تطور الميزة التنافسية في الأسواق العالمية من ميزة الجودة العالية والسعر الأقل إلى ميزة الصفات الجديدة والميزات المبتكرة في السلعة أو الخدمة…
جودة التعليم والمستقبل الإقتصادي
وإعتمد الدول المتقدمة على تطوير التعليم وأساليبه من التلقين إلى التفكير مما أدى إلى ظهور نخبة من المبدعين أضافت ميزات تنافسية على الكثير من الصناعات والخدمات، والتي تتضح في سوق الجوالات وصناعة السيارات وأجهزة الكمبيوتر وبرامجها ووسائل التواصل الإجتماعي وغيرها الكثير.
ظهور مفهوم الجودة التعليم ولمستقبل اقتصادي
ظهرَ مفهوم الجودة في مجال الصناعة، وكان المستهدف منها تحديد مواصفات ومستويات منتج الصناعة، وإنتشر هذا المفهوم في جميع مجالات الحياة الإقتصادية والإجتماعية، فتحقيق الجودة في مجال التعليم من أهم وأسائل التنمية الإقتصادية والاجتماعية، فإن المستهدف من تحقيق الجودة في المجال التعليمِ هو تحسين مخرجات العملية التعليمية، واتخاذ الإجراءات والأساليب والممارسات اللازمة لتحقيق الأهداف التنموية.
فالجودة تعرف على أنها إستراتيجية هادفة إلى إحداث تغيرات جوهرية في التنمية البشرية تحقق الطموحات في تنظيم مدخلات العمل، ورفع الكفائةَ الإنتاجية وزيادة القدرات التنافسية، أي تكوين رأسمال بشري في شتى المجالات.
بالبيئة التعليمية والسلوكية السائدة في الجودة التعليم ولمستقبل اقتصادي
والجودة التعليم تتكون بالبيئة التعليمية والسلوكية السائدة في المدارس والجامعات، أي هي محصلةُ تفاعل عناصر السلوكيات المتداولة داخل المؤسسات التعليمية ومناخها النفسي والتاريخي والبيئي والتنظيمي، التي يُناط بها تربية الجيل تربية سليمة وتكوينهم وإكسابهم القيم والمهارات الملائمة للمجتمع الذي ينتمون إليه.
ونظراً للمتغيرات والتحديات التعليمية المعاصرةِ، ومطالب التربية المتزايدةِ؛ فقد لجأت العديد من المؤسساتِ التعليميةِ إلى زيادة الاهتمامِ بالأطر التعليمية العاملةَ لديها وتنمية قدراتهم، والإرتقاء بمستوياتهم ورفع كفاأتهم العلمية والمهنية، في سبيل تأدية أدوارهم المعقدة في رفع قدرة الأجيال العلمية والسلوكية.
وتعد مهنة التعليم من المهن التي تتضمن قدراً كبيراً من الجودة التي تتخللها العديد من المشقة والضغط، وتأتي معظم الضغوط والتوترات من مصادر مرتبطة ببيئة العمل وطبيعتها المادية والبشرية والتنظيمية.
تطورات التكنولوجية في الجودة التعليم ولمستقبل اقتصادي
يتصف المعلم المعاصر بمواكبته التطورات التكنولوجية، وإلمامه بالإستراتيجيات العلمية وتوظيفها لذاته ولطلابه، واستخدام الأجهزة
الذكية، والتوجه الرقمي، والتعاون، والتواصل، والتعلم القائم على المشاريع، والابتكار، والذكاءات المتعددة.
أي المعلم مُعداً ومؤهلاً أكاديمياً ومهنياً، لتمكينه من ممارسة مهنة التعليم بالطريقة الفاعلة، والتي تُسهم في بناء خريج المستقبل في
ضوء عصر اقتصاد المعرفة، وأن يمتاز با إمتلاكه لمجموعة من المهارات، منها: تنمية المهارات التفكير العليا، وإدارة المهارات الحياتية،
وإدارة قدرات المتعلمين، ودعم الاقتصاد المعرفي، و إدارة تكنولوجيا التعليم، و إدارة فن التعليم، وإدارة منظومة التقويم، وذلك لولوج
عصر الإقتصاد المعرفي سعياً لبناء مجتمع المعرفة في ضوء التحديات المتعددة التي تعيشها النظم التربوية.
وبذلك يمكن القول أن جودة التعليم تنعكس على تطوير جميع جوانب الحياة الإقتصادية والإجتماعية، وتؤثر في تطوير أعمال الصناعة
والتجارة في تطوير أساليب الإنتاج وإضافة ميزات تنافسية في السلع والخدمات مما يزيد القدرة التنافسية للشركات والمؤسسات
الوطنية في الأسواق المحلية والخارجية.