قبل البدء بمفهوم تقييم المخزون من الضروري أن تعلم أنه عندما نقول “المخزون” فهو يشمل جميع ما تقتنيه الشركة أو أي عمل آخر من سلع ومواد أخرى، إما الغاية منه هو الإصلاح أو البيع. والمخزون هو من الأصول المهمة لأي شركة مهما كان نوعها، ونظرًا للأهمية الكبيرة التي يحظى بها المخزون فهناك علم خاص في كل شركة يختص بدراسة المخزون. أي أنه يخضع إلى عدد كبير من العمليات الحسابية من جرد، وتقييم، والتنبؤ بسعر المخزون فيما بعد وحساباتٍ أخرى. ومن أهم هذه العمليات التي يخضع لها المخزون هي علمية تقييم المخزون، وهو أحد الممارسات والأعمال الحسابية التي تتبعها الشركة لمعرفة وتقييم المخزون الذي لم تبيعه بعد. وهذا الأمر يتم في الوقت نفسه الذي تعد فيه الشركة بيناتها المالية. وفي المقال التالي المقدم من تجارتنا سنتعرف على المزيد عن مفهوم تقييم المخزون والعمليات المستخدمة في ذلك.
مفهوم تقييم المخزون
تقييم المخزون هو من الطرق العديدة المستخدمة في معرفة المبلغ المالي الخاص بالسلع الموجودة في المخزن وذلك في نهاية فترة المحاسبة. أي أنه الطريقة الأمثل لمعرفة مقدار الربح الذي ينتج عن التجارة والأعمال الأخرى، ويجب أن يتم ذلك خلال فترة زمنية معينة. وتكمن الأهمية الكبرى لهذه العملية في كونها حجر الأساس لإدارة المخزون، وذلك لأنها تقوم على تحديد القيمة الإجمالية للمخزون الحالي، وتحديد تكاليفه، وتجهيزه للبيع. فأي خلل في هذه العملية سوف يؤدي إلى فروقاتٍ بين الإيرادات والنفقات، وهذا بدوره يؤدي إلى فقدان المبلغ الكلي المستخدم في شراء المخزون.
ومن الضروري جدًا معرفة أن تقييم المخزون هو معرفة قيمة أصول المخزون، أما تكلفة السلعة فهي جزء صغير من قيمة المخزون المباع. وتؤثر هذه العملية على الميزانية كلها، بينما تؤثر تكلفة السلعة فقط على بيان الربح والخسارة. وبعد الانتهاء من عملية الجرد يتم تقييم ما تبقى من المخزون والخدمات الأخرى. وتتم هذه العملية على مستوى عالي من الدقة، لأن نجاح وزيادة أرباح الشركة هو من نجاح هذه العملية.
أهم طرق تقييم المخزون
وكما ذكرنا سابقًا أن نجاح عملية التقييم هو من الأمور الأساسية التي يعتمد عليها نجاح الشركة وبالإضافة إلى زيادة الأرباح فيها. وهناك عدة طرق لتقييم المخزون دقيقة يتبعها المختصون من أجل تقييم المخزون والتي سنستعرضها لك:
طريقة التقييم عبر الوارد أولًا يُصدّر أولًا FIFO
والتي تعرف باسم First in First Out (FIFO)، وهي من الطرق الشائعة في معظم الشركات كونها بسيطة وخالية من التعقيد. كما يكون مبدأ هذه العملية على أساس أن تكاليف ما يتم شراؤه أولًا هي التي تضاف إلى تكاليف السلع المباعة. أي ان السلعة التي تشتريها الشركة أولًا هي التي يجب بيعها أولًا. وهذه الطريقة هي التي تعتمدها غالبية كبيرة من الشركات الغذائية مثل الألبان، والفواكه، والخضروات والأطعمة الأخرى. فهذه هي الطريقة الأنجح التي تساعد في تجنب تلف المنتجات، لأن ما تشتريه الشركة أولًا يجب أن تبيعه أولًا.
ويقوم المختصون بحفظ تكاليف السلع الأولية التي باعتها الشركة أولًا في بيان الدخل الخاص بالشركة. وهناك عدة أسباب لكون هذه الطريقة هي الأنجح والأشهر، والتي هي:
- كونها سهلة التطبيق ولا تتطلب جهدًا كبيرًا كغيرها من الطرق، وابتعادها عن التعقيد.
- عدم إمكانية التلاعب ببيانات الدخل والبضائع.
- التطابق الأكيد بين التكاليف مع التدفق المالي أو المادي للبضائع.
- التقارب الكبير الذي تحققه هذه العملية، فيما بين الميزانية العامة للمخزون وبين قيمته السوقية في الوقت الحالي.
- كما أنه أثناء التضخم تعطي هذه طريقة قيمة أعلى من المفترض للمخزون وهذا بدوره يعطي تكلفة أقل من المفترض للسلعة وربح أكثر.
وإن كنت تتساءل عن الصيغة التي نتبعها في هذه الطريقة فهي كالتالي:
التكلفة السلعة التي باعتها الشركة = المخزون في الفترة الأولى + المشتريات – المخزون في الفترة الأخيرة.
التقييم من خلال متوسط التكلفة المقدرة WAC
وهي من طرق تقييم المخزون التي لا تقل أهمية عن سابقتها والمعروفة أيضًا باسم Weighted Average Cost WAC. وهذه الطريقة تلجأ إليها الشركات في حال لم يكن هناك اختلاف في النشاط التجاري أو المخزون. ويجب تضمين جميع العناصر التي اشترتها الشركة حتى خلال فترة المحاسبية. ويقوم المختصون بتقييم المخزون في هذه الطريقة عبر الصيغة التالية:
متوسط التكلفة لكل سلعة= التكلفة المجملة لسلعة المخزون/ إجمالي جميع السلع في المخزون.
التقييم باستخدام طريقة ما تنتهي صلاحيته أولًا نبيعه أولًا FIFO
وتعتمد الشركة في هذه الطريقة على مبدأ ما يقترب موعد انتهاء صلاحيته يجب بيعه أولًا، وهنا لا تهتم الشركة سواء كان هذا المنتج دخل الشركة حديثًا أم قديمًا. ويلجأ إلى هذه الطريقة عدد من شركات الأدوية وشركات مستحضرات التجميل. وفي طبيعة الأحوال تقوم الشركة بتخزين البضائع ذات العمر الافتراضي الطويل أولًا.
طريقة التقييم عبر الوارد آخرًا يصدر أولًا LILO
والمبدأ الأساسي هنا أنه آخر وحدة او بضاعة تدخل إلى المخزون هي التي تبيعها الشركة أولًا وتترك الشركة المخزون الأقدم حتى تنتهي فترة المحاسبية. وهذه الطريقة هي الأقل استخدامًا كونه يصبح المخزون المتبقي قديم وبهذا تقل قيمة المخزون ولا تكون حديثة.
أمثلة عن طرق تقييم المخزون
ومن الأمثلة التي يمكن أن نقدمها لك عن طرق تقييم المخزون ما يلي. أحد تجار التجزئة اشترى 20 زوج من الأحذية بسعر 5 دولار لكل زوج في شهر أبريل، وفي شهر ماي قام بشراء 20 حذاء ومن نفس النوع ولكن بسعر 10 دولار لكل زوج. فإذا قرر البائع بيع 10 أزواج من الأحذية فسيتم التقييم، بحسب طريقة الوارد آخرًا صادر أولًا، على الشكل التالي:
سيكون حساب سعر البضاعة كالتالي 10*15= 150 دولار.
وفي مثالٍ آخر اشترت إحدى الشركات عدد من القمصان مرتين خلال الشهر، فكانت المرة الأولى 50 قميص بسعر 5 دولار للقميص الواحد. أما المرة الثانية فكانت 100 قميص بسعر 10 دولار للقميص، ويكون عدد القمصان كلها خلال الشهر 150 قميص. وإذا أردنا حساب قيمة التخزين والتكلفة، بحسب طريقة متوسط التكلفة المقدرة، فستكون على الشكل التالي:
حساب التكلفة الكلية للقمصان: (505) +(10010)= 1250 دولار.
أما حساب متوسط التكلفة المتوقع لكل قميص فيكون: 1250/150= 8.3 دولار لكل قميص.
ويكون حساب تكلفة بيع 50 قميص كالتالي: 50*8.3= 415 دولار.
وحساب قيمة القمصان المتبقية “المخزون”: 100*8.3= 830 دولار.
الهدف من عملية تقييم المخزون
وهناك عدة أهداف تطمح لها عملية التقييم وتركز عليه الشركة خلال القيام بهذه العملية. ومن أهم هذه الأهداف:
- تحديد الدخل والربح التجاري وهو الزيادة في المبيعات مقارنةً بتكلفة السلع الأولية، وهذا الامر يضمنه نجاح التقييم.
- تحديد والتأكد من المركز المالي للشركة. حيث يمكن أن يسبب الخلل في تقييم المخزون بإظهار صورة غير قوية وواضحة عن المركز المالي للشركة.
- كما أنّ تحليل سيولة الشركة من أهم أهداف عملية التقييم.
وفي الختام نستطيع القول إن عملية تَقييم المخزُون هي الركيزة الأساسية التي يقوم نجاح الشركة أو أي عمل آخر عليها. فهي التي تضمن زيادة الأرباح، وزيادة نسبة المبيعات، وضمان المركز المالي القوي. والعديد من الأسس القوية التي تقوم عليها جميع الشركات الناجحة والرائدة في العالم قائمة على نجاح التقييم.