تجتمع الدول الأعضاء في أوبك وحلفاؤها عبر اتفاق « أوبك بلاس » بقيادة السعودية وروسيا الخميس المقبل. وذلك ليعقدوا اجتماعاً من أجل إتخاذ قرار حيال زيادة جديدة في الإنتاج لمجابهة النمو الاقتصادي وأيضاً لإيقاف ارتفاع الأسعار.
وبناء عليه فإذا كان التحسن في الطلب هو الدافع وراء آخر زيادات. فعليه يكون مستوى الأسعار في الوقت الحالي نتيجة للقرار الناتج عن أداء المنتجين الذين اتبعوا استراتيجية معينة بسبب ظروف الوباء السائدة. وهذه الاستراتيجية بدأت في شهر نيسان من عام 2023 وتعتبر من حيث الأداء بأنها جيدة جدا.
وقد قررت أوبك بالدول الثلاثة عشر الأعضاء بالتعاون مع حلفائها العشرة عبر اتفاق أوبك بلاس تخفيض حصص الإنتاج. وذلك لكي تصحح الأسعار التي تأثرت بشكل سلبي نتيجة غياب الطلب.
لقد اتبعت أوبك سياسة ذكية بسحب ملايين البراميل من السوق ونتيجة لذلك فقد أوقفت تدهور الأسعار. وبعدئذ قامت بإعادة فتح السوق ولكن بطريقة حذرة متمثلة بحصص شهرية لئلا تعاود تدهورها مرة أخرى.
هذه الاستراتيجية التي اتبعتها أوبك حققت نجاحاً نسبياً لإن سعر برميل برنت وبرميل غرب تكساس الوسيط العقدان المرجعيان من جانبي الأطلسي قد يصلان إلى 75دولاراً. إن هذه السعر تبعاً للمعطيات الحالية لم يسجل إطلاقاً إلا منذ تشرين الأول 2018.

الضغوط الناتجة عن التضخم

يعتبر هذا الوضع عائقاً أمام دول عديدة. حيث يرتقب دفع روسيا لزيادة الإنتاج وذلك لضمان حصتها في السوق تبعاً لما أكده « أولي هانسن» المحلل في ساكسوبانك.
إذ يعتبر ارتفاع الأسعار أمراً مناسباً لخزائن الدول الأعضاء في أوبك بلاس لكنه في الوقت ذاته يزيد من المنافسة. علاوةً على ذلك فإنه يشجع الأطراف الأخرى التي ليست مقيدة بنظام الحصص على الانضمام للسوق كون الإنتاج بات مربحاً بشكل مفاجئ.
«وارن باترسون» التابع ل «آي ان جي» صرح بأن الضغط المتبع في السوق هو من مستهلكين رئيسين وذلك لتهدئة السوق. وخاصة الهند إذ تعتبر ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم. فقد تضرر هذا القطاع كثيراً في أشهر الربيع نتيجة فيروس كورونا.
وهذا الضغط كما وصفه «ستيفن برينوك» من شركة «بي في إم» يحض المنتجين لخفض اقتطاع الحصص لتخفيف الضغط التضخمي الناشئ.
من جهته «فؤاد رزاق زادة» من «ثينكماركتس» أكد بإنه في حال بقيت الأسعار ضمن هذا المستوى. فإنها ستؤدي إلى اضعاف الدخل المتاح للمستهلكين وقد تكبح النمو الاقتصادي.
إن أعضاء أوبك بلاس يقفون أمام هامش مناورة كبير وذلك لزيادة العرض لأنهم سيبقون باستراتيجية اقتطاع 5,8 مليون برميل يومياً في شهر تموز.
ويراهن المستثمرون في الوقت الحالي على زيادة طفيفة بـ 500 ألف برميل في اليوم وذلك اعتباراً من أغسطس/ آب. لكن أوبك بلاس قد عودّت الناس على إحداثها للمفاجآت.
التوقعات حيال النفط باتت تتحسن يوماً بعد آخر. إذ أوضحت وكالة الطاقة الدولية بتقريرها الأخير في منتصف حزيران تجاوز الطلب العالمي للنفط مستوى ما قبل الوباء بحلول أواخر 2023.

تأثير تداعيات الوضع النفطي على عدة دول أعضاء في أوبك وغير أعضاء

هذه الأزمات لم تلق بظلالها على الأمريكيين «الذين يعدّون أنفسهم لرحلات السفر في الصيف» كما قال «جيفري هالي» من شركة «اواندا» حيث أشاد بالتقدم ضمن حملات التلقيح المنتشرة في العالم.
وعلاوةً على ذلك فقد اجتمع الكارتل بشكل منتظم في هذه الأثناء لكي يضبط سياسته آخذاً باعتباره وضع إيران. إذ تعتبر إيران خارج اللعبة حالياً بفعل الحظر الذي يلقي بظلاله على صناعاتها النفطية. ولكن في حال رفعت الدول الحظر عن إيران فقد تعود أدراجها إلى سباق التنافس بالمدى المتوسط. وسيتم خلط الأوراق ويظهر مقدار هشاشة التوازن بين العرض والطلب.
كما وبالإضافة لكل ما تم ذكره يدخل أيضاً في النقاش انتشار متحورة دلتا شديدة العدوى. ومرة أخرى سيؤدي ذلك إلى قيود تؤثر في الطلب.
وذلك كما حصل في استراليا وتايلاند أو جنوب إفريقيا ويدخل الوضع في حالة من الشك بالوضع الحالي.

https://tijaratuna.com/news/24-6-2023-%d8%a3%d9%88%d9%84-%d8%a8%d9%86%d9%83%d9%8a%d9%86-%d8%b1%d9%82%d9%85%d9%8a%d9%8a%d9%86/