جيف بيزوس يتنحى عن إدارة شركة أمازون .. والسبب ذهابة إلى الفضاء، حيثُ يدخل جيف بيزوس الذي يُعتبر أغنى رجل في العالم مرحلة جديدة في حياته المهنية بعدما بنى انطلاقاً من مكتبة متواضعة على الإنترنت واحدة من أقوى الشركات في العالم، وهي “أمازون”.

تنحي جيف بيزوس عن إدارة أمازون

ويتنحى رجل الأعمال البالغ 57 عاماً من منصب المدير العام الاثنين لساعده الأيمن آندي جاسي، سعياً إلى تكريس نفسه لمشاريع أخرى، أولها رحلة إلى الفضاء في 20 تموز/ يوليو.

لكنه سيحتفظ بدور رئيسي في الشركة التي أسسها قبل 27 عاماً من خلال استمراره رئيساً تنفيذياً لمجلس إدارتها.

وفي مقابل ما حظي به بيزوس من ثناء لابتكاراته العديدة التي أدت أحياناً إلى زعزعة قطاعات اقتصادية بأكملها، تعرض كذلك لانتقادات بسبب بعض الممارسات التجارية التي تنطوي على سحق المنافسة، أو بسبب معاملة موظفيه.

سواء أكان في مجال بيع الكتب أو في ما يتعلق بالحوسبة السحابية أو في قطاع التوصيل للمنازل، فإن بيزوس “مسؤول يشجع التغيير”، على ما وصفه داريل ويست من مركز الابتكار التكنولوجي في معهد بروكينغز. ولاحظ ويست أن بيزوس “أعطى زخماً للكثير من الخدمات التي بات الناس يعتبرونها أمراً مسَلّماً به، كالتسوق عبر الإنترنت، وطلب شيء ما وتسلّمه في اليوم التالي”.

وتبلغ قيمة “أمازون” اليوم في البورصة أكثر من 1700 مليار دولار. هي التي أطلقها بيزوس من مرأبه وكان يتولى توضيب الحزم بنفسه. وحققت الشركة عام 2023 مبيعات بقيمة 386 مليار دولار، بمختلف القطاعات التي تضمها هذه المجموعة المترامية الأطراف، من التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية إلى محال البقالة والذكاء الاصطناعي وإنتاج الأفلام.

أسباب تنحي جيف بيزوس ؟

يأتي تنحي بيزوس في وقت توجه الجهات الناظمة أو تلك الناشطة في مجال الدفاع عن الموظفين. انتقادات كثيرة إلى “أمازون” التي ارتفع عدد موظفيها في الولايات المتحدة إلى أكثر من 800 ألف. بعد نمو أعمالها خلال الجائحة.

وفيما تركّز “أمازون” على أن الأجر بالساعة لديها يبلغ 15 دولاراً حداً أدنى، وأنها توفر امتيازات مختلفة للعاملين لديها. يأخذ عليها منتقدوها هوس بالفاعلية إلى درجة تجعلها تعامل الموظفين كما لو كانوا آلات.

وفي رسالته السنوية الأخيرة إلى المساهمين في نيسان/ أبريل، وبعد محاولة فاشلة لتأسيس نقابة في مستودع لمجموعته في ألاباما. أقر جيف بيزوس بأن على “أمازون” أن تقدم أداءً أفضل لموظفيها ووعد بأن تصبح “أفضل ربّ عمل على كوكب الأرض”.

أما الجهات الناظمة التي تخشى تزايد سيطرة عدد قليل من شركات التكنولوجيا العملاقة على قطاعات كاملة من الاقتصاد. فتعتزم اتخاذ تدابير لتفكيك “أمازون” جزئياً. وبالتالي، قد تصبح المجموعة “ضحية نجاحها” ، على ما قال كاي.

ولكن حتى لو قُسمت المجموعة إلى كيانات عدة، فإن كل واحدة منها “ستزدهر في سوقها الخاص”، بحسب توقعاته. وأضاف: “يمكنني بسهولة أن أتخيل سيناريو يكون فيه مجموع الأجزاء أكبر من الكل الموحد. لن يكون المساهمون حزينين لذلك”.