سعر الألمنيوم يرتفع إلى أعلى مستوياته منذ 2008 مع الحرب الروسية الأوكرانية. حيث وصل سعر الألمنيوم إلى مستوى قياسي في لندن، وتجاوز بذلك ذروته التي بلغها عام 2008. فقد القت الحرب الروسية الأوكرانية بظلالها على كميات الإمداد في السوق. إذ تشهد من قبل الحرب نقصًا حادًا في المعادن الأساسية الأكثر استخدامًا، وزادت مع اندلاع الحرب. بينما حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن من عقوبات اقتصادية شديدة ستواجه روسيا بعد بدء روسيا بالقيام بهجوم عسكري على أوكرانيا. مما أدى إلى زيادة احتمالية اتخاذ قرارات من الممكن أن تؤثر على كمية الإمدادات الروسية من الألمنيوم، وأيضا المواد الأخرى بدءًا من النفط إلى النيكل.
ارتفاع سعر الألمنيوم في السوق العالمية
أفادت المحللة الاقتصادية في شركة جينروي “فيوتشرز” تشونغ مينغشنغ، أنه سيتم مراقبة السوق. فمن الممكن أن يعطل هذا الهجوم توريد شحنات سبائك الألمنيوم الروسية إلى أوروبا، كما أنَّ أية اضطراب في توريد الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا، سيعرقل الصناعة المعتمدة على الألمنيوم. ذلك يؤدي إلى رفع تكاليف الطاقة المستخدمة في المصاهر الأوروبية.
وقد صعد سعر الألمنيوم في نسبة 2.9%، ليبلغ نحو 3382 دولارًا للطن في بورصة لندن للمعادن متجاوزا بذلك السعر القياسي. في حين ستؤدي المكاسب إلى زيادة الضغط التضخمي الجديد على المُشترين المستخدمين للمعدن في كل الصناعات كالكابلات وغيرها وصولا إلى صناعة علب المشروبات.
بينما يتمتع سوق الألمنيوم بخبرة حديثة في التعامل مع الاضطرابات في آلية تدفقات الألمنيوم الروسي.
اقرأ أيضا: بورصة موسكو والروبل ينهاران مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا
تذبذب سعر الألمنيوم
أيضا فقد شهد سعر الألمنيوم اختلافا واضحا في العامين السابقين بعدما تعرّض المعدن لضربة كبيرة نتيجة جائحة كورونا. حيث نتج عن إجراءات الإغلاق انهيار الاستخدام للألمنيوم في قطاعي السيارات والطيران. أيضا فقد صعد سعر المعدن منذ ذلك الوقت، وأدت أسعار الطاقة المرتفعة إلى مجموعة من الإغلاقات كبيرة النطاق للمصاهر في كلٍّ من الصين ودول أوروبا. فيما زاد الطلب أيضا في مجالات أخرى كالبناء، والتعبئة، والتغليف. كذلك زاد سعر المواد الخام بدءًا من النيكل وصولا إلى النفط الخام في الشهور الأخيرة. فقد زاد الاستهلاك بشكل كبير مع البدء بتخفيف إجراءات الإغلاق بسبب جائحة كورونا مع تأخر الإمدادات.
مخزونات المعدن
وصلت مخزونات الألمنيوم إلى مستويات منخفضة جدا في هذه الأوقات؛ ويزيد ارتفاع سعر معدن الألمنيوم من ضغوط التكلفة على الشركات اللمستخدمة له. أيضا يرى المحللون أنَّ المعدن سيزيد من مكاسبه، وتوقَّعت مجموعة “غولدمان ساكس” وصول أسعار الألمنيوم حتى 4000 دولار خلال 12 شهرًا مع نقص غير معهود في الإمدادات.
كما تسبّبت العقوبات الأمريكية على شركة “يونايتد روسال إنترناشونال” عام 2018 في زيادة أسعار الألمنيوم حوالي 30%. فقد تم رفع العقوبات عن الشركة بعدما وافق الملياردير أوليغ ديريباسكا على تخفيض حصته في الشركة وتخليه عن السيطرة.
كما أنه لا يوجد ما يضمن وضع الحرب الروسية على أوكرانيا، ولا يضمن احتمالية فرض أية عقوبات من قبل الولايات المتحدة أو أوروبا يمكنها التأثير على سعر الألمنيوم أو أي معدن آخر.
اقرأ أيضا: تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي