انخفضت مؤخراً في قيمة الدولار الأمريكي والذي ترافق مع صعود قيمة البتكوين في آن واحد ويعود ذلك لعوامل كثيرة أهما التعديل المستمر على أسعار الفائدة على سندات الخزانة الأميركية وسياسات التيسير الكمي مما أدت هذه السياسات إلى بيع دولارات أمريكية بكمٍ هائل، وانعكس ذلك إلى انخفاض في مؤشر الدولار يقدر ب ٩٣ ومادون، والجدير بالذكر هو أن المؤشر الذي وصله الدولار الآن لا يمثل أدنى نقطة قد وصله خلال العام الجاري، بل مثل وصوله إلى أدنى مستوى في عامين.

وأشارت صناديق التحوط العالمية توقعاتها نحو مزيد من الانخفاض في قيمة الدولار الأمريكي حيث قُدر هبوط الدولار بنحو ٥.٤ مليار دولار في هذا الأسبوع ليصل الآن إلى ٢٤.٥ مليار دولار.

ومن هنا قد تراجعت علاقة الارتباط بين الدولار الأمريكي والبتكوين، وبين الذهب والدولار الأمريكي، وانعكس ذلك بازدياد الارتباط بين الذهب والبيتكوين.

ويعود سبب الارتباط هذا إلى أن البتكوين والذهب قد شهدا ارتفاعاً بنسبة كببرة مقارنةً بانخفاض مؤشر الدولار الأمريكي

وعلى ذلك النحو يفسر أيضاً ارتفاع قيمة الذهب والذي أدى إلى ارتفاع نسبة الطلب العالمي على الأصول الآمنة كالمعادن الثمينة.

وبالرغم من أن العملة الرقمية (البتكوين) لا تعد من الأصول الآمنة حتى الآن، لكنها تعد هدف استثماري عالمي بديل إلى جانب الذهب.

ويأتي التفسير هنا عندما ترتفع قيمة الذهب إلى أعلى مستوياتها، فاتبدأ الدولارات الأمريكي بالتدفق إلى البيتكوين وأسواق العملات الرقيمة الأخرى.

فمثلاً، المعروض من العملة الرقمية المعروفة (USDT) تستمر في الارتفاع خاصةً في شهر يوليو في العام الماضي عندما أصبح مؤشر الارتفاع أكثر حدة، مقارنةً بالذهب الذي تباطأ مؤشره قليلاً، وهذا يفيد في أن تدفق الدولار الأمريكي يتجه إلى سوق العملات الرقمية

وبعد أن تم تزويد نسب كبيرة من الدولارات الأمريكية إلى USDT، تدفق جزء منها إلى البورصات.

وبدوره كانت USDT قد ساهمت بتدفق الدولارت إلى البورصات بمقدار ٤٢٩،٨٥٧،٧٥٢ والذي سجل أكبر ارتفاع في يوم واحد.

وبعد أن انخفضت نسبة التدفقات في USDT وارتفعت نسبة تداول البيتكوين، يأتي التفسير بأن معظم USDT المزودة إلى البورصات قد تم استخدامها لشراء البيتكوين.

ويمكن أن نلخص ما حدث، بدايةً تأثرَ ارتفاع البتكوين بشكل كبير بالدولار الأمريكي، فعندما انخفض مؤشر الدولار زادت نسبة الطلب، ثم ارتفع سعر الذهب ووصل إلى مستوى عالي، وانعكس ارتفاعه على بدأ المستثمرين في البحث عن بدائل استثمارية أخرى، فبدأ تدفق الدولارات إلى USDT والتي زودت بدورها البورصات، ومن ثم تم بيع USDT وشراء البتكوين والذي أدى إلى زيادة رصيد البتكوين في البورصات وارتفاع سعره عالمياً.

ولا زال هناك احتمالات أنه إذا استمر الدولار في الانخفاض، سيستمر البتكوين في الارتفاع.