تُعدّ لوائح الوقود الأحفوري من أهم مصادر الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية، واكتسبت أهميةً كبيرة مع الارتكاز الكبير على الطاقة التي تعتمد على الوقود الأحفوري.
في ظل هذه الأوضاع، أنذرت وزيرة الطاقة الأمريكية الجديدة، في إدارة الرئيس جو بايدن، “جينيفر غرانهولم”، أرباب صناعة النفط في الولايات المتحدة الأمريكي، قائلةً: «لن أتطرق إلى مدى صعوبة التحولات»، في تصريحٍ منها إلى ضرورة الانتقال للطاقة النظيفة في غضون تغير المناخ، الأمر الذي يُمثّل إحدى الركائز الأساسية لأجندة الرئيس الحالي جو بايدن.

تصريحات رؤساء الولايات المتحدة عن سياسات الطاقة

يمثّل الوقود الأحفوري، مثل الفحم والغاز الطبيعي والنفط، أكثر من 80٪ من طاقة الولايات المتحدة، ومجرد التفكير في التغير الى الطاقة الخضراء صديقة البيئة، أدّى هذا إلى موجة من القلق في أنحاء كثيرة من البلاد التي تعتمد على الوقود الأحفوري للحفاظ على استمرارية اقتصاداتها.
لقد تميزت فترة حكم كل رئيس أميركيّ عن غيره في اصدار قرارات حول نوع الطاقة المعتمد في البلاد، كالتالي:
١- تميّزت فترة بوش الرئاسية بقانون سياسة الطاقة لعام 2005، حيثُ قدّم حافزًا نقديًا لاعتماد الطاقة المتجدّدة وسعى لمعالجة مسألة تغيّر المناخ.
٢- كانت إدارة أوباما تتألّف من دعاةٍ للطاقة المتجدّدة والغاز الطبيعي.
٣- بنى دونالد ترامب حملته الانتخابية عام 2016 على الوعود بإحياء صناعة الفحم.

موقف الشركات وإدراك الواقع

أدركت شركات النفط والغاز أن عليها الخضوع للأمر الواقع لا محالة، وأن تقتنص فرصة النمو والتغيير للبقاء على صلة بالاقتصاد العالمي الجديد الخالي من الكربون.
كما أنّ إدارة بايدن لن تترك عمال صناعة النفط والغاز وراءها، كما يذهب تفكير القائمين على إدارة صناعة النفط والغاز الأمريكيين النمطيين.
نتيجةً لما سبق باشرَ قادة العالم ورؤساء شركات ومؤسسات القطاع الخاص، عملية اصطفاف مسؤولة لتغيير هذا الواقع، والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
الجدير بالذكر أنّ هذا الواقع تؤكده البيانات التي جمعتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) “الهيئة الاستشارية الرئيسية الرسمية في العالم المعنية بقضايا تغير المناخ”، والتي تقول أنّه لم يتبق لدى البشرية سوى عقد واحد لتغيير المسار وتجنب أسوأ آثار لتغير المناخ في التاريخ.

مساهمات الولايات المتحدة المتأخرة

تشعر الولايات المتحدة بأنها متخلفة عن بقية العالم المتقدم والصاعد فيما يخص عملية التحول التي قصدتها وزيرة الطاقة الأمريكية.
في أوروبا مثلاً، بدأت شركات النفط الكبرى بالفعل مرحلة تحولها لتصبح شركات كبرى للطاقة، كما أنّ الصين أصبحت منخرطة بصورة كبيرة في مبادرات وخطط لتقليص بصمتها الكربونية.
لكن ادراكٌ بدأ بالنمو لدى العديد من أوساط الصناعة النفطية العالمية، بأن ذروة النفط قد حلّت بالفعل؛ وإنه لذلك يتعين إنقاذ اتجاهات الاستثمار البيئي، والاجتماعي، والحوكمة، السائدة حالياً في الفكر والممارسة العالميين.
ومع ذلك، سيكون من الوهم، تصديق بأن العالم لم يعد بحاجة إلى الوقود الأحفوري بعد الآن، بل الحقيقة أنه يحتاج إليه ، فالنفط مازال يتصدر قائمة السلع الأكثر تداولاً في بورصات السلع المستقبلية ومصدر الطاقة الأول لمعظم الدول.