السعودية تنفق الملايين على الاستثمارات الرياضية .. ما الأسباب ؟ في وقت تنجح فيه السعودية في إبرام صفقات لاستضافة أضخم الفعاليات الرياضية العالمية، فضلا عن مساعيها لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030. يدور التساؤل حول أسباب ودوافع اهتمام الدولة الخليجية الغنية بالنفط بالمجال الرياضي.

كما تخطط السعودية لعرض محتمل لاستضافة كأس العالم 2030 على أراضيها. مستعينة بشركة استشارية أميركية لتنسيق استراتيجية ملف استضافتها للبطولة، بحسب تقرير لصحيفة “تايمز” البريطانية.

كبرى البطولات العالمية

قبل أسابيع من ذلك، سبق وتقدمت باقتراح لتنظيم بطولة كأس العالم كل سنتين بدلاً من أربع سنوات، فيما أبدت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) موافقة على دراسة جدوى التغيير المقترح.

وكانت الفورمولا إي أولى سباقات السيارات العالميّة التي تستضيفها المملكة حيث جرى السباق الأول في موسم 2018/ 2019 ليتبعه سباقين متتاليين في موسم 2019/2023. وفي ديسمبر المقبل، تستضيف مدينة جدة أوّل سباق فورمولا 1 في تاريخ السعودية. وبعد مرور عام على أول رالي داكار في المملكة، استضافت السعودية النسخة الثانية منه في يناير 2023.

ويرى المحلل الرياضي، وليد بيساني، في حديث صحفيّ له، أنّ “السعوديين يسعون لوضع اسم بلادهم على خريطة المنافسات العالمية”. كما أشار بيساني إلى استضافة السعودية لأهم منافسات كرة القدم، الملاكمة، كرة المضرب، وعالم المحركات، مما سيجعلها “محط أنظار دول العالم”، معتبرا أن هذا “ما تصبو إليه”.

وتعود النسخة المقبلة من الكأس السوبر الإيطالية، التي ستجمع بين إنتر ويوفنتوس، إلى السعودية، بعد غيابها العام الماضي عن المملكة بسبب جائحة فيروس كورونا. وكانت السعودية توصلت، في نوفمبر 2019، إلى اتفاق مع الاتحاد الإسباني لإقامة الكأس السوبر الإسبانية على أرضها أيضا على مدى ثلاث سنوات، بمشاركة أربعة أندية خلافا للنسخ السابقة التقليدية بين بطلي الدوري والكأس. واستضافت السعودية نسخة العام 2023 في مطلع يناير، قبل أن تقام التالية في إسبانيا أيضا بسبب تداعيات الجائحة.

التكلفة والأرباح

وفي بيانات غير رسمية، ذكر تقرير لمنظمة “غرانت ليبرتي” الحقوقية غير الربحية، ومقرها لندن. في مارس الماضي، أن السعودية أنفقت مالا يقل عن 1.5 مليار دولار على الأحداث الرياضية الدولية رفيعة المستوى. كما كشف التقرير أن قيمة صفقة استضافة مدينة جدة لسباق الفورمولا 1 وصلت إلى 650 مليون دولار أميركي، وذلك لمدة عشر سنوات، تبدأ من 2023.

وتضمن التقرير أرقام لصفقات لم تنفذ بعد، بما في ذلك 200 مليون دولار لبطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل المقرر إجراؤها. في وقت لاحق من هذا العام، و182 مليون دولار لرعاية “ريال مدريد” من خلال مشروع القدية. وهو مشروع ضخم للسياحة والترفيه في الرياض.

ويقول المحلل الاقتصادي السعودي، فهد الثنيان: “لا بيانات رقمية حول الاستثمار السعودي في مجال الرياضة”. وعن الأرباح المرتقبة من هذه الاستثمارات الرياضية، قال الثنيان: “لا خسائر في مجال الرياضة، لكن الاهتمام الحكومي. بتنظيم مباريات وبطولات عالمية يهدف لكسب المزيد من الثقة الدولية، تمهيدا لاستضافة كأس العالم لكرم القدم أو حتى كأس آسيا”.

وأضاف “إذا نظرنا لعائدات النقل المباشر من مباريات كأس العالم لكرة القدم التي تصل إلى مليار و200 مليون دولارا أميركيا. يتضح لنا الأرباح المنتظرة من نقل مباريات الفورملا 1 أو رالي دكار”. وشدد على أنّ “المبالغ التي تستثمرها السعودية في مجال الرياضة، سوف تجنيها أضعاف مضاعفة”.  وأشاد الثنيان بـ”أهمية الاهتمام الرياضي في تقوية الترفيه وتعزيز السياحة”. لافتا إلى أن هذا النوع من الاستثمار يحقق مكاسبه مع الوقت.

اقرأ أيضاً: المملكة العربية السعودية تستقبل المسافرين القادمين جوّاً من 11 دولة