إليك مجموعة طرق لنجاح مشروع تربية النحل الخاص بك، والمستخلصة من تجارب أهم مربيّ النحل حول العالم. ففي هذا المقال ستجد ما ينقذك من النصائح المتناقضة التي تلقّيتها أو قرأتها على الإنترنت، سواءً كنت نحّالًا هاوٍ أو ذي خبرة. حيث سيرشدك بعضها لرفع سويّة مشروعك، أو على الأقل للانتباه لما كنت تغفل عن معرفته أو تقوم بفعله بشكل خاطئ.
تربية النحل
نشاطٌ إنساني يعتمد بشكل رئيسي على حشرات النحل وتربيتها للاستفادة من منتجاتها المتنوعة والمربحة، وطبعًا بدأ تلقيح المحاصيل الزراعية قبل ظهور التاريخ المدوّن، لذا من المنطقيّ أن أساليبه خضعت لتطوّرات جذرية عمّا كانت عليه في السابق. ومثله كمثل أي مشروعٍ آخر يحتاج إلى دراسة جدوى ومتطلّبات معينة، بالإضافة لتدريبٍ خاص يجعل من الشخص مؤهلًا للتعامل مع النحل بالشكل السليم.
يعزى سبب الانجذاب المتزايد لتربية النحل إلى أنه لا يحتاج للكثير من الجهد والوقت. في الواقع حتى أن رأس المال الذي يحتاجه ليس بالكثير، وكما أن لكلٍ منا طريقته الخاصة في العمل. وتتعدّد طرق التعامل مع مشروعٍ كهذا، لكن ليست كلها صحيحة.
طرق صحيحة لنجاح مشروع تربية النحل
في الواقع لا توجد هناك طريقة واحدة لإنجاح مشروعٍ ما، بل يعتمد الأمر على مجموعة طرق سليمة يؤدي اتّباعها لتحقيق نجاح أكبر. وبما أن تربية النحل نشاطٌ غابر في القدم، لك أن تتخيّل عدد الطرق التي تم تجريبها والتخلّي عنها أو تطويرها، في سبيل إنجاحه. وبعد التقصّي بشكل أعمق حول الطرق الصحيحة لتربية النحل، تبيّن أنها كثيرة ومتداخلة، وهذه أهمها:
التمتّع بموقفٍ إيجابي لتجاه مشروع تربية النحل
- النجاح موقفٌ قبل كلّ شيء، لذا إن أردت لمشروعك النجاح لا تستخفّ بتربية النحل. حيث وبالرغم من احتياجاته القليلة لايزال يتطلّب موقفًا إيجابيًا، واستعدادًا دائمًا للتعلّم، واهتمامًا بالتفاصيل.
- ليس عليك الاختيار فيما إذا كنت تريد تربية النحل كمهنة أو كهواية، فهي لا تتطلّب الكثير بكلّ الأحوال. لذا كن مبادرًا وأبدأ اليوم فمجتمع النحل يحتاجنا لحمايته أكثر مما مضى.
- إذا أردت أن تسأل عن تربية النحل؛ فأسأل نحّالًا صاحب خبرة لا تقلّ عن ثلاثة أعوام، وليس أي شخص. وانضم إلى جمعيات النحّالين في منطقتك، وتشارك معهم خفايا وأعباء وميزات هذا العمل.
- اعتبر النحل ماشيتك المصغّرة. فمن الأفضل أن تنظر لهذه الكائنات على أنها نسخة ضئيلة غير مروّضة من ماشيتك الخاصة، وليس نوعًا من المستعمرات العدوانية. وهو ما سيجعل التعامل معها أسهل.
خطط بحكمة قبل الخطوات الرئيسية التي تتّخذها
- الموقع هو الأهم. حاول إقامة منحلتك في مكانٍ محاطٍ بنباتات برية ومحاصيل زراعية وأشجار مثمرة، وقريبة من مصدرٍ مائي قدر الإمكان.
- اختر نوع النحل الأنسب لتربيته في منطقتك، وتأكّد من حصولك على أفضل طرود نحل (ملكة ومجموعة أفراد) عند شرائك لها.
- خطّة التسويق هامة حتى لو لم يبدأ إنتاجك بعد، بحيث يمكنك دومًا الاطّلاع على التكاليف المباشرة وغير المباشرة لدورة رأس مالك العامل.
- حدّد عدد خلايا النحل الأكثر ملائمة لمشروعك ومساحته، ويمكنك البدء بعددٍ صغير ثم زيادته وفقًا لخطة عملك. واستعن بمساكن للنحل من حجم وقياس واحد، بهذا تصبح أكثر مرونة في أدائك، ولن تحتاج لتغيير القياسات أو المعايير المتبعة في استبدال التجهيزات أو الإطعام وغيرها.
النحل السليم في المنحلة السليمة
- النحل بريّ بشكل طبيعي؛ لكن إن أهملته فلن يبقى لديك لأكثر من عام. وهو ما يهدّد النجاح شبه المضمون الذي يتميّز به مشروع تربية النحل.
- يجب أن تتحقّق من نحلك 3 مرّات بالأسبوع على الأقلّ، لضمان خلوّها من الأمراض التي قد تصيبها، والتأكد من أنها لا تحتاج طعامًا أو ماءً. حيث يمكن لنظرة سريعة شبه يومية على أحوال خلايا النحل خاصتك أن تمنع حدوث مشاكل كبيرة في المستقبل.
- النحل يشرب الماء، من المهم ألّا تنسى ذلك، لذا يفضّل وجود مصدر مائي بالقرب من منحلك. أو عليك تقديم الماء للنحل في حال وجود نقص، وذلك بنسبة 2/1 من نسبة الطعام الذي تحتاجه.
- ارفع مناعة نحلك بواسطة الـPollen وهو البروتين الذي يحتاجه النحل كي يبقى بصحة جيدة. لذا احرص على توافره بشكل كافي في غذائها.
- تربية النحل ليس نظيفًا كليًا، فالنحل يقطن في بيوت تحتاج لإخلائها من العسل والتنظيف حولها وأسفلها بشكل دوري.
- تأكّد أن معداتك أنسب ما يكون. خاصةً لباسك الواقي، الذي يفضّل أن يكون بلونٍ أبيض أو فاتح للغاية ذو ملمسٍ ناعم، وتجنّب الملابس غامقة اللون والخشنة التي تقوم باستثارة النحل. ولا تنسى اختيار قبعتك الواقية بحكمة، بحيث تكون متينة وقوية تؤمّن الحماية القصوى.
- تجنّب شراء المعدّات أو بيوت النحل أو الإطارات المستعملة وغيرها، حتى وإن كانت أرخص ثمنًا. فهذا سوف يقي النحل من الأمراض والفطريات وغيرها من المخاطر التي قد تهلك مستعمراتك بشكل كامل. وبدل إطارات وأساسات الخلايا مرّةً كل 3 أو 5 سنوات.
التوقيت هو المفتاح لنجاح مشروع تربية النحل
- اصنع روزنامة خاصة بمنحلتك، تضمّ المواعيد الأساسية للقطاف والإطعام وما شابه ذلك، وتذكّر أن الصيف هو الوقت المثالي لتبدأ مشروع تربية النحل.
- أخطر المواسم على النحل هو فصل الشتاء، لذا لا تقم خلاله بقطف العسل بأكمله من الخلايا؛ بل فقط الفائض فيها، أو على الأقل اترك بين 40 إلى 80 غرام للنحل لكي يتغذّى عليه.
- قم باستغلال فصل الربيع لزراعة النباتات والمحاصيل الأكثر رفقًا بالنحل، كزهر عباد الشمس.
- تعرّض إحدى الخلايا لنوع من الأمراض أو اختفاء أفرادها بشكل مفاجئ ليس أمرًا سيئًا للغاية، وقد يحدث حتى عندما تتّبع الإجراءات الصحيحة. عليك فقط الانتباه بشكل دائم ومحاولة حماية بقية الخلايا، وتطبيق العلاجات الطبية وغيرها من الإجراءات التي قد تتسبب ببعض الخسائر في عدد النحل.
النجاح المالي لمشروع تربية النحل
- النوعية أهم من الكمية، هو الشعار الذي عليك اعتماده أثناء سعيك للحصول على معدّات أو فصائل نحل جديدة وغيرها، بل حتى على منتوجاتك. ولا ينطبق هذا على عدد النحل لديك، فكلما ازداد عددها كان ذلك أفضل من حيث المقاومة والإنتاج.
- لا تستعجل على عسلك؛ لاسيما في العام الأول للمشروع، فعاجلًا أو آجلًا ستمتلئ إطارات منحلك بالعسل، ويزدهر عملك. وتذكّر أن النجاحات الكبيرة لا تصنع بيوم وليلة، بل تحتاج المتابعة والصبر والجهد والوقت أيضًا.
- تأكّد أن مقياس النجاح الحقيقي ليس فقط بالمال، بل أيضًا بإتقانك وجودة منتجك، بالإضافة لقدرتك على المحافظة على نحلٍ سليم وقوي. كما أن طريقتك في مواجهة الصعاب والتحدّيات واستمرار الربح مؤشّر هام لنجاحك.
يبقى ما ذكرته غيضٌ من فيض، فلتربية النحل طرقٌ كثيرة يتخلف فيها كل نحّالٍ عن الآخر، ويمكنك تبنّي منها ما تراه يناسبك لتنجح فيه. في الحقيقة هذا ما يجعل هذه المهنة ممتعة لأصحابها، من خلال التفرّد في الأساليب، واكتشاف وسائل للتطوّر بشكل دائم. ناهيك عن أنه من المشاريع المربحة بشكل مضمون، لذا اتباعك لطرق صحيحة سيرفع من العائد المالي أيضًا.