يعتبر الزجاج أحد أهم المواد القديمة التي بدأ إنتاجها منذ آلاف السنين ومازال الإنسان يعمل في مجال صناعة وإنتاج وتطوير هذه المادة التي جعلت الكثير من دول العالم تتنافس لتكون رائدة في مجال صناعة وإنتاج الزجاج بمختلف أنواعه وذلك لتصديره كون الزجاج أصبح ملموسا كأي شيء نراه او نحتاج اليه يوميا على اختلاف أنواعه واستخداماته.

التنافس في تجارة الزجاج

تتميز الصين و الإتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية بكونها دول مصدرة للزجاج، بينما تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة والهند وتايوان مراكزاً متقدمة في استيراد هذه المادة نظراً لحاجتها لتلك المادة في تشييد المباني و المنازل والسيارات وغيرها الكثير من الاستخدامات المختلفة للزجاج. تنشأ بين الدول الموردة للزجاج والدول المستوردة علاقات تجارية قوية نظراً لارتفاع أسعاره و الحاجة الشديدة المستمرة لهذه المادة و لذلك يمكننا القول أن تجارة الزجاج هي تجارة رابحة لكل الدول التي تتنافس يوماً بعد يوم على تصنيع وإنتاج هذه المادة بكميات أكبر و بأشكال ومواصفات وخصائص مختلفة.

تاريخ تجارة الزجاج

إن تجارة الزجاج هي ليست تجارة جديدة أو مستحدثة إذ أنها موجودة منذ بداية تصنيع هذه المادة حتى انتشارها بشكل واسع النطاق، ومنذ أن كان طريق الحرير هو الطريق التجاري الأول كانت سلعة الزجاج من أهم ما يتم تبادله عبر ذلك الطريق التجاري.

يعتقد المؤرخون أن تاريخ التجارة بالزجاج يعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمئة عام حيث تم تداول هذه السلعة في المناطق المحيطة بالبحر الأحمر المتوسط ، وقبل أن تبدأ الصين في إنتاجه وتصديره كانت هذه الدولة من أوائل دول العالم في إستيراد الأواني والفنون الزجاجية من مناطق تصنيعه في روما وحوض البحر الأبيض المتوسط. بالإضافة إلى ذلك استوردت الصين من أوروبا الأوعية الرومانية وهي أوعية زجاجية مصنوعة من الفسيفساء البنفسجية

التي تعتمد على زجاج السيليكا حيث لم تبدأ صناعة الزجاج في الصين إلا للقرن الرابع أو الثالث قبل الميلاد.

التطورات التي طرأت على تجارة الزجاج

تعرضت تجارة الزجاج إلى تطورات أساسية نظراً للتغييرات المستمرة على مراحل إنتاجه وتصميمه وتصديره،

حيث بدأت هذه التجارة بداية من دول مناطق البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية

لتصبح اليوم متركزة في الصين والاتحاد الأوروبي.

يوجد عدد كافي من الأدلة على أهمية تجارة الزجاج ووجود علاقات تجارية بعيدة المدى التي تعتمد

على تبادل الدول للمنتجات الزجاج، ابتداءً من التجارة عبر طريق الحرير الشهير

و انتهاءً بعصر السرعة و التجارة التي تعتمد على تقارب الثقافات.