مع التطور الصناعي والتكنولوجي الهائل في السنوات الأخيرة الماضية ظهر مصطلح تلوث البيئة الزراعية على
الساحة، بعدما انتبه البشر وخاصةً العالم المتقدم لمشكلة البيئة التي أصبحت أولوية هامة، لكن ما يضفي أهمية للأمر
أيضًا هو أن تلوث البيئة الزراعية ذلك قد يخرج عن سيطرتنا ويعرض الكوكب لمشكلة غذاء حقيقية ما إذا لم يكن
هناك تحرك حقيقي لإنهاء هذه المشكلة، ولهذا نقدم لكم من تجارتنا هذا المقال الآتي عن تلوث البيئة الزراعية.
أهمية الزراعة وتحدياتها
رافقت الزراعة الإنسان منذ بداية تواجده على الأرض وبمختلف العصور، ولأنها بشكل بديهي المهنة التي تمد
العالم بحاجاته من الغذاء يوميًا، فهي على ذلك تشغل ما يصل إلى 40% من مساحة الأرض، و 70% من
موارد الكوكب المائية، إذًا فليس هناك أي شك في أن الزراعة هي جزء رئيسي من حياة الإنسان الذي مهما بلغ من علم وتكنولوجيا فلن يستطيع الاستعاضة عنها بأي شئ.
ويواجه العالم في الفترة الأخيرة بعض التحديات في هذا المجال وعلى وجه الخصوص الدول النامية منه، فالزيادة الكبيرة في تعداد السكان يقابلها زيادة في استهلاك الغذاء، ومن ثم سيلجأ العالم إلى ما حصل عليه من معرفة تكنولوجية وصناعية كالآلات الحديثة وتطبيقات الهندسة الوراثية لزيادة إنتاجية المحاصيل والأغذية، ولكن
كعادة أي شئ فهناك آثار جانبية لهذا الوضع الذي سنقدمه بسؤال حول ما إذا كان زيادة الإنتاجية الزراعية بهذه الأدوات سيؤدي إلى ما يُسمى بتلوث البيئة الزراعية؟ وما حجم هذه المشكلة؟
ماذا يعني تلوث البيئه الزراعية؟
يعني تلوث البيئة الزراعية تعرض النظام الزراعي كالأرض الزراعية والإنتاج النباتي والحيواني إلى تدهور
جسيم مما يعني التأثير السلبي الكبير على حالة البشر على المستوى الصحي والاقتصادي، وكذلك حالة الكوكب البيئية، ويرتبط تلوث البيئة الزراعية بالمنتجات الثانوية التي تدخل في الممارسات الزراعية سواء فيما يتعلق
بتلوث المياه التي تأتي من مصدر واحد، وأيضًا فيما يتعلق بممارسات الإدارة الزراعية كاختيار المبيدات والأسمدة وإدارة الحيوانات.
أسباب تلوث البيئه الزراعية
لتلوث البيئة الزراعية أسباب عديدة منها ما قد قامت الدول بتجريمها قانونيًا وبيئيًا، وإليكم أبرز هذه الأسباب:
مبيدات الآفات الزراعية والأسمدة
بالطبع تحتل المبيدات والأسمدة المركز الأول بجدارة في التسبب بتلوث البيئة الزراعية، كونها محملة بمواد
كيميائية غير موجودة في الطبيعة أو في تلك البيئة الزراعية، وبرش هذه المبيدات والأسمدة فإنها لا تختفي تمامًا وإنما يختلط بعضها بالماء ثم يتسرب إلى الأرض في حين يمتص النبات نفسه الباقي منها، ونتيجة لهذا الأمر، تتلوث المجاري المحلية التي تزودها المياه من الأرض كما تتضرر الحيوانات التي تأكل هذه المحاصيل.
الثروة الحيوانية
لأغراض اقتصادية، يتم الإنتاج الحيواني في ظروف ضيقة وغير مناسبة، فمثلًا يتم تغذية حيوانات الماشية
بأغذية غير طبيعية، وبجانب التأثير الصحي فذلك يساهم أيضًا في زيادة الانبعاثات والغازات الدفيئة الصادرة من تلك الأعداد الهائلة من الحيوانات.
التعامل مع المخلفات الزراعية
تعد الطريقة السائدة للتخلص من المخلفات الزراعية هي بحرقها أو رميها في شبكات الصرف الصحي، وبالإضافة لما تتسبب به تلك الطرق سلبيًا على البيئة كالمناخ والكائنات الحية، فالأرض الزراعية المجاورة هي أول ما يتعرض للضرر بهذه الأساليب، وتوجد عدة طرق سليمة للتعامل مع المخلفات الزراعية والاستفادة منها يمكنك التعرف عليها عبر قراءة مقالنا
المياه الملوثة
آخر ما سنذكره هنا هي المياه الملوثة التي يتم استخدامها في الري، وذلك لأن بعض أساليب الري في الكثير من الأراضي الزراعية تتم من خزانات المياه الجوفية والقنوات ومن الأمطار أيضًا، وبالطبع هي مصادر نظيفة ونقية بطبيعتها إلا أنه قد تتعرض مصادر أخرى للتلوث بالمركبات العضوية والمعادن الثقيلة، وعن سبب ذلك فيعود إلى التخلص من المخلفات الصناعية والزراعية في المسطحات المائية -كما ذكرنا في السبب السابق-، ولهذا تتعرض البيئة الزراعية للتلوث وتتسمم الماشية والمحاصيل.