يعدّ الفورنت المجري العملة الرسميّة الوحيدة لدولة المجر. وقد قُدّم الفورنت لأول مرّة في عام 1946 كوسيلة لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد الوطني بعد الحرب العالميّة الثّانية. بالإضافة إلى ذلك، اشتُقّ اسم الفورنت من العملات النقديّة الذهبيّة المسمّاة بـ فلورين دورو، وهذه العملات تمّ صكّها في مدينة فلورنسا بالعصور الوسطى. لكن في وقتنا الحالي، لا بدّ أنّه لا يزال هناك بعض التساؤلات حول هذه العملة. وليس الجميع على دراية كافية بعملة الفورنت المجري ورمزها وأسعار صرفها، وهذا ما سنعرضه في مقالنا هذا.
نبذة عن المجر
تقع المجر في أوروبّا الوسطى، في حوض الكاربات تحديدًا. تحيط بها النّمسا، وسلوفاكيا، وأوكرانيا، ورومانيا، وصربيا، وكرواتيا، وسلوفينيا. كما تقع عاصمتها بودابست على جانبي نهر الدانوب، والتي يبلغ عدد سكّانها 2 مليون نسمة. وتتّسم مدينة بست بجغرافيّة مستوية، أمّا بودا فتتميّز بتلالها المنحدرة. من ناحية أخرى، وبالحديث عن اقتصادها، تعتمد المجر على يد عاملة بارعة لدفع اقتصادها المصوّب نحو التّصدير. والشّركاء التجاريّون الرئيسيّون لها هم ألمانيا وسلوفاكيا وإيطاليا ورومانيا والنمسا. من ناحية أخرى، إنّ أهم الصّناعات في المجر هي إنتاج قطع غيار السّيارات، والسّيارات، وتصنيع مكوّنات لأجهزة التلفزيون، والراديو.
عملة المجر
كما ذكرنا سابقًا، إنّ الفورنت المجري هو العملة المتداولة الرئيسيّة للمجر. وقد عرف الفورنت المجري باسمه الحالي لأوّل مرّة في عام 1325، حيث استخدمت هذه العملة في العصور الوسطى وعصر النّهضة، وصدرت كعملة مستعملة من قبل الإمبراطوريّة النمساويّة المجريّة. وقُسّمت في البداية إلى 100 فيلير، لكن عملة الفيلير لم تعد رائجة منذ عام 1999، وسبب ذلك التضخّم الاقتصادي الذي شهدته البلاد. بالإضافة إلى ذلك، عندما أُصدر الفورنت حُدّدت قيمته على مبدأ أنّ كيلوغرام واحد من الذّهب يساوي 13210 فورنت. نظرًا لأنّ الذّهب كان مستقرًّا عند 35 دولارًا أمريكيًّا لكلّ أونصة، وكان الدّولار الأمريكي في ذلك الوقت يساوي 11.74 فورنت. وفي يومنا هذا، يتولّى البنك المركزي للبلاد الذي تأسّس عام 1924 مهمّة إصدار هذه العملة، والحفاظ عليها.
رمز عملة الفورنت المجري
يرمّز للفورنت المجري في سوق الصرف الأجنبي بـ Ft، وفي بعض الأحيان يعرف باختصار HUF، وقد عرف هذا الاختصار لأوّل مرة بين عامي 1868 و 1892. وهو غير مرتبط بأي عملة، و بالتالي لم يتم ربط العملات به أيضًا.
فئات عملة الفورنت المجري
عملات الفورنت المجري المعدنيّة
في عام 1946، قدّمت العملات المعدنيّة من أنواع 2 ،و10 ،و20 فيلير ،و1 ،و2 ،و5 فورنت مجري. وكرّر إطلاق العملة الفضيّة 5 فورنت في العام التالي فقط. وبعد ذلك، ألغي التداول بها. وأصدرت عملات معدنيّة من فئة 5 و50 فيلير في عام 1948. أمّا في عام 1967، أعيد إصدار عملة 5 فورنت، أعقبها 10 فورنت في عام 1971 و20 فورنت في عام 1982.
وفي عام 1992، قدّمت سلسلة جديدة من العملات من فئات 1، و2، و5، و10، و20، و50، و100، و200 فورنت. بالإضافة إلى توقف إنتاج عملات الفيلير 2، و5 في العام نفسه. وبحلول عام 1999، سحبت كافّة عملات الفيلير من التداول. وفي عام 1996، تمّ صك عملة معدنيّة ثنائيّة اللّون من فئة 100 فورنت لتأخذ مكان إصدار عام 1992، وسبب ذلك أنّ هذه الفئة من الفورنت في عام 1992 كانت تعدّ كبيرة جدًا وشنيعة، ومن الوارد الخلط بينها وبين عملة الـ 20 فورنت. وبقيت عملات الفورنت 1 و2 عملة رسميّة حتّى عام 2008. بالإضافة إلى إصدار عملة جديدة بقيمة 200 فورنت معدّة من مسبوكة معدنيّة رئيسيّة عوضًا عن الورقة النقديّة 200 فورنت في عام 2009.
الأوراق النقدية لعملة الفورنت المجري
بين عامي 1997 ،و2001 أُصدرت سلسلة جديدة من الأوراق النقديّة صمّمت ثانيةً بالكامل بفئات 200، و500، و1000، و2000، و5000، و10000، و20000 فورنت مجري تدريجيًّا، حيث تصف كل ورقة نقديّة رئيسًا مجريًا مشهورًا على وجهها، ومكانًا، أو حدثًا مرتبطًا به. بالإضافة إلى ذلك، كافّة الأوراق النقديّة تحمل إشارة مائيّة، وتتضمّن شريط أمان، وأيضًا هذه الأوراق ملاءمة للأشخاص ضعيفي البصر. كما تطبع الأوراق النقديّة من قبل شركة طباعة الأوراق النقديّة المجريّة في بودابست على ورق تم تصميمه بواسطة Diósgyőr Pepper mill.
أسعار صرف الفورنت المجري
تحدّد أسعار الصرف على أساس إجراءات التّنسيق اليوميّة المنتظمة بين البنوك المركزيّة الوطنيّة ، والتي تتمّ عادةً في الساعة 2.15 مساءً بتوقيت وسط أوروبا. وتنشر يوميًّا عندما يكون نظام TARGET مفتوحًا.
كل فورنت مجري واحد يساوي:
- 0.0029 يورو.
- 0.0025 جنيه إسترليني.
- 0.3838 ين ياباني.
- 0.0035 دولار أمريكي.
- 0.0546 جنيه مصري.
العوامل المؤثرة في سعر صرف الفورنت المجري
- الاستقرار السياسي والاقتصادي في منطقة اليورو.
- معدلات البطالة في المجر، ومعدلات ارتفاع الأسعار، إضافة إلى معدلات الفوائد في البنوك المجريّة.
- الفرق بين الصّادرات والواردات المجريّة.
- معدلات النّمو السّياحي، نظرًا لاعتبار المجر من الدّول الفعّالة سياحيًّا.
- أسعار الذهب، والنّفط، والغاز.
- كمّية الاستثمارات الداخليّة والخارجيّة للمجر.
- متوسّط نمو التجارة في المجر مع الدّول الأخرى.
وفي الختام، نستطيع القول إنّه من المهم المحافظة على عملة الفورنت المجري‘ نظرًا لأنّه وبالرغم من أنّ المجر هي إحدى دول الاتّحاد الأوروبي، إلّا أنّها لم تعتمد اليورو، وبقيت على عملتها الأساسيّة. وإنّ أي خطر يصيب هذه العملة من الممكن أن يودي باقتصاد المجر للهاوية.