ما تزال سفينة “Ever Green” الجانحة مستمرة في عرقلة حركة السفن البحرية في قناة السويس، فقد مالت السفينة الأمريكية يوم الثلاثاء السابق عن مسارها ذلك بسبب سوء أحوال الطقس، مما أدى إلى إغلاق قناة السويس، وتطالب شركات الشحن اليوم من أجل تقديم الحماية للسفن تخوفاً من مخاطر القرصنة.

وتعد قناة السويس أحد أهم طرق الملاحة البحرية، وأكثرها أماناً وازدحاماً، وقد تعرضت سفينة “Ever Green” الأمريكية إلى عواصف رملية الأسبوع الماضي.

فتوقفت السفينة في منتصف الممر المائي، الأمر الذي أدى إلى توقف حركة الملاحة البحرية في قناة السويس، وبقاء حوالي 293 سفينة شحن عالقة حتى أمس، لم تصل إلى وجهتها بعد.

ومن المحتمل أن تسلك السفن المحملة بالبضائع مساراً غير قناة السويس، حيث من الممكن أن تتخذ هذه السفن مساراً أطول، ذلك عن طريق قناة رأس الرجاء الصالح.

مما أدى إلى تخوف شركات الشحن بشكل مريب، حيث أن هذه السفن محملة ببضائع تُقدر قيمتها بمليارات الدولارات الأمريكية.

الأمر الذي دفع شركات الشحن البحرية إلى طلب المساعدة من الكثير من الجهات، من أجل تأمين الحماية لسفنها، ذلك بسبب المخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها من قبل القراصنة البحرية، كون أن قناة رأس الرجاء الصالح تُعد مسلكاً غير آمن.

كما وقد أبدت الولايات المتحدة الأمريكية اهتمامها بشأن قضية السفينة العالقة، وقد عرضت على الجمهورية العربية المصرية يد العون، ذلك من أجل المساعدة في تعويم سفينة “Ever Green” الجانحة، وعودة قناة السويس للعمل من جديد.

وقد استعدت أكثر من 200 سفينة شحن عالقة في قناة السويس، من أجل أن تسلك طريق رأس الرجاء الصالح، ولكن هذا المسلك مليء بالمخاطر، حيث من الممكن أن تتعرض السفن البحرية لعمليات القرصنة.

وقد شهد مسلك رأس الرجاء الصالح الكثير من عمليات القرصنة في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى الكثير من عمليات الخطف البحرية، وقد كان من أبرز هذه العمليات خطف زورق تابع إلى شركة “Total” الفرنسية، فتم خطف الزورق المحمل بالمواد البترولية مع طاقمه.

ومن المتوقع أن تتعرض السفن البحرية المحملة بالبضائع الثمينة إلى مثل هذه العمليات، كون أن سجل هذه القناة حافل بالتهديدات ومخاطر القرصنة.

كما وتستمر هيئة قناة السويس ببذل الجهود بشكل كبير، ذلك من أجل تعويم سفينة الحاويات “Ever Green” بأسرع وقت ممكن.

محاولة لتجريف الرمال من مقدمة السفينة التي تسببت بها العاصفة الرملية الأسبوع الماضي، والتي تُقدر بحوالي 20 ألف متر مكعب، حيث من الممكن أن تستمر عملية التجريف هذه إلى عدة أسابيع.

كما ولا تزال شركات الشحن مرتبكة بشأن سفنها، حيث تتخوف بسبب قلة الأمن البحري، وفي حال قامت هذه الشركات بتخصيص حراسة من أجل سفنها البحرية، سيقع على عاتقها تحمل المزيد من التكاليف.

حيث من الممكن أن تبلغ قيمة استئجار حراسة للسفن حوالي 5000$ دولار أمريكي إلى 10000$ دولار أمريكي على السفينة الواحدة.

فهل ستنجح السلطات المعنية بتعويم السفينة الجانحة بشكل سريع دون تعريض السفن الأخرى للخطر؟