أزمة الباخرة الجانحة في قناة السويس مازالت مستمرة وتأثيراتها السلبية تتفاقم يوماً بعدَ يوم، وآخر تأثيراتها كانَ على الغاز الطبيعي، حيثُ سوف تسبب الأزمة تأخير إيصال ما يعادل مليون طن من الغاز إلى أوروبا.
حيثُ قالت شركة “ريستاد إنرجي” الرائجة في مجال أبحاث الطاقة: “إنّ تعويم سفينة الحاويات العالقة في قناة السويس منذ الأسبوع الماضي قد يؤخّر تسليم كمية تعادل نحو مليون طن من الغاز الطبيعي بشكله السائل إلى أوروبا والموزعة على متن 10 سفن، ومن الممكن تغيير مسار السفن لاحقاً إلى رأس الرجاء الصالح”.
كما أشارَ مسؤولو الإنقاذ في مصر، “إلى أن الأمر قد يستغرق عدة أسابيع لحل مشكلة الازدحام في القناة، والتي تُعد الطريق الرئيسي لواردات أوروبا من الغاز الطبيعي من الشرق الأوسط. وبعض الشحنات أيضاً المتجهة إلى آسيا من البحر الأبيض المتوسط”.
ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا
أدى إغلاق سفينة الحاويات لقناة السويس لمدة تصل إلى أسبوع، إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا. حيثُ تواجه الشحنات المحمّلة بالوقود المتجه إلى أوروبا تأخيرات شديدة.
قد يؤدي الانسداد في القناة إلى خلق فجوة في العرض. ولكنّ يمكن سدها عن طريق خط أنابيب الغاز من روسيا أو الغاز الطبيعي السائل الأمريكي.
ستكافح ثلاث ناقلات بالقرب من مدخل قناة السويس لنقل الغاز الطبيعي السائل الصادر من قطر في أوائل أبريل. حيثُ قال فوزي مرزوقي، المحلل في وكالة بلومبيرج للأنباء، إنّ السفن الآن تنتظر بالفعل، ومن غير المرجح أن تغيّر من مسارها في هذه المرحلة”.
الشحنات تتكدس في القناة
حيثُ صرّح رئيس أسواق الغاز لدى شركة ريستاد، كارلوس دياز. أنّه “حتى إذا تمَّ فتح القناة في غضون أسبوعٍ واحد، فيوجد هناك طابور كبير من الشحنات المكدسة يصطف لعبور القناة. والعودة إلى التدفق الطبيعي سوف تستغرق بعض الوقت”.
كما كانت هناك 4 شحنات سوف يتم تسليمها في مطلع شهر أبريل القادم، تنتظر يوم الأربعاء للعبور إلى البحر الأبيض المتوسط. كما توجهت شحنتان (على الأقل) إلى قناة السويس بعد مغادرة بحر العرب.
قال المحلل لدى شركة وود ماكينزي لاستشارات الطاقة، لوكاس شميث. “إنّ ناقلة الغاز الطبيعي السائل المسمّاة “غولار تندرا” تمّ تحميلها في محطة إدكو المصرية في 21 مارس وكانت في طريقها إلى آسيا”.
كما كانت الناقلة المسمّاة “رشيدة” تنتظر عند المدخل الجنوبي للقناة، وتحمل شحنة من قطر.
البيت الأبيض قلق على الطاقة العالمية
قال السكرتير الصحفي جين بساكي، إنّ البيت الأبيض قلق بشأن تأثير أزمة قناة السويس على الطاقة العالمية. مضيفاً أن إدارة بايدن تراقب أوضاع السوق عن كثب.
كما قال للصحفيين في تصريحٍ صحفي يوم الجمعة “نرى بعض التأثيرات السلبية المحتملة على أسواق الطاقة العالمية”.
وفي وقتٍ سابق، قالَ متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض “إنّ الحكومة الأمريكيّة عرضت على مصر المساعدة في إزالة السفينة إيفر جيفن التي جنحت وعلِقت على الشاطئ”.
اقرأ أيضاً : باخرة جانحة تعيق الحركة في قناة السويس