صوت البرلمان الأوروبي اليوم الأربعاء 28/4/2023 بهامش كبير لمنح الموافقة النهائية للاتحاد الأوروبي على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي تشمل كذلك اتفاق تجاري جديد بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. ووافق 660 من أل 697 نائب على نص الاتفاق بينما عرضه 5 نواب، وامتنع 32 عن التصويت في اقتراع الثلاثاء البارحة.

الاتفاق التجاري الجديد بين الاتحاد وبريطانيا

سيحكم الاتفاق التجاري الجديد بين الاتحاد وبريطانيا المكون من 1250 صفحة قضايا التجارة والرسوم الجمركيّة والفحوصات الصحيّة بشكلٍ أساسي. كما ينص على عدم وجود تعريفات جمركيّة وحصص صفريّة بين الطرفين كذلك بعدَ أن اشترط الاتحاد تطبيقها منذ بدء المفاوضات بداية العام. كما يعيد تنظيم  الحدود البريّة بين إيرلندا الشماليّة التابعة للمملكة المتحدة وإيرلندا التابعة للاتحاد الأوروبي فيما استبعدَ الاتفاق قضايا رئيسيّة مثل الخدمات الماليّة والسياسة الخارجية والأمنيّة.

و يمثل التصويت نهاية طريق طويل مع الاتحاد الأوروبي لمدة 45 عاماً. حيثُ صوت البريطانيون لمغادرة الاتحاد الأوروبي  منذ ما يقرب من خمس سنوات، في يونيو 2016. والذي خلفَ صراعاً حول كيفية تحديد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعلاقة بريطانيا المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي. والذي دمرَ رئاسة وزراء ديفيد كاميرون، وخليفته، تيريزا ماي الذين فشلو بالتوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي. مما كان سينتج بخروج بريطانيا من الاتحاد بدون أي صفقات تجاريّة تنظم العلاقات الاقتصاديّة مع الاتحاد. مما كانَ سيسبب خسائر تفوق 50 مليار جنيه استرليني لاقتصاد المملكة المتحدة.

ويحقق الاتفاق الجديد رغبة رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون في وضع بريطانيا لوائحها ومعاييرها الخاصة عند خروجها من السوق الأوروبيّة الموحدة. فيما غردَت رئيسة المفوضيّة الأوروبيّة، أورسولا فون دير لاين على تويتر بأن الاتفاق يمثل أساس شراكة جديدة قويّة مع المملكة المتحدة. كما شددَت على الالتزام بتنفيذه، بعدَ أن خرقت بريطانيا الاتفاق السابق الذي أبرم مع الاتحاد الأوروبي عام 2019.

تصريحات الطرفين عقبَ توقيع الاتفاقية

أصدر بوريس جونسون بيانًا أكدّ فيه للشعب البريطاني أن الاتفاق يمثل نهاية لعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كما أكدّ أن الخطوة الأخيرة ستوفر الاستقرار لعلاقات بريطانيا الجديدة مع الاتحاد الأوروبي كشركاء تجاريين حيويين وحلفاء مقربين وأطراف سياديّة. بينما قدم اللورد فروست، الذي قاد فريق التفاوض في المملكة المتحدة خلال العام الماضي، شكره إلى نظيره في الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه. مشيراً أيضًا إلى استمرار المملكة المتحدة بالدفاع عن مصالحها في المحادثات المستقبلية. مؤكداً أن التصويت سيسمح لبريطانيا بالتركيز على المستقبل مع للاتحاد الأوروبي للعمل معاً من خلال مجلس الشراكة الجديد، ولإيجاد حلول تناسب الطرفين.

كما حرصت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين قبل التصويت على طمأنة أعضاء البرلمان الأوروبي بأن الصفقة التجارية المكونة من 1449 صفحة جاءت مزودة بـمثبتات حقيقيّة لضمان وفاء كلا الجانبين بالتزاماتهما.

فيما أكدّ عضو البرلمان الأوروبي من لوكسمبورغ، كريستوف هانسن إن التصديق على الاتفاقية ليس تصويتًا على الثقة العمياء في نية حكومة المملكة المتحدة تنفيذ الاتفاق بحسن نيّة. بل هي عبارة عن بوليصة تأمين من الاتحاد الأوروبي ضد المزيد من الانحرافات من جانب واحد عما تم الاتفاق عليه بشكل مشترك.

وأعلنَ البرلمان بنهايّة جلسته الأربعاء أنه لن يتم التصديق على اتفاقية التجارة والأمن رسمياً. إلّا بعد اعتمادها من قبل مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي في الثلاثين من أبريل الجاري.

اقرأ أيضاً:

ارتفاع نسبة التضخم في المملكة المتحدة إلى 0.7 في مارس 2023

التقرير الفيدرالي للناتج المحلي الأمريكي في الربع الأول يبدي مؤشرات إيجابيّة

الشركات التايوانية المصنعة لأشباه الموصلات تخطط لاستثمار 107 مليار دولار