صناعة الفخار في مصر القديمة؛ اشتهرت صناعة الفخار بشكل كبيرٍ في مصر. مما دفعنا لكتابة مقالنا التالي. ذلك للحديث عن تفاصيل صناعة الفخار في مصر.

صناعة الفخار في مصر

صِناعة الفَخار في مِصر القديمة؛ وقبل الإشارة إليها ينبغي القول تعتبر صناعة الفخار من أقدم الحرف اليدوية التي عرفها البشر. وشهدت هذه الصناعة إرتقاء ونمو الإنسان منذ البداية المفرطة حتى التقدم والرقي. حتى الدارس لصناعة الفخار يمكنه فهم مراحل تطور البشر خلال العصور المختلفة، عن طريق درجة دقة هذه الصناعة وزخرفتها. وتعود هذه الصناعة لعصر ما قبل الأسر في مصر، والمصريون القدماء أول من اهتموا بها. ووصلوا فيها لدرجة عليا من الكمال والدقة، بداية بأدوات الزينة وأواني الطهي، حتى توابيت دفن الموتى. لذا رفعوا الفخراني (صانع الفخار) لأعلى مكانة يمكن لعامل بسيط أن يصل إليها.

صناعة الفخار في مصر القديمة

وصل المصريون القدماء للمراكز العليا في صناعة الفخار. حيث قاموا بتصوير إله الخلق (الإله خنوم) وهو جالس على عجلة طين الفخار حتى يشكل الإنسان. وقال المؤرخ اليوناني عبارة شهيرة وهي (مصر هبة النيل)، وقام هذا المؤرخ بتلخيص العديد من الحقائق الهامة عن مصر، وعلى رأسها صناعة الفخار التي من الممكن ألا تحظى بهذه المكانة الهامة لولا وجوده. وثُبت علمياً أن الغرين القادم من أعلى الوادي في الفيضانات. هو من أجود أنواع الطين المستخدمة في صناعة الفخار.

كان المصريون القدماء ينتظرون الفيضانات بفارغ الصبر، وعند وصول الطمى، يتسارعون في تجميعه وإعطائه صانعي الفخار، بهدف تصنيع المستلزمات المنزلية وأواني الطهي، ويتم خرقها بعد ذلك حتى يتغير لونها حسب نوع الطمي المستخدم في صناعتها، حيث أن الرواسب الطينية تتحول للون الأحمر أو البني، أما عند حرق رواسب الهضاب الجيرية يتحول لونها للأحمر الخفيف أو القرنفلي، ومع إزدياد عملية الحرق يبدأ اللون في الاختلاف بحسب اختلاف قوة الحرارة، فتتحول للون السنجابي، أو الرمادي المائل للخضرة، أو الأرجواني، أو الرصاصي، وللأسف بعد إنشاء السد العالي تلاشت هذه الرواسب بشكل تام.

طريقة صناعة الفخار في مصر القديمة

تبدأ عملية صناعة الفخار بتصفية الطين من شوائبه العالقة به، وبعدها يقوم الصانع بطحنه جيداً باستخدام قدميه، ويمكن إضافة بعض الروث المسحوق أو التبن في حالة أن الطمي دهنياً، وبعدها يبدأ في عمل وتشكيل الأواني المختلفة، وما وجده من أشكال مختلفة داخل المقابر الفرعونية، وقد ظهر مدى التنوع والتطور في عمل وتشكيل الطمي على مر العصور، ففي البداية كانت بسيطة جداً تتناسب مع متطلبات الحياة اليومية، فتم تشكيلها على هيئة أواني التخزين، و طاجن للطبخ، ومغارف لها مقابض طويلة وقصيرة، وأقداح.

تعتبر أهم مراحل صناعة الفخار هي تجفيف الأواني، وإذا فشلت هذه العملية بالتعرض للحرارة، أو الهواء وهو مازال ليناً رطباً، فينتج عن ذلك أن تتشقق وتتلف الأواني الطينية، خاصة إذا تم صنعهم باستخدام الطمي دقيق المسام، لذا يضطر صناع الفخار إلى التجفيف بالتدريج بطريقة طبيعية، ليصبح مستعداً للحرق، وقد كان العامل يقوم بعملية الحرق عن طريق وضع الأواني على الأرض وإشعال النار فيها، ويقوم بتغطيتها بعد ذلك بروث الحيوانات حتى يحفظ الحرارة.

الأفران وحرق الأواني الفخارية

بدأ العمال في إنشاء الأفران فيما بعد، والتي تتألف من 3 أجزاء وهي :

  • (المدخنة، غرفة الرص، بيت النار)، وبعد الانتهاء من عملية حرق الأواني، يتم طلائها بدهان يلتصق بها بشكل تام، ولا ينفصل عن الإناء مطلقاً، لأن نسبة انكماش الدهان تساوى نسبة انكماش الأواني نفسها، وهناك أشكال غريبة تم العثور عليها في قبور الفراعنة، وهي أواني
  • مزدوجة ذات بزبوز، والتي تم تشكيلها على هيئة طيور، واسماك، وحيوانات، ويبدو إنها صنعت بطريقة القوالب، أو يدوياً.

في النهاية تحدثنا عن صناعة الفخار في مصر القديمة ، وطريقة صناعتها، والأفران في حرق الأواني الفخارية، ونتمنى أن ينال المقال على إعجابكم.