النهضة الإقتصادية والمشروعات الصغيرة, ما يشهده العالم اليوم من نهضة في كافة المستويات الإجتماعية والإقتصادية منذ بداية الثورة الصناعية التي شاهدتها دول الإتحاد الاوروبي ( إنجلترا وفرنسا والمانيا ) في القرن الثامن عشر جعل الكائنات العملاقة و التكتلات الإقتصادية الكبيرة هي المسيطرة على الإوضاع الإقتصادية على مستوى العالم .
إلى أن تلك الكيانات هي في الحقيقة بدأت كمشروعات صغيرة وقتها ومنها تحولت إلي مشروعات متوسطة ثم أصبحت بالشكل الذي نراه الآن .
تلك المشروعات لم تكن لتصبح إلى ما هي عليه الآن دون أن تحظى بإهتمام من كافه دول العالم و المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية ، لذلك أصبحت المشروعات الصغيرة تلعب دورا رئيسياً في القطاع الإقتصادي على مستوى العالم ، ويرجع ذلك لدورها الاساسي في الإنتاج والتنمية و التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم حاليا وتحقيق النهضة الإقتصادية والإجتماعية لجميع الدول ، وهذا ما تنادي به إقتصاديات العالم و فلسفة إقتصاد السوق .
أهمية المشروعات الصغيرة من الناحية الإقتصادية في بناء وتنمية الإقتصاد
مع إنتشار العولمة وما تبعها من إنفتاح على كافة المستويات الإجتماعية والثقافية ومنها أيضاً الإقتصادية حيث كان لها أكبر الأثر في تقليل دور الدولة في السيطرة على القطاع الإقتصادي العام إلى نمو في القطاع الإقتصادي الخاص متمثلاً في المشروعات الصغيرة والتي بدورها تتحول إلى مشروعات متوسطة ومنها إلى كائنات عملاقة لذا تعتبر تلك المشروعات الصغيرة عاملاً مساعداً في النهضه الإقتصادية الكبرى ومُحفزاً لتطوير معدلات النمو الإقتصادي للإقتصاديات العالمية ، و أصبحت محوراً هاماً من من محاور النمو الإقتصادي والتنمية في مختلف دول العالم خاصة في الدول النامية لأنها تتلائم بشكل فعال مع الزيادة السكانية وإستغلال القدرات والمهارات و الموارد الطبيعية المتاحة مع توافر القوى العاملة .
ولها أهمية كبيرة في الجانب المحلي حيث تساهم بشكل فعال في تلبية المتطلبات الاساسية في الأسواق المحلية و الخارجية و تمثل بدورها نوع من أنواع الإكتفاء الذاتي ، كما تساهم في توفير فرص العمل و تعمل على توظيف العمالة في المكان المناسب والذي يضمن إستمرارية العمل و جودة المنتجات و الخدمات و زيادة متوسط دخل الفرد والذى بدوره ساهم في تحقيق نمو إقتصادي في المجتمع داخلياً و خارجياً في تنمية الصادرات من مما أعطى القدرة لتلك المشروعات على المنافسة في الاسواق العالمية ، و مستقبلاً ستحول تلك المشروعات الصغيرة الي مشروعات كبيرة وكيانات عملاقة تساعد في تطور الإقتصاد بشكل سريع وتحقق النهضة الإقتصادية المنشودة .
المزايا التي تتميز بها المشروعات الصغيرة ودورها الكبير في تحقيق النهضة الإقتصادية
لا شك أن الكثير من المزايا التي تتميز بها المشروعات الصغيرة تمنحها دوراً كبيراً في التنمية الإقتصادية ويرجع ذلك أن أغلب المشروعات الصغيرة كثيرة القوي العاملة ولذلك فهي تساهم بشكل كبير في خلق فرص عمل جديدة و بالتالي تحد من مشكلة البطالة التي يعاني منها الكثير في المجتمع في الدول العربية ، كما أن تلك المشروعات الصغيرة تتميز بالإنتشار الجغرافي والمرونة الإقتصادية و التنوع الإنتاجي و تساهم بشكل كبير وفعال في تحقيق المرونة و الإستقرار الإقتصادي ، وإنتشارها في الأرياف يلعب دورا إيجابياً في إعادة توزيع الدخل ( الأرباح و الأجور ) في الوطن العربي وذلك من شأنه أن يساعد في عملية التوازن السكاني و التقليل من التكدس في منطقة دون الأخرى .
و للمشروعات الصغيرة دوراً هاماً في إحتواء ورعاية الأفكار الجديدة و تنفيذها على أرض الواقع مما يساهم في التنمية الإقتصادية في البلاد بشكل عام ، و تعمل أيضاً على خلق روابط و علاقات بين الأنشطة الإقتصادية بعضها البعض مما يساعد في رفع معدلات النمو الإقتصادي ، ولها دور رئيسي في دعم المشروعات الكبيرة من خلال إمدادها بمستلزمات الإنتاج والتصنيع و توفير بعض الامكانيات التي تحتاجها المشروعات الكبيرة في عمليه الإنتاج ، و نشر ثقافة التخصص في الانتاج أصبح كل شركة أو مشروع من المشروعات الصغيرة متخصص في إنتاج منتج معين خاص بذاته ، مما أدى إلى تنوع في الانتاج ورفع الكفاءة والجودة ، كما أن لوجود المشروعات الصغيرة الدافع إلى تكوين حاضنات الأعمال الخاصة بتلك الأفكار و المشروعات حتى خروجها للنورفي السوق .
هناك بعض التحديات التي تواجه المشروعات الصغيره في العالم العربي ومنها
- عدم وضع خطط إستراتيجية قصيرة المدى وطويلة المدى تساهم في عملية التنمية و الإنتاج .
- التحديات الإدارية و الاساليب المتبعة في عملية تنظيم العمل والتنسيق بين أفراد العمل داخل المنظومة .
- تدني الجانب الفني لدي بعض العاملين في المؤسسات الصغيرة مما يؤثر بالسلب على كفاءة الانتاج و جودة المنتجات
- قلة الوعي الإقتصادي لدى البعض من أصحاب المشروعات الصغيرة وعدم إدراكهم بالجوانب الفنية والإدارية اللازمة تلك المشروعات .
- و يعد التحدي الأكبر هو التسويق؛ فالعملية التسويقية سواء داخلياً وخارجياً للمنتجات والخدمات تواجه صعوبه كبيرة لصغر حجم السوق و صعوبة المنافسة على المنتجات الأجنبية خارجياً ، و يرجع ذلك إلى ضعف الامكانيات التسويقية و المهارات المطلوبة لدراسة السوق بشكل جيد و لوضع إستراتيجية عمل جيدة نحدد فيها شكل و مستوي و جودة المنتج و مدى إمكانيته التنافسية على المنتجات الإجنبية.
- إهمال الجانب التكنولوجي في عملية الإنتاج وكذلك أيضاً في العملية التسويقية .
- وجود صعوبة في القروض الميسرة لتلك المشروعات ولكي يتمكن أصحاب المشروعات من شراء الآلات و المواد الخام اللازمة .
الحلول والتوصيات
ومن هنا يأتي دور الحلول و التوصيات التي يجب الأخذ بها في مواجهة تلك التحديات كتوفير الإحتياجات الفنية لأصحاب تلك المشروعات الصغيرة ، و تقديم الخدمات الإستشارية وطرح بعض الافكار التي تمكن الافراد من إختيار وتحديد المجال الذي يرغبون بالعمل فيه ، و مساعدة أصحاب المشروعات الصغيرة الموجوده ومنافستهم في المشاكل التي تواجههم والعمل على حلها ، و العمل علي حل مشكلة التمويل من خلال التيسير في القروض البنكية و عمل نظام للسداد بعيد المدي حتى يتمكن المقترض من الحصول على فرصة كاملة فى تنفيذ المشروع دون العمل تحت أية ضغوط .
في النهايه لابد من دعم حكومي في كافه مجالات تنمية المشروعات الصغيرة و نشر ثقافة الريادة في المجتمع لخلق أفكار جديده قابلة للتطبيق تساهم بشكل قوي وفعال في التنمية الاقتصادية المنشودة ، ومن هذا المنطلق ظهرت حاضنات الأعمال التي تُمثل الأرض الخصبة لنمو تلك المشروعات ، حيث تُقدم لها كل سُبل الدعم اللوجيستي و الإداري و المالي و التسويقي والتدريبي إلى أن تكون قادرة على الدخول في السوق بكل قوة .