للشركة تصنيع سلع وسيطة وبيعها لأطراف أخرى.
  3. أخيرًا، يمكن للشركة شراء سلع وسيطة لإنتاج سلع وسيطة ثانوية أو سلع نهائية.

أمثلة على السلع الوسيطة

هناك أمثلة كثيرة يمكن ذكرها من حياتنا اليومية على السلع الوسيطة، ومنها:

  • السكر: حيث يستخدم السكر كسلعةٍ نهائية في السوبر ماركت، إلا أنه يستخدم كسلعة وسيطة في منتجاتٍ غذائية أخرى كالبسكويت أو الحلويات.
  • الحديد: كمادة خام تستخدم في إنتاج العديد من السلع الأخرى كالدراجات والسيارات.
  • محركات السيارات: تُصنّع بعض الشركات المحركات وتستخدمها، فيما يشتري البعض الآخر المحركات من منتجين آخرين كسلعة وسيطة ليستخدمونها في صناعة سياراتهم الخاصة.
  • الطلاء: يستخدم لطلاء السيارات والجدران والأثاث..إلخ.
  • الخشب: يستخدم لأغراض متعددة كبناء المباني أو إنتاج الأثاث.

ما الفرق بين البضائع النهائية والسلع الوسيطة

الآن وقد تعرفنا على البضائع النهائية والسلع الوسيطة لنلخص الفرق بينهما في النقاط الواردة أدناه:

  • تشير السلع الوسيطة إلى المواد الخام التي توفرها بعض الشركات لشركات أخرى، بحيث يمكن استخدامها كمدخلات لإنتاج سلع أخرى. على العكس من ذلك، تدل البضائع النهائية على أي منتج جاهز، ويمكن استخدامه مباشرةً من قبل المستهلك النهائي.
  • يمكن أن تكون السلع الوسيطة سلعًا غير مكتملة (مواد خام)، بالمقابل البضائع النهائية هي التي اكتمل تصنيعها بعد استخدام المواد الخام.
  • تلجأ الشركات لبيع السلع الوسيطة لتوليد الدخل أو لإعادة معالجتها لإنشاء سلع نهائية. بالمقابل، السلع النهائية هي السلع المستخدمة للاستهلاك الشخصي من قبل المستخدم النهائي.
  • تخضع السلع الوسيطة لمراحل تصنيع معينة (أو إعادة معالجة) لجعلها جاهزة للبيع. في المقابل، تأتي البضائع النهائية كاملة من حيث التصنيع ولا تخضع لمزيد من المعالجة.
  • بالنسبة لحسابات البلدان الاقتصادية المحلية فلا يجري تضمين قيمة السلع الوسيطة في حساب الناتج المحلي الإجمالي للبلد، بل تُضمن في البضائع النهائية.
  • يرتبط الطلب على السلع الوسيطة بالطلب على السلع النهائية. بالمقابل، تطلب السلع النهائية مباشرةً من قبل المستهلكين.
  • تُشكل السلع الوسيطة مدخلات مادية لإنتاج السلع النهائية. وبالعكس، تتطلب البضائع النهائية سلعًا وسيطة لاستكمال الإنتاج.

لذلك، ومن خلال مناقشتنا السابقة، من الواضح أنه يعتمد تحديد فيما إذا كان المنتج (البضائع) سلعةً وسيطةً أو سلعةً نهائية على استخدامه. علاوة على ذلك، هناك الكثير من السلع التي تعتبر سلعًا وسيطة وسلعًا نهائيةً في نفس الوقت كالملح والسكر، حيث يمكن استخدامها كمكونٍ لإنتاج منتجاتٍ آخرى، كما يمكن استخدامها أيضًا من قبل الزبائن الذين يستهلكوها بشكلٍ مباشر. بين هذا وذاك لابد من التمييز بين هذين النوعين من المنتجات، لاسيما في مراقبة عمليات الإنتاج والتسويق.