يلجأ العديد من الأشخاص إلى البحث عن مصادر متنوعة لكسب المال في ظل ظروف الحياة القاسية. وبما أن الحصول على رأس مال مناسب لمشروع ضخم يعتبر أمرًا شبه مستحيل لمن يضع خطواته الأولى في طريق عالم المشاريع وكسب المال. كان لتربية الحيوانات شأن خاص لعدة عوامل جعلت الشباب يميل إلى البدء بهذا المشروع. وهنا سنقدم دراسة مشروع الدجاج البياض في الامارات كسبيل لترسم خطوتك الأولى في هذا الطريق.

لماذا يميل الأشخاص إلى تربية الدجاج البياض دونًا عن بقية الحيوانات؟

تعتبر تربية الدجاج أمرًا غاية في السهولة إذا ما قورن بالحيوانات الأخرى التي تتطلب العناية المستمرة والدائمة. وهو بذلك يزيح حملًا ثقيلًا عن كاهل مؤسس المدجنة. كما تعتبر تربيته أمرًا مربحًا كونه يقدم الربح من نواحٍ عدة؛ فيستطيع صاحب المشروع بناء توقعاته حول أرباح البيض واللحم والتفريخ سويًا.

لكن للحصول على نسبة أرباح كبيرة يجب العناية الدقيقة بالدجاج وتقديم كافة الشروط والمتطلبات لرعايته وتوفير سبل الراحة والعناية الصحية به.

دراسة مشروع الدجاج البياض في الامارات

للبدء بمشروع الدجاج البياض في الامارات ينبغي دراسة العديد من الجوانب المختلفة والتركيز على كل منها على حدا. فلا يقتصر الأمر على تربية بعض الحيوانات في مزرعة المنزل، بل يشترط للبدء في هذا المشروع توفير بعض النقاط الأساسية ودراستها من جميع الجوانب، تجنبًا لفشل المشروع. ومن هذه النقاط:

توفير المداجن بشروطها الصحية الملائمة

من المعروف أن لكل نوع من الحيوانات شروط تربية خاصة به، فلا يمكن قصر أسلوب تربية الحمام على الدجاج فقط لأن كليهما ينتمي إلى فصيلة الطيور. لذا توجب العناية بالمسكن وتوفير أماكن تهوية جيدة فيه لمنع الرطوبة. ويجب توفير المعالف والمشارب بأماكنها المناسبة ليستطيع جميع الدجاج الوصول إليها.

كما يشترط توفير التدفئة في أيام البرد الشديد لوقاية الدجاج من الإصابة بالأمراض؛ وتوفير التهوية الجيدة في أيام الحر، فالطقس في دولة الإمارات حار جاف، وقد لا يلائم الدجاج البياض.

وتعتبر الإضاءة شرطًا ضروريًا يؤخذ بالحسبان عند تشييد البناء الخاص بالدجاج. ومن المهم توفير المصابيح الكهربائية التي تساعد أيضًا على تدفئة الدجاج وبخاصة الفراخ الصغيرة.

توفير الطعام المناسب

عند التفكير بالبدء بمشروع تربية الدجاج البياض في الامارات، فإن أهم ما يوضع في الاعتبار هو نوعية وجودة الطعام المقدم للدجاج. إذ يساعد الطعام الجيد الغني بالعناصر المغذية على تسريع نمو الفراخ الصغار، وتسريع بلوغ الدجاج والبدء بإنتاج البيض بسرعة.

وتختلف أنواع الأعلاف المقدمة له حسب الفترة العمرية التي يبلغها الدجاج، فالفراخ تتطلب كمية ونوعية مختلفة عن الدجاج البياض.

وعادة ما يميل العديد من مربي الدجاج البياض إلى مزج بعض المغذيات في طعام أو شراب الدجاج، كإضافة الفيتامينات إلى الماء المخصص كل فترة.

العناية الصحية

كأي نوع آخر من الحيوانات، تتطلب تربية الدجاج البياض العناية الفائقة بصحتهم. فكما تحدثنا سابقًا يعتبر المسكن والغذاء من الأولويات الأساسية للبدء بالمشروع؛ لكن توفير العناية الصحية لا يقل أهمية عن ذلك. فلا يمكن للدجاج العيش في ظل انتشار الأوبئة وإهمال العناية الصحية وعلاجه من الأمراض التي قد تصيبه.

وعادة ما يوضع بالاعتبار استقدام مجموعة من الخبراء الأكفاء من دراسي الطب البيطري، ومختصي التربية الحيوانية للعناية بالدجاج. فيحدد الطبيب الفترة اللازمة لتقديم المغذيات له، ويعتني بالفراخ الصغيرة، ويقدم فحصًا عامًا للتأكد من خلوّ الدجاج من أية أمراض شائعة أو غير شائعة الانتشار. وعادة ما تكلف الأدوية قرابة الدرهم الإماراتي لكل 5 او 6 دجاجات وسطيًا.

توفير العمالة الخاصة

بكل تأكيد، لا يستطيع عامل أو اثنين العناية بعدد كبير من الدجاج البياض. لذا يجب توفير عمال للعناية بالفراخ ومراقبة عمليات التفريخ. وعمال آخرون لتنظيف مساكن الدجاج، بالإضافة إلى عمال يهتمون بأمور البيض وترتيبه في حاويات خاصة تجنبًا لكسره.

صعوبات تعيق مشروع الدجاج البياض في الامارات

لا بد أن يواجه كل مشروع بعض الصعوبات التي يمكن تجنبها بالتحليل المسبق للسوق، ويوضع الخطط البديلة لمواجهة جميع التحديات. ومن هذه الصعوبات نجد:

  • انخفاض الطلب على البيض، مما يسبب انخفاض سعره في السوق الإماراتية.
  • ارتفاع سعر الأعلاف، مما يزيد الحصة المالية المخصصة لشرائها، وربما يقلل من الحصص المالية الموزعة على بقية أقسام المشروع.
  • إصابة الدجاج ببعض الأمراض أو الأوبئة التي قد يسبب انتشارها خسارة كبيرة في أعداد الدجاج المتوفرة.
  • فساد كميات من البيض نتيجة الحر الشديد.

هل يعتبر مشروع الدجاج البياض مربح؟

بعيدًا عما سبق ذكره من متطلبات، فإن كل ذلك لا يعتبر رأس مالٍ كبيرًا بالمقارنة بكمية الربح السريعة التي يدرّها المشروع. فالربح موزع على عدة مصادر مما يقلل من احتمالية الخسارة. كما يمكن باتخاذ التدابير اللازمة تخفيض احتمالية الخسارة إلى النصف عمومًا. ناهيك عن أننا وإذا ما وضعنا في الاعتبار موضوع تغير أسعار السوق، فهذا الأمر مؤقت عادة. وتكون الخسارة حينها غير كبيرة للغاية، ثم لا تكاد الأمور أن تتعدل وتتقارب كميات الربح والخسارة وفقًا لتعديل الأسعار في السوق الإماراتية.

أي يمكن القول أن مشروع الدجاج البياض مربح بشكل كبير، ولا مانع من أن تتشجع وتبدأ دراسة هذا المشروع إن كنت ترغب في اقتحام عالم تربية الحيوانات، فالدجاج البياض خير اختيار لك.