أعلنَت كلاً من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يوم الجمعة 21-5-2023 عن مشاريع لبناء محطات جديدة للطاقة النووية بينَ البلدين. حيثُ قالَ الطرفان أنهما سيوسعان التعاون في قطاع الطاقة النووية للتغلغل بشكلٍ أعمق في الأسواق الخارجيّة.
بناء محطات جديدة للطاقة النووية في الأسواق الخارجيّة
أتى البيان الرسمي أثناء القمة التي عقدَت بين رئيس كوريا الجنوبية “مون جاي إن”، والرئيس الأمريكي “جو بايدن” التي عقدت في البيت الأبيض يوم الجمعة. حيثُ بينَت أنّ البلدين سيتعاونان على بناء محطات جديدة للطاقة النووية. وذلكَ بهدف الالتزام بتطوير التعاون بين البلدين في الأسواق النووية الخارجيّة. بالإضافة إلى ضمان الحفاظ على أعلى معايير السلامة والأمن النووي الدولي ومنع انتشار الأسلحة النووية. وفقَ البيان المشترك الذي صرحَ به مسؤولي البلدين.
هذا وقد صرحَ البلدان سابقاً في بيانٍ منفصل عن الجهود الجادة التي يقوم بها البلدان لضمان إمدادات الطاقة النووية. كما يؤكدّ الالتزام من قبل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بالمشاركة في الأسواق النووية الخارجية، من خلال تعزيز التنسيق في سلسلة التوريد. كما أن البلدين سوف يتبنيان سياسة مشتركة. والتي تشتمل أن تطلب من الدول المتلقيّة أن يكون لديها اتفاقية ضمانات إضافيّة مع الوكالة الدولية للطاقة الذريّة كشرط لتزويد محطات الطاقة النووية.
فيما قالَت وزارة التجارة والصناعة والطاقة الأمريكية أنّ البلدين سيواصلان إجراء محادثات المتابعة لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال القمة. كما ترى الوزارة أنّ الاتفاقيّة الأخيرة مع كوريا الجنوبيّة لبناء محطات جديدة للطاقة النووية ستعطي دفعة إضافية للشركات الكورية الجنوبية التي تركز على سوق الطاقة العالمي. وذلكَ بعدَ إثبات الشركات الكوريّة سياستها في التصدير الناجح لمحطات الطاقة الذرية التجاريّة المحليّة، والتي أهمها أقيمَ في الإمارات العربية المتحدة. حيثُ فازَت شركة “كونسورتيوم” الكورية الجنوبيو في عام 2009 بعقد لبناء أربعة محطات جديدة للطاقة النووية (مفاعلات نووية) في منطقة البركة التي تقع على بعد 270 كيلومتراً غرب أبو ظبي. حيثُ اكتملَ البناء والتشغيل التجاري للمفاعل الأول في أبريل.
مواجهة توسع الصين في الأسواق الخارجيّة
يقول العديد من الخبراء أنّ الصين في طريقها لتحل محل الولايات المتحدة كرائد عالمي في إنتاج وبيع توليد الطاقة النووية. مما يوفر وسيلة أخرى لمساعي الصين في أنّ تصبح القوة الاقتصادية والدبلوماسيّة الأولى في العالم. فقد بينَت صحيفة تابعة للجويّة الأمربيكية في دراسة إحصائيّة أنّه من بين 54 مفاعلا تحت الإنشاء في الدول حول العالم حالياً. هناك 20 مفاعلاً تصنعهم الصين أو روسيا بشكلٍ كامل، و13 مفاعلاً من تصميم الصين.
ووفقاً للبيانات الصادرة عن الرابطة النووية العالمية في تقرير الأداء النووي العالمي 2023 ، على الرغم من أن الولايات المتحدة لديها أكبر عدد من المفاعلات العاملة بعددٍ يبلغ 95 مفاعل. إلا أن هناك محطتين جديدتين فقط قيد الإنشاء. في المقابل الصين لديها 11 مفاعلاً جديداً قيد الإنشاء داخل وخارج الصين. كما يقول محللين أنّ الولايات المتحدة فقدت شعبيتها كالمصدر الأكبر للطاقة النوويّة.
والآن يبدو أنّ الاتفاقيّة الجديدة تهدف لإعادة وضع الولايات المتحدة على خارطة السباق للطاقة النووية في العالم. والتي تتماشى بدورها مع بذل كوريا الجنوبية جهوداً مكثفة للتوغل بشكل أعمق في سوق الطاقة النووية في الخارج، وإيجاد طلب جديد، خصوصاً من الدول الناميّة. وذلكَ لتعويض تقليل اعتمادها المحلي على المحطات النووية. حيثُ تخطط كوريا الجنوبية لخفض محطاتها المحليّة من 24 حالياً إلى 17 فقط بحلول 2034. وذلكَ ضمنَ مساعيها لتوظيف الطاقة الخضراء.
ويجب الإحاطة انّ السباق لبناء المفاعلات الجديدة الاقتصاديّة للدول الناميّة مهمٌ لدولٍ مثل الصين أو الولايات المتحدة وغيرها التي تمتلك إمكانات نووية. حيثُ أن عملية بناء محطات جديدة للطاقة النووية لدولٍ أخرى تدخلها بشراكةٍ اقتصادية طويلة الأمد. وذلكَ لأنّ دورة حياة محطات الطاقة النووية منذ بدء بنائها. والصيانة، والتعامل مع النفايات النووية. وحتى إيقاف تشغيلها تبلغ 60 إلى 80 عاماً.