استخدامات الحاسوب في الاقتصاد
إن وصول الاقتصاد الجديد المحوسب أحدث تغييراً كبيراً في عالم الاقتصاد، أو لنقل أنه أحدث معجزات إنتاجية ضخمة أثرت بدورها على عجلة الاقتصاد القومي والعالمي، وغالبًا ما تستخدم أجهزة الكمبيوتر الآن في اتخاذ قرارات استثمارية معقدة، وقد سمح التطور الهائل لأجهزة الحاسوب من القيام بمختلف التحليلات الاقتصادية بشكل دقيق وسريع، وفي هذه المقالة على منصة تجارتنا سوف نعرض لكم أبرز استخدامات الحاسوب في الاقتصاد.
الحاسوب في الاقتصاد
بعد ظهور الحاسوب في مجال الاقتصاد لوحظ وجود نقلة نوعية في مختلف المجالات الاقتصادية، حيث أصبحت مصانع الصلب الحديثة تعمل فعليًا بدون عمالة، كما باتت تتعامل بورصة نيويورك للأوراق المالية إلكترونيًا مع حجم من المعاملات لم يكن من الممكن تصوره في عصر ما قبل الكمبيوتر، كما أصبح بإمكان الشركات في الوقت الحاضر القيام بالحسابات والتواصل بشكل أسرع بكثير مما كانت عليه.
الاقتصاد الحسابي
إن الاقتصاد الحسابي هو أحد مجالات الدراسات الاقتصادية عند تقاطع علوم الكمبيوتر والاقتصاد وعلوم الإدارة، وينصب التركيز الرئيسي في الاقتصاد الحسابي على دمج المعلومات (IT) في الاقتصاد، وأتمتة العمليات اليدوية السابقة.
يستخدم الاقتصاد الحسابي الحوسبة المتقدمة لحل المشكلات من جميع فروع الدراسة الاقتصادية، ويمكن لكل من علم الاقتصاد التجريبي والنظري استخدام الاقتصاد الحسابي.
مجالات الاقتصاد الحسابي
تشمل مجالات الدراسة في مجال الاقتصاد الحسابي ما يلي:
- النمذجة الحسابية القائمة على الوكيل.
- الاقتصاد القياسي والإحصاء الحسابي.
- التمويل الحسابي.
- النمذجة الحسابية لأنظمة الاقتصاد الكلي الديناميكية.
- أدوات حسابية لتصميم أسواق الإنترنت الآلية.
- أدوات البرمجة للاقتصاد الحسابي.
دور الحاسوب في الاقتصاد
تُستخدم أجهزة الحاسوب لنمذجة الحلول للمشكلات الاقتصادية المصاغة تحليليًا وإحصائيًا، يمكن للاقتصاد الحسابي – القائم على استخدام الحاسوب في الاقتصاد – حل المشكلات ومحاكاة النماذج التي تتضمن حسابات معقدة للغاية، والتي لا يمكن للبشر إجراؤها في الوقت المناسب.
قد يستخدم أي فرع من فروع الدراسة الاقتصادية النمذجة من خلال أجهزة الحاسوب، وبالتالي الدخول في مجال الاقتصاد الحسابي كحقل جديد نسبيًا للدراسة، فقد أدى ظهور الحاسوب إلى بروز اقتصاديات الحوسبة والتي تم إعادة دمجها في مجال الاقتصاد وتوسعت تطبيقاتها.
استخدامات الحاسوب في الاقتصاد
لقد مر الاقتصاد والتمويل بتغييرات جذرية خلال عصر المعلومات، فقد جعلت القدرات الحسابية والتنبؤية المتزايدة لأجهزة الكمبيوتر الحديثة منها أدوات لا تقدر بثمن للبحث عن الاتجاهات الاقتصادية وتطوير الاستراتيجيات حولها.
فقد غير الاقتصاد الحسابي، وهو تقارب بين تكنولوجيا الكمبيوتر والنظرية الاقتصادية، الطريقة التي تقيم بها الشركات والحكومات اقتصاداتها، وإليك أبرز استخدامات الحاسوب في الاقتصاد:
التمويل الحسابي
التمويل الحسابي هو عملية متعددة التخصصات تتضمن عناصر من العلوم الرياضية والنظرية الاقتصادية والإحصاء والمحاكاة الحاسوبية والنمذجة.
وتتنوع تطبيقات التمويل الحسابي، لكنها تركز عادةً على تخطيط الاستثمار وإدارة المخاطر، وباستخدام البيانات الإحصائية المتاحة، تقوم أجهزة الكمبيوتر بإنشاء عمليات محاكاة توضح نتائج الاستثمارات في ظل المواقف المختلفة وإمكانية تحقيق مكاسب وخسائر.
ويمكن من خلال استخدام تطبيقات التمويل الحسابي أن تقوم الشركات بعمل خطط لتقليل الخسائر المحتملة والاستعداد للسيناريوهات المختلفة التي قد تحدث.
التنبؤ الاقتصادي
تستخدم أجهزة الكمبيوتر في إنشاء نماذج التنبؤ المعقدة ذات العلاقة بالاقتصاد، فكما هو الحال في التمويل الحسابي،
يمكن استخدام نماذج المحاكاة الحاسوبية للتنبؤ بكيفية تغير الأسواق.
فعلى الرغم من عدم وجود توقعات موثوقة تمامًا، إلا أن هذه التوقعات تأخذ في الاعتبار مجموعة متنوعة من
المتغيرات في جزء صغير من الوقت الذي يمكن فيه للإنسان معالجة الأرقام يدويًا.
كما يمكن أيضًا تكييف السياسات والنماذج الحالية بسرعة مع المواقف المتغيرة مع توفر تنبؤات جديدة على الفور تقريبًا وجاهزة للتقييم.
التجارة الإلكترونية
أدى ظهور التجارة الإلكترونية والتداول عبر الإنترنت للسلع والخدمات والأسهم إلى تغيير طريقة عملنا بشكل كبير،
حيث يتم الآن تنفيذ العديد من المعاملات الاقتصادية، خاصة تلك التي تتم بين شركتين بدلاً من شركة ومستهلك، عبر
الإنترنت، مع تبادل المعلومات وعمليات الشراء الرقمية على الفور.
تبادل الأسهم من خلال خوارزميات الحاسوب
كما أدى الحاسوب في الاقتصاد إلى تغيير طريقة تداول الأسهم إلى حد كبير، حيث يمكن إجراء صفقات جماعية
ضخمة بالرغم من التغير الفوري للأسعار، كما يتم إجراء عمليات التبادل بناءً على خوارزميات الكمبيوتر مع معلمات
محددة مسبقًا بدلاً من استنادًا إلى تعليمات للمتداول البشري.
عرض البيانات المالية
لقد تطور عرض البيانات الإحصائية والمالية بمشاركة أجهزة الحاسوب، حيث بات يمكن عرض تلال البيانات، التي
تشكل في شكلها الأولي قائمة بسيطة من الأرقام والأشكال باستخدام المخططات والرسوم البيانية.
حيث تنقل الرسوم البيانية كلاً من البيانات والمفاهيم العلائقية، مما يسهل فهم المعلومات لأي شخص مشارك في
التحليل، وأثناء إنشاء هذه المخططات يتطلب اهتمامًا دقيقًا بالتفاصيل من أجل الدقة.
وهنا يبرز دور الحاسوب وبرامجه، حيث تعمل البرامج الحديثة على أتمتة العملية، وتسريع توليد العروض التقديمية
والمخططات الدقيقة والديناميكية بصريًا، مما يوفر الجهد والوقت ويعرض نتائج دقيقة للغاية.