زراعة القهوة في سلطنة عمان
أكدت الدراسات على نجاح زراعة القهوة في محافظة ظفار بسلطنة عمان، فقد تم زراعة البن العربي بالعديد من أصنافه، أهمها العديني والدوائري، وأكدت أنها تأقلمت على ظروف المناخ الموجودة في البيئة الجبلية، من الناحية الإنتاجية والخضرية، حيث يتراوح إنتاجها بين حوالي (5-8) كيلوجرام للشجرة الواحدة، وقد قامت وزارة الزراعة بجلب نوعين من القهوة العربي من اليمن، وقامت بزراعتها وهما العديني والدوائري، وعددها حوالي (148) شتلة، وتمت زراعتهم في مزرعة قيرون حيريتي عام (1980) م، وذلك بهدف عمل دراسة عن مدى نجاح وتأقلم أصناف القهوة تحت ظروف المناخ للمنطقة الجبلية في محافظة ظفار، وموقع هذه المزرعة يرتفع حوالي ثلاثة آلاف قدم فوق سطح البحر، كما أنها تتميز بالمناخ المعتدل طوال العام، لذا سنتحدث باستفاضة في هذا المقال عن زراعة القهوة في سلطنة عمان.
زراعة القهوة في سلطنة عمان
تم افتتاح مزرعة قيرون حيريتي لزراعة القهوة بشكل رسمي عام (1980) م، فهي تمثل الظروف المناخية المناسبة في جبال محافظة ظفار، وترتفع هذه المزرعة عن البحر بحوالي (3000) قدم، وموقع مزرعة القهوة يتميز بالمناخ المعتدل طوال السنة، فالمتوسط السنوي لدرجة الحرارة بها يبلغ حوالي (26) درجة مئوية، ويقع معدل نزول الأمطار بين (300-500) ملم خلال السنة، وتتميز هذه المزرعة بالتربة الصالحة الطينية، حتى يتم ري أغلبية المحاصيل الزراعية، وقد أشارت نتائج الدراسات إلى أن صنفين القهوة التي تم ذكرهم سابقاً، قد تكيفوا وتأقلموا مع الظروف الجبلية في سلطنة عمان، مع الوضع في الاعتبار أن الصنف (الدوائري) قد تفوق في معظم الصفات الثمرية والخضرية.
الدراسات البحثية على أشجار القهوة في سلطنة عمان
خلال السنوات الماضية، قامت الوزارة بإجراء العديد من الدراسات على شجر القهوة العربي الموجود بمزرعة قيرون حيريتي، وأهمها التجربة التي تمت لمعرفة تأثير معدلات متنوعة من الأسمدة المركبة على جودة وإنتاجية الصنف الدوائري، وتم تنفيذ هذه التجربة في الفترة بين (1993-1995) م، وذلك بهدف معرفة أحسن وأفضل مستويات العناصر الكبرى في التسميد (البوتاسيوم، الفوسفور، النتروجين)، وقد أوضحت نتائج الأبحاث أنه ليس هناك أي فروقات معنوية تؤثر على وزن الثمرة بين المعاملات، والمعاملة الثانية كانت هي الأفضل من الناحية المعنوية بالنسبة للنمو والازدهار الخضري.
وهناك دراسة ثانية تم إجراؤها على أشجار القهوة العربي، للمقارنة بين الصنفين العديني والدوائري، وتم ذلك عام (1994) م، بهدف الدراسة وعمل مقارنة بين الصنفين من حيث الصفات الثمرية، وأثبتت الدراسات أن الدوائري قد تفوق على العديني معنوياً في غالبية الصفات التي تمت دراستها، وعام (2004-2010) تم عمل تجربة لمقارنة جودة وإنتاجية البن داخل المظلة وخارجها، والنتائج التي تم الحصول عليها قد بينت تفوق الزراعة داخل المظلة عن الزراعة خارجها في كافة القياسات تقريباً.
مزرعة قيرون حيريتي
تمتلك هذه المزرعة أهمية خاصة وكبيرة، حيث أنها تحتوي على المحطة الخاصة بالبحوث الزراعية، فهي تعتبر
أفضل منطقة لتأسيس المشتل بها، نتيجة وجود الخبرة الفنية الواعية والمدربة، وفكرة هذه المزرعة تعتمد على إنتشار
زراعة القهوة، وتنميتها بجبال ظفار التي تبع في سلطنة عمان، وذلك عن طريق محورين رئيسيين، فالمحور الأول
يمثل تشجيع وتخفيز الأسر القاطنة في هذه المنطقة على زراعة أشجار القهوة حول مساكنهم، بشرط أن تتوفر لهم
الشتلات من قبل المديرية، مع الدعم الإرشادي والفني اللازم، لكن المحور الثاني يكون من خلال تأسيس مزرعة
استثمارية متخصصة ورائدة في إنتاج القهوة العربي على مساحة تقدر بحوالي خمسين فدان.
في النهاية تحدثنا عن زراعة القهوة في سلطنة عمان ، والدراسات البحثية على أشجار القهوة في سلطنة عمان،
ومزرعة قيرون حيريتي، ونتمنى أن ينال المقال على اعجابكم.