قرّر وزير النفط العراقي “إحسان عبد الجبار” مع السفير المصري لدى بغداد “أحمد إسماعيل” تنفيذ مشروع أنبوب البصرة – العقبة النفطي.
وفقاً لوزارة النفط العراقية، فإنَّ عبد الجبار أكّد أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين العراق ومصر وزيادة فرص التنمية والعمل المشترك بين البلدين، خصوصاً في قطاع النفط والغاز، حيثُ قال وزير النفط العراقي: “إنَّ “العراق يرحب بمساهمة الشركات النفطية المصرية في تنفيذ مشاريع البنى التحتية في القطاع النفطي”.
وأضاف، أنَّ “من أهداف الحكومة والوزارة، العمل على تعزيز العلاقات مع دول العالم والمنطقة ودول الجوار، خاصة ًمصر، وهذا من ضمن أولوياتهما، بما يتعلق بالمشاريع التنموية والاستراتيجية التي تخدم مصلحة الشعبين الشقيقين”.
وتبعاً للبيان، فإنَّ البَلَدان قد حدّدا البرنامج الزمني لتنفيذ مشروع خط أنبوب البصرة – العقبة، وإمكانية استفادة مصر منه لتكونَ منفذاً للصادرات النفطية العراقية إلى شمال إفريقيا، ذاكراً أنّ الحكومة العراقية ستتكفل بمد الأنبوب على نفقتها الخاصة.
مجريات سير المشروع
من المُخطط أن يتم تصدير مليون برميل يومياً من الخام العراقي إلى الأردن منهم 150 ألف برميل لتشغيل مصفاة الزرقاء، وكان وزير النفط العراقي، عادل عبد المهدي، قد أعلن في وقتٍ سابق عن تشكيل ائتلاف عالمي لإقامة خط أنابيب نفط من مدينة البصرة العراقية إلى ميناء العقبة.
وبيَّن الدكتور سيف، أنَّ خط أنبوب النفط العراقي سيمتد من مدينة النجف وبمحاذاة الحدود السعودية وصولاً الى العقبة، مشيراً إلى أنَّ الأنبوب سيتم بناؤه وفق نظام البناء والتشغيل ونقل الملكية (B.O.T ) لفترة تمتد من 15- 20 عاماً ثم تعود ملكية الأنبوب الى البلدين، وأوضح أن حالة العطاء من قبل الجانب العراقي دلالة على قرب موعد البدء في تنفيذ الانبوب.
وكان الأردن والعراق قد اتفقا مؤخرًا في عمان على بناء أنبوب غاز كبير بموازاة أنبوب النفط المُخطط تنفيذه، وسيُجهز بمحطات للضخ ( كل 100 متر محطة ) وسينقُل نحو مليون برميل من النفط ، حيثُ سيغطي بذلك احتياجات الأردن من النفط الخام والتي تُقدَّر ب 150 الف برميل يومياً، فيما سيتم نقل الكميات المتبقية من العقبة بالبواخر الى مصر وقسم آخر لدول لديها عقود مع العراق.
التأثيرات الاقتصادية للمشروع
قال الخبير البترولي المصري “رمضان أبو العلا”، إنّ “هناك جدوى اقتصادية وسياسية لخط الأنابيب النفطي الذي يخرج من البصرة العراقية إلى العقبة الاردنية ثم إلى مصر، حيثُ يُساعد على تصدير النفط العراقي بعيداً عن التوترات الموجودة في الخليج والتي تهددها إيران من وقت إلى آخر، كما أنَّ هناك تهديدات للتصدير عبر سوريا نتيجةَ الأوضاع الراهنة”.
وأضاف لـ”سبوتنيك”، أنَّ “وصول النفط العراقي إلى الموانئ المصرية سوف يمكنها من عمل قيمة مضافة عن طريق تكرير النفط الخام وتصديره كمشتقات بترولية، وأيضاً توفير احتياجاتها بالإضافة إلى رسم المرور الذي ستحصل عليه، وهذا يعود بالفائدة على مصر وعلى العراق، كما أن هذا الخط يتيح للأردن تأمين احتياجاته من النفط بأي كميات، كما أنَّ الفائدة الكبرى للعراق هو تأمين صادراته النفطية، الأمر الذي يعني عدم توقف واردات النقد الأجنبي”.
علاقات سياسية بين البلاد عقب المشروع
وحول الجوانب السياسية لمد أنبوب النفط العراقي إلى مصر قال أبو العلا، “علاوةً على الفوائد أو المكاسب الاقتصادية لخط النفط العراقي، هناك جوانب سياسية مثل توطيد العلاقات وإعطاء زخم للتعاون العربي على حساب إيران والتي تسيطر على الجانب السياسي في العراق، حيثُ بدأ العراق باخذ منحى آخر بتعاون أكبر مع محيطه العربي مثل المملكة العربية السعودية، وسياسياً هذا التعاون له مردود إيجابي بأن لا نترك العراق في الحضن الإيراني طوال الوقت والذي يعد أمر في غاية الخطورة، وحتى لا يُترك العراق كما تُركت سوريا”.
كما أشار الخبير النفطي إلى أنَّ “بدأ العمل في هذا الخط لن يستغرق وقتاً طويلاً، لأنَّ ما سيتم هو استكمالات فقط، لأنَّ الخط ممتد داخل العراق، وهناك خط موجود بالفعل بين الأردن ومصر، فكل ما سيتم هو عمليات توصيل فنية غير باهظة التكاليف ولن تستغرق وقتاً طويلاً، وفي كل الأحوال المصالح الاقتصادية هى التي توجه سياسات الدول”.