دفعَت شركة الوقود الأمريكية كولونيال بايبلاين ما يقرب من 5 ملايين دولار للقراصنة المسؤولين عن الهجوم الإلكتروني الذي حصلَ منذ أسبوعين على حواسيب الشركة المتحكمة بالأنابيب لإعادة وضعه قيد العمل وفقَ ما بينَت عدة تقارير لوكالات مثل “رويترز”، و “بي بي سي”، و”بلومبيرغ”. حيثُ يمهد المبلغ المدفوع الطريق لبدء تدفق الغاز مرة أخرى للساحل الشرقي للولايات المتحدة.

ويرى محللون للوكالات الإعلامية الأمريكية أنّ دفع الفدية يخاطر بتشجيع الجماعات الإجرامية الأخرى على أخذ الشركات الأمريكية كرهائن. عبرَ خلال السيطرة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. في حين يعقد الرئيس الأمريكي بايدن عدة جهود لردع الهجمات الإلكترونية المستقبلية.

دفع فدية الهجوم الإلكتروني على كولونيال بايبلاين

أفادت التقارير أن خط كولونيال بايبلاين الذي يعدّ أحد ألأنابيب الرئيسية للوقود في الولايات المتحدة دفع لعصابة دارك سايد المجرمة الإلكترونية ما يقرب من 5 ملايين في أعقاب هجوم إلكتروني. في حين أعلنَت كولونيال أنها لن تعلق على الموضوع. ووفقًا لأشخاص مطلعين على الصفقة، دفع أهم مشغل خط أنابيب وقود على الساحل الشرقي للمبتزين الإلكترونيين-عصابة “دارك سايد” الفديّة على هيئة 75 بيتكوين. وذلكَ بعدَ أن سببَ الإغلاق تشديداً في إمدادات الديزل والبنزين ووقود الطائرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كما أدى ارتفاع الأسعار لإعلان عدد من الولايات حالة الطوارئ. حيثُ بلغ متوسط ​​سعر الغالون 3.008 دولارات وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2014، وفقًا لجمعية السيارات الأمريكية.

ووفقاً للتقارير، فقد قامَت عصابة “دارك سايد” منذ أسبوعين بتعطيل شبكات أعمال الشركة باستخدام برامج الفدية. وهو شكل من البرامج الضارة التي تقوم بتشفير البيانات حتى تدفع الضحية  وهدد بإصدارها عبر الإنترنت. ويعتقد أنالعاصبة تعمل من أوروبا الشرقية، وربما من روسيا.

أدى الهجوم إلى إغلاق الشركة لخط الأنابيب الخاص بها، والذي يقدم ما يقرب من نصف وقود النقل لساحل الأطلسي. مما أدى إلى أزمات متتاليّة أجبرت بعض شركات الطيران على التوقف عن الوقود في الرحلات الطويلة. وقادت إلى اجتماعات طارئة في البيت الأبيض.

الهجمات الإلكترونية المتعاقبة على الشركات الأمريكية

لم تكن هذه الهجمة الإلكترونية الأولى من نوعها على الشركات في الولايات المتحدة. حيثُ اختارت الشركات سابقاً بدورها في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وحتى أقسام الشرطة أن تدفع مبالغ مالية للمخترقين ببرامج الفدية بدلاً من تكبد خسارة البيانات الهامة، أو تكبد تكلفة بناء أنظمة الكمبيوتر من الصفر. حيثُ أن المؤسسات وشركات التأمين بدأَت تستنتج أن تكلفة دفع الفدية ستكون أرخص من تكلفة استعادة أنظمتها أو المسؤولية المحتملة عن إغراق بياناتهم على الإنترنت.

وفي تصريحاتٍ يوم الخميس للرئيس الأمريكي، استغل بايدن اختراق خط الأنابيب كدليلٍ إضافي على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تحسين بنيتها التحتيّة الحيويّة. كما حثّ المشرعين على دعم اقتراحه البالغ 2.3 تريليون دولار لإعادة بناء الطرق والجسور وخطوط الأنابيب وغيرها من المشاريع.

في حين تم التأكيد من عدة وكالات أمنية أمريكية أنه قد تمّ سحب ثمانية مواقع ويب مرتبطة بـعصابة “دارك سايد” المسؤولة عن الهجوم. بينما رفضَ مجلس الأمن القومي التعليق.

ووفقاً لرويترز، فإنّ العصابة المشهورة “دارك سايد”  تعمل من خلال جعل البرنامج المستخدم لتنفيذ هذا الهجوم ثم تدريب الشركات التابعة على استخدامه. والذين يمنحون العصابة بعد ذلك جزءاً من الفدية التي يحصلون عليها. إلا أنه بعد بروز مخاوف من أن الهجوم السيبراني نتج عن دوافع سياسية. نشرت العصابة على موقعها على الإنترنت أن هدفها هو كسب المال وليس خلق مشاكل للمجتمع.

الهجوم الإلكتروني على كولونيال بايبلاين يعرض الإدارة الأمريكية لمسائلات

لاشك أن الهجوم الإلكتروني على كولونيال بايبلاين كان له مخاطر على إدارة بايدن الجديدة وطريقة توليها للأزمات. حيثُ أنّ الأمريكيون قد تجمعو على طول خط الساحل الشرقي للحصول على الغاز. كما خشيَت الإدارة من الآثار المؤقتة على السفر الجوي وإنتاج المواد الكيميائية. إضافةً للأهم وهو الخطر الإلكتروني بعدَ أن أصبحَ واضحاً أن اختراق الشركات ليسَت بالمهمة المستحيلة. حيثُ للحظة هذه مازالَ الخبراء يحاولون اكتشاف كيف تحول هجوم الفدية إلى حدث للأمن القومي.

فيما صرحَ الرئيس الأمريكي للصحفيين أنه لا يستطيع أن يملي على الشركات الخاصة القيام بأشياء معينة تتعلق بالأمن السيبراني. بينما بينَ ضرورة أن تعمل الحكومة الفيدرالية على الأمن السيبراني للأنظمة الحكومية.

وفي نفس الوقت تتعرض الإدارة لعدة أزمات داخلية أخرى لا تجد لها حلاً مثلَ أزمة الحدود، والتضخم، والركود الاقتصادي، والأطفال الذين ما زالوا خارج المدرسة نتيجة الوباء.

اقرأ أيضاً:

هل يسترد النفط الإيراني عافيته إثرَ تقدم المفاوضات مع الولايات المتحدة؟

ارتفاع أسعار النفط عالمياً عقبَ الهجوم الإلكتروني على شبكة كولونيال بايبلاين

البيت الأبيض يراقب عمل أنابيب النفط بعد هجومٍ إلكتروني أدى لإغلاق شبكة “كولونيال بايبلاين”