لعلّ العديد من المستثمرين والمتداولين يراودهم السّؤال نفسه، ألا وهو كيف تربح من التداول؟ في البداية دعونا نتعرّف على نشأة هذا المصطلح ومطلع ظهوره.
مع رواج الإنترنت منذ عام 1997، بدأ المضاربون في البورصات، والمتداولون في تنفيذ فكرة عدم الذّهاب إلى شركات تداول الأموال في العديد من الدّول العربيّة، التي ينمو فيها نشاط التّداول الإلكترونيّ، وشرعوا في المضاربة على أسهمهم من خلال الإنترنت.
وفعلًا، بعد نجاح تنفيذ تلك الفكرة، وإحساس المستثمر، أو المضارب في البورصة بأنّه يضارب بنفسه، وارتفاع ثقته بنفسه، أصبحت الشّركات تُحسّن منصّات متعدّدةً للتّداول الإلكترونيّ عبر الإنترنت.
علاوة على ذلك، أعطى التّداول الإلكترونيّ خاصّةً إضافيّةً، وهو أنّه متواصل على مدار 24 ساعةً في الأسبوع. على عكس التّداول التّقليديّ المقترن بالبورصات العالميّة، وأوقات فتحها وإغلاقها، ولا يستلزم من الشّخص إلّا شبكة إنترنت، وجهاز حاسوب، ليبدأ في عمليّات التّداول. وفي مقالنا هذا سنتعرّف عن معنى مصطلح التّداول، وأهمّ ميّزاته، وعيوبه، وأفضل أنواعه، وكيفيّة الربح منه.
ما هو التداول عبر الإنترنت
يُعرف مصطلح التداول بشكل عام بأنّه المضاربة على سندات، وأسهم تُطرح في العديد من البورصات. وهناك طرق للتّداول طويلة الأمد وأخرى للتّداول اليوميّ السّريع.
من ناحية أخرى، يُعرف التّداول عبر الإنترنت، بأنّه طريقة يجري من خلالها مبادلة أصول ماليّة عبر الإنترنت. من خلال بيع أو شراء أسهم، أو عملات، أو عملات رقميّة، أو سندات عن طريق منصّات التّداول عبر الإنترنت المتنوّعة.
بالإضافة إلى ذلك، تمنح منصّات التّداول دور الوساطة، لتحقيق الأرباح من تغيير أسعار الأصول الماليّة المتباينة. علاوة على ذلك، لا يختلف التّداول الإلكترونيّ عن التّداول اليوميّ العادي في البورصات، عدا أنّه يجري من خلال الإنترنت، وبدون الحاجة للذّهاب إلى شركات وسيطة، لزيارة البورصة نفسها، أو تداول الأوراق الماليّة.
ميزات التداول عبر الإنترنت
لكل المهتمّين بالربح من التداول، لا بد أن تطّلعوا على أهمّ مميّزاته، ومن أهمّها:
- أهمّ ما يميّز التداول عبر الإنترنت هو البساطة، حيث يمكن لأيٍّ شخص البدء باستخدام منصّات التّداول دون الحاجة لخبرة مسبقة.
- يعدّ التّداول عبر الإنترنت ذا كلفة منخفضة، إذا ما قارنّاه بالطّرق التّقليديّة الأخرى.
- بإمكان الشّخص التّداول في أيّ وقت يرغب به، من خلال الحاسب المحمول أو الهاتف الذكيّ.
- التّداول عبر الإنترنت يوفّر فرصة التّخلي عن وجود وسيط. ونتيجةً لذلك، التّقليل من الأخطاء المرتكبة. حيث من الممكن أن تظهر عدّة عيوب بسبب خطأ في عملية التّواصل بين العميل والوسيط، في عمليّات التّداول التّقليديّة.
- يمكّنك التّداول عبر الإنترنت من متابعة أخبار السّوق الماليّة بشكل دائم. حيث أنّ الإنترنت يشكل الوسيلة الأفضل لوصول الأخبار بأسرع وقت.
- بإمكانك استعمال إستراتيجيّات قصيرة المدى، لتحقيق ربح سريع من التّداول. علاوة على ذلك، يمكنك التّغيير بسهولة بين العديد من أنواع التّداول الإلكترونيّ. على سبيل المثال: منصّات تداول العملات الرقميّة، أو الأسهم والسّندات، أو الفوركس.
أنواع التداول الإلكتروني الأكثر ربحا
قبل الإجابة عن سؤال كيف تربح من التداول، سنتطرّق للحديث عن أهمّ وأبرز أنواع التّداول الإلكترونيّ، وهي كالتالي:
تداول العملات الرقمية
يعتبر هذا النّوع من أحدث أنواع التّداول عبر الإنترنت المتوفّر في المنصّات الرقميّة. والذي يتّصف بوسائل أمان، وتشفير ذي قوّة هائلة لوقاية عمليّات التّداول من النّصب والسّرقة. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد هذا النّوع من التّداول على تداول العملات الرقميّة الحديثة، والمشفّرة مثل: بتكوين، والإيثيريوم، وغيرها من العملات الرقميّة. علاوة على ذلك، يتّسم هذا النوع من التّداول بأنّه يمكن أن يحقّق أرباحًا ضخمةً في وقت قصير.
تداول الفوركس
يعتبر تداول الفوركس من أشهر أنواع التّداول عبر الإنترنت. حيث أنّه يعتمد على بيع وشراء أزواج العملات الأجنبيّة، مثل: الدّولار الأمريكيّ، أو الجنيه الإسترلينيّ، أو اليورو. بالإضافة إلى ذلك، يتّصف هذا النّوع من التّداول بأنّه أكثر أنواع التّداول الإلكترونيّ ربحًا، واستقرارًا أيضًا، حيث يمكنك استثمار 10% فقط من رأس المال الخاصّ بك. ولكن من ناحية أخرى، يقتضي التّداول عبر الفوركس الانتباه في استخدامه، حتى لا تتكبّد خسائر باهظةً.
تداول الأسهم
يشدّد هذا النّوع من التّداول إلكترونيًّا على بيع وشراء الأسهم للشّركات العالميّة، والتي تدرج ضمن البورصات العالميّة. مثال على ذلك: بورصة لندن، و بورصات ناسداك. علاوة على ذلك، يتّسم تداول الأسهم إلكترونيًّا، بأنّه غير مقترن بالقيود والرّسوم المتواجدة في تداول الأسهم التّقليديّة، من خلال شركات الوساطة المعتمدة.
تداول صناديق الاستثمار
يعتقد خبراء الاقتصاد أنّ تداول صناديق الاستثمار، من أفضل طرق التّداول الإلكترونيّ ربحًا. حيث يتميّز هذا النّوع من التّداول بأنّه أقلّ الأنواع جمعًا للرسوم الإداريّة. بالإضافة إلى ذلك، فهو يُمكّن المستثمرين من تحقيق الرّبح بدون تكبّد تكاليف عالية.
مخاطر التداول عبر الإنترنت
بعد الاطّلاع على المميّزات، وقبل أن نعلمك كيف تربح من التداول . لا بدّ من التّطرق إلى أهمّ العقبات والمخاطر التي قد تواجهك، وهي كالتالي:
إضاعة كلمة المرور الخاصة بحساب المستثمر
قد يتمكّن طرف ثالث من اختراق حساب المستثمر وإساءة استخدامه في حال فقدان معلومات الدّخول الخاصّة به. على سبيل المثال: اسم المستخدم، وكلمة المرور.
عدم معرفة آلية عمل برنامج التداول عبر الإنترنت
إنّ عدم دراية المستثمر جيّدًا بوظائف برنامج التّداول عبر الإنترنت قبل المباشرة باستخدامه، يمكن أن يؤدّي إلى ارتكابه أخطاءً قد تكبّده خسارةً غير متوقعّة.
أعطال شبكة الإنترنت
إنّ الأعطال التي تواجهها الشّبكة قد تؤدي إلى الانقطاع الجزئيّ أو التّام للخدمة. علاوة على ذلك، احتمال فقدان الاتّصال مع الأوامر المدخلة إلى نظام التّداول الإلكترونيّ.
ضعف سرعة الاتصال مع شبكة الإنترنت
إنّ ضعف سرعة الاتّصال قد يؤثر على قدرة تلقّي المعلومات أو تسييرها عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، حدوث تأخّر في استلام معلومات التّداول، ورسائل الإبلاغ الواردة من نظام التّداول بصدد الأوامر المدخلة.
ازدياد حدة نشاط حركة التداول فجأة
إنّ ارتفاع نشاط حركة التّداول بشكل مفاجئ قد يؤدّي إلى تصاعد تدفق المعلومات التي ترسل من خلال شبكة الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، زيادة احتمال تأخّر بلوغ المعلومات، أو تحديث أسعار الأوراق الماليّة على البرنامج المستعمل.
أعطال جهاز الحاسب الآلي المستخدم من قبل المستثمر
قد تؤدّي هذه الأعطال إلى تقليل فرصة إنجاز العمليّات، أو عدم القدرة على تنفيذها بشكل كامل. علاوة على ذلك، عدم التّمكّن من الدّخول إلى الإنترنت للاتّصال بالخدمة، أو تلقّي رسائل التّبليغ الواردة من نظام التّداول الإلكترونيّ.
أخطاء في أسعار ومعلومات تداول الأوراق المالية
قد تؤدّي الأعطال المذكورة أعلاه إلى وصول المعلومات بشكل مغلوط إلى المستثمر. لذلك يجب على المستثمر التّوقّف عن استخدام الخدمة فورًا، وإعلام الوسيط في حال الانتباه إلى أيّ غلط في الأسعار، ومعلومات التّداول الأخرى.
كيف تربح من التداول
الآن سوف نقدّم لك عددًا من النّصائح التي ستجعلك تربح من التداول، أيًّا كان النّوع الذي اخترته. أهمّ هذه النّصائح هي:
- وضع إستراتيجيّة تداول مناسبة لك. بالإضافة إلى ذلك، تعيين خطّة محكمة لإدارة المخاطر المتوقّعة.
- معرفة حال السّوق، وكيفيّة تحرّكه، وعدم توقّع الربح السّريع.
- تحديد شروط حازمة عند الدّخول بأيّ اتّفاق تداول سواءً بالبيع أو الشّراء. علاوة على ذلك، إجراء عمليّة اختبار لتلك الشروط، والضّوابط للتّداول، واختبار تأثيرها بمبالغ صغيرة.
- عدم استخدام منصّات تداول عالية الخطورة. بالإضافة إلى ذلك، تجريب منصّات التّداول التي تتضمّن فترةً تجريبيّةً مجّانيّةً لاختبارها في البداية.
- لا تدع طمعك يدفعك إلى مجازفة غير محسوبة، حتى لا تقع في فخّ المبالغة بالتّداول.
- وضع خطط بعيدة المدى، وعدم اقتصار إستراتيجيّتك على المدى القصير فقط.
- محاولة استخدام منصّة تداول تحتوي على الكثير من الخيارات والمميّزات لتعزيز قدرتك على التّداول.
باختصار يمكن القول إنّه بفضل تقدّم ورواج الإنترنت في بداية القرن الحاليّ، ومع تواجد حواسيب عالية الأداء، تزايد التّداول عبر الإنترنت بشكل ملحوظ. ولا سيما أنّ الاقتصاد العالميّ يتصاعد اعتماده على الأصول الماليّة من أسهم وغيرها، ومن المتوقّع أن يستمر هذا الازدياد أكثر وأكثر.