مواسم زراعة فول الصويا . يعد فول الصويا من أهم المحاصيل الزراعية في العالم، لما له من أهمية اقتصادية
وغذائية، لذلك نجد الكثير من الدول التي تهتم بزراعته، وإنتاج كميات وافرة منه، مما يضمن تحقيق اكتفاء السوق
المحلية، ودخول الأسواق العالمية، فما هي الطريقة الأفضل لزراعته؟ وما هي الشروط التي تضمن استمرار هذه الزراعة؟ هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال مقالنا هذا.
نبذة عن فول الصويا
ينتمي فول الصويا إلى عائلات البقوليات، التي تعتبر من أقدم المحاصيل الزراعية التي عرفها الأنسان، وتعود أهميته
الكبيرة إلى اعتباره أحد أهم مصادر الزيت والبروتينات.
كما أنه من النباتات العشبية الحولية التي يبلغ طولها حوالي 150 سم، وتتميز بساقها القائمة أو نصف القائمة التي
تنمو عليها بعض الأوبار، ويتراوح طولها بين 60 و100 سم، كما تنمو عليها أوراق متفرعة ذات زغب رمادي أو بني، وشكل بيضاوي أو رمحي.
أما ثمار هذا النبات فتكون على شكل قرون بطول متباين بين 2.5 و6 سم، حيث يحوي كل قرن على 2 أو 3 بذور
ذات لون أسود أو بيض، مع العلم أن لون القرون يختلف من صنف لآخر مع اختلاف حالة النضج أيضًا، فيكون إما أصفرًا أو أسودًا أو بنيًا أو أسودًا مائلًا للخضرة.
مواسم زراعة فول الصويا
يعتبر فول الصويا من النباتات السنوية، التي ينصح بزراعتها في أوائل فصل الربيع، وبشكل خاص خلال الفترة الممتدة بين شهري آذار ونيسان، أي بعد موسم المحاصيل الشتوية ذات النضج المبكر، كما يفضل زرعتها ضمن
دورة زراعية عقب زراعة البرسيم أو الفول أو العدس، بالإضافة إلى كل من البصل والبطاطا.
التربة المناسبة لزراعة فول صويا
يمكن زراعة فول الصويا ضمن أنواع مختلفة من الترب، مع العلم أن التربة ذات الخصوبة المتوسطة يمكن أن تعطي
إنتاجًا وفيرًا، حيث كلما زادت نسبة الأزوت في الأرض كلما زات قوة النبات، ولكن بشكل عام تفضل زراعته في
التربة الطينية ذات التصريف الجيد، التي لا تنمو فيها الحشائش بكثرة، كما من الممكن زراعتها ضمن الترب
الصفراء والرملية مع الحرص على عدم زراعته ضمن التربة الملحية أو التربة سيئة التصريف والتهوية.
طريقة زراعة فول الصويا
يوجد عدد من الخطوات الواجب اتباعها عند زراعة فول الصويا، ألا وهي:
- اختيار الموعد المناسب للزراعة، مع انتقاء مكان ذو مساحة واسعة ومناخ ملائم.
- حراثة التربة وتقليبها بشكل جيد، ثم تنظيمها على شكل صفوف مستقيمة.
- بفضل شراء البذور من أماكن متخصصة لمعرفة ميزات كل صنف قبل البدء بالزراعة.
- وضع البذور في التربة على عمق 5 سم، بحيث تكون متباعدة عن بعضها البعض بمسافة تتراوح بين 5 و10 سم على خط مستقيم، مع الحرص على عدم نقع البذور في الماء، مما يضمن حمايتها من العفن.
- من الممكن زراعة البذور ضمن حاويات على عمق 20 سم قبل نقلها إلى التربة.
العناية بمحصول فول الصويا بعد الزراعة
هناك بعض الأمور الواجب القيام بها، لضمان نمو مثالي لفول الصويا، حيث من الضروري القيام بري المحصول
بانتظام، وعلى فترات متباعدة خلال مرحلة النمو، لتصبح أقل خلال فترة تكوين الأزهار والإثمار، مع الحرص على عدم بقاء التربة رطبة جدًا كي لا تتعرض للجراثيم، مع العلم يمكن الاستعانة بنشارة الخشب لإزالة الماء الزائد.
أما فيما يخص السماد، فيفضل إضافة سوير فوسفات الكالسيوم بشكل عام، ولكن في حال كان نوع التربة المزروع
فيها رملية، يُفضل إضافة نترات الكالسيوم، مما يعزز نمو النبات.
كما يجب الانتباه إلى ضرورة حماية فول الصويا من الآفات التي يتعرض لها خلال مراحل نموه، والتي نذكر منها: (دودة ورق الفطن، ودودة القرون، وذبابة الساق، والعنكبوت الأحمر)، كما من الممكن أن تصاب هذه النبتة ببعض
الأمراض، ولعل أهمها مرض ذبول عفن الساق التفحمي، لذلك يُنصح باتباع برامج مكافحة موضوعة من قبل مختصين زراعيين.
حصاد وجني فول الصويا
تبدأ عادةً عملية جنى محصول فول الصويا بعد مرور 100 أو 120 يوم من زراعتها في حال أراد المزارع الحصول على بذور خضراء، أما في حال الرغبة في الحصول على بذور تامة النضج، فينصح بالجني بعد 6 أشهر من الزراعة، حيث تتحول ما يقارب 95% من القرون إلى اللون البني الفاتح مع اصفرار حوالي 75% من الأوراق، مما يدل على نضج أغلب الثمار، مع الأخذ بعين الاعتبار تجنب الجني المبكر لما له من تأثير على جودة المحصول،
كما يجب أيضًا عدم التأخر في الجني، لأن ذلك يسبب جفاف البذور وتساقطها.
ونظرًا للأهمية الكبيرة لفول الصويا مازالت الدول تسعى إلى إيجاد المزيد من الطرق وسبل العناية بزراعته، فعلى
الرغم من أن موطنه الأصلي يعود إلى دول شرق أسيا، إلا أن زراعته انتشرت في مناطق مختلفة في العالم، حيث أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر الدولة المنتجة له.