التخطيط السياحي هو ضرورة من ضرورات التنمية المستدامة، لذا ستكون مقالتنا هذه عن أهمية التخطيط السياحي في تحقيق التنمية المستدامة. فالتخطيط السياحي من أهم أدوات التنمية السياحية المعاصرة، التي تهدف إلى زيادة المردود، الذي ينعكس على المنطقة السياحية، ويحقق تنمية حضارية شاملة لكافة المقومات الطبيعية، والإنسانية، والمادية في البلاد. وبالتالي فإن تخطيط التنمية السياحية، يعتبر جزءًا لا يتجزأ من خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
فخلال العقدين الماضيين، أصبحت صناعة السياحة تلعب دورًا متميزًا في الاقتصاد القومي للدول. حيث يترتب على نشاط حركة السياحة العديد من الآثار الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية في الدولة. كما أن صناعة السياحة تمثّل صناعة مستدامة وفعالة ذات أثر إيجابي على جوانب الاقتصاد البيئي، بجانب أنها ركيزة أساسية وأداة مهمة، لتحقيق أهداف التنمية الشاملة المستدامة.
ولا يقل التخطيط للتنمية السياحية المستدامة أهمية عن التخطيط للأنشطة الاقتصادية داخل الدولة. نظرًا لأهمية التنمية السياحية في تحقيق التنمية المستدامة على كافة المستويات.

مفهوم التخطيط السياحي

بعد أن أصبح ينظر إلى السياحة على أنها صناعة ومصدر دخل أساسي في كثير من دول العالم، وبعد أن تطورت حركة السفر الدولية بشكل سريع وكثيف، وتزايدت أعداد السياح إلى جانب تنوع أشكال السياحة والاستجمام، وتعددت المناطق السياحية واختلفت وظائفها وخصائصها، أدى كل هذا إلى زيادة الاهتمام بالسياحة والأنشطة السياحية، وظهرت الحاجة لضبط وتوجيه هذه النشاطات من أجل الحد من آثارها السلبية على المجتمع والبيئة، وتحقيق أقصى درجات النفع الاقتصادي.

التخطيط السياحي هو رسم صورة تقديرية ومستقبلية للنشاط السياحي في دولة معينة وفي فترة زمنية محددة، ويقتضي ذلك حصر الموارد السياحية في الدولة من أجل تحديد أهداف الخطة السياحية، وتحقيق تنمية سياحية سريعة، ومنتظمة من خلال إعداد، وتنفيذ برنامج متناسق يتصف بشمول فروع النشاط السياحي، ومناطق الدولة السياحية.
ويعرف أيضًا بأنه نوع من أنواع التخطيط التنموي وهو عبارة عن مجموعة من الإجراءات المرحلية المقصودة والمنظمة والمشروعة التي تهدف إلى تحقيق استغلال واستخدام أمثل لعناصر الجذب السياحي المتاح والكامن، وتحقيق أقصى درجات المنفعة الممكنة، مع متابعة وتوجيه وضبط لهذا الاستغلال لإبقائه ضمن دائرة المرغوب والمنشود، ومنع حدوث أي نتائج أو آثار سلبية ناجمة عنه.

أهمية التخطيط السياحي المستدام

يلعب التخطيط السياحي دورًا بالغ الأهمية في تطوير النشاط السياحي، وذلك لكونه منهجًا علميًا لتنظيم وإدارة النشاط السياحي بجميع عناصره وأنماطه، فهو يوفر إطار عمل مشترك لاتخاذ القرارات في إدارة الموارد السياحية، ويزود الجهات المسؤولة بالأساليب والاتجاهات التي يجب أن تسلكها، مما يسهل عملها ويوفر كثيرًا من الجهد الضائع.
بالإضافة إلى ذلك يساعد التخطيط السياحي على توحيد جهود جميع الوحدات المسؤولة عن تنمية القطاع السياحي وتنسيق عملها، ويقلل من ازدواجية القرارات والأنشطة المختلفة، مما يساعد على إنجاز الأهداف العامة والمحددة لهذا النشاط.
كما أن التخطيط السياحي يحدد حركة القطاع السياحي، حيث تكمن الأهمية الأساسية في تحديد الوجهة التي يسعى إليها القطاع السياحي، من خلال وضع الخطط السنوية وكيفية تحقيق الأهداف، ويساعد في معرفة الفرص والمخاطر الكامنة في المستقبل التي تواجه المشروع المخطط له، والعمل على تقليل هذه المخاطر.

فوائد التخطيط الاستراتيجي للسياحة المستدامة

  • تشجع السياحة المستدامة على فهم أفضل لواقع أثر السياحة على البيئة.
  • تسعى إلى إشراك كل شرائح المجتمع في اتخاذ القرارات، كما تدمج بين التخطيط وتقسيم المناطق، مما يضمن تنمية سياحية وفق قدرة النظام البيئي على التحمل.
  • يساعد التخطيط للتنمية السياحية المستدامة على تحديد وصيانة الموارد السياحية، والاستفادة منها بشكل مناسب في الوقت الحاضر والمستقبل.
  • يساعد التخطيط السياحي على تكاملية وربط القطاع السياحي مع القطاعات الأخرى، وتحقيق أهداف السياسات العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بكافة مستوياتها.
  • يوفر أرضية مناسبة لأسلوب اتخاذ القرار لتنمية السياحة في القطاعين العام والخاص، وذلك من خلال دراسة الواقع الحالي والمستقبلي مع الأخذ بعين الاعتبار الأمور السياسية والاقتصادية التي تقررها الدولة لتطوير السياحة وتنشيطها.
  • يوفر المعلومات والبيانات والإحصائيات والخرائط والمخططات والتقارير والاستبيانات، ويضعها تحت يد طالبيها.
  • يساعد على زيادة الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من خلال تطوير القطاع السياحي، وتوزيع ثمار تنميته على أفراد المجتمع. كما يقلل من سلبيات السياحة.
  • يساعد على وضع الخطط التفصيلية لرفع المستوى السياحي لبعض المناطق المتميزة، والمتخلفة سياحيًا.
  • يساعد على وضع الأسس المناسبة لتنفيذ الخطط والسياسات والبرامج التنموية المستمرة عن طريق إنشاء الأجهزة والمؤسسات لإدارة النشاط.
  • يساهم في استمرارية تقويم التنمية السياحية ومواصلة التقدم في تطوير هذا النشاط. والتأكيد على الإيجابيات وتجاوز السلبيات في الأعوام اللاحقة.

أهداف التخطيط السياحي المستدام

  • إعادة التوازن في التنمية المكانية والإقليمية، من خلال تنمية المناطق المختلفة والنائية ذات الجذب السياحي. إضافة إلى تحفيز صناعات تابعة للنشاط السياحي على نحو متكامل.
  • تنسيق النشاطات السياحية مع الأنشطة الاقتصادية الأخرى على نحو تكاملي.
  • وضع القرارات المناسبة وتطبيق الاستخدامات المناسبة في المواقع السياحية.
  • توفير التمويل اللازم لعمليات التنمية السياحية.
  • توفير وتنظيم الخدمات العامة على النحو المطلوب في المناطق السياحية.
  • الحيلولة دون تدهور الموارد السياحية وحماية النادر منها.
  • مضاعفة الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للنشاطات السياحية وتقليل التكلفة لأقل حد ممكن.
  • تشجيع القطاعين العام والخاص على الاستثمار السياحي.
  • تحديد أهداف التنمية السياحية القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى ورسم السياسات وتنفيذها.
  • تعاون كل القطاعات ذات العلاقة بالقطاع السياحي لإنجاح إقامة المحميات الطبيعية والتراثية وإدارتهم من قبل كوادر بشرية مؤهلة.
  • تشجيع إقامة المشاريع التي توفر الدخل للسكان المحليين.
  • نشر الوعي السياحي والثقافة البيئية بين السكان المحليين، مع الحرص على وجود اللافتات الإرشادية.

وأخيرًا، بحديثنا عن أهمية التخطيط السياحي في تحقيق التنمية المستدامة، لابد من التنويه على أهمية نشر الوعي السياحي. بوساطة وسائل الاتصال الجماهيرية من تلفاز وإذاعة وصحافة، بهدف نشر السلوك الجماهيري السليم الذي يتفق مع متطلبات الترغيب السياحي وحسن استقبال السائحين ومعاملتهم، وتوجيه عناية المواطنين للمحافظة على البيئة ومستوى النظافة في المناطق السياحية، وحماية التراث الوطني من كل ما يتعرض له من سرقة وتدهور، و تثقيف الجماهير بحملات إعلامية مركزة لإظهار أهمية السياحة اقتصاديًا واجتماعيًا وحضاريًا وبيئيًا وصحيًا وسياسيًا.