تعتبر تغذية الأبقار العشار من المراحل الحساسة في تربية الحيوانات لما تحتاجه من عناية واهتمام. حيث تحتاج الأبقار الحوامل إلى تلبية العديد من الاحتياجات من حيث وقت ومضمون الغذاء. وبما أن الكثير من مربي الحيوانات يتساءلون عن كيفية تغذية الأبقار في فترة الحمل، نجمع في هذا المقال الأجوبة المتنوعة والنصائح المفيدة التي يحتاجها القارئ.
مفهوم وأهمية الأبقار العشار
يعود مفهوم العشار إلى الأبقار التي تمر في فترة الحمل، وكما هو معروف أن فترة الحمل لدى الأبقار هي تسعة أشهر. تختلف خلالها المراحل من شهر إلى آخر، ويعد الشهر الثامن والشهر التاسع من الحمل من الأشهر الأكثر أهمية. وتأتي أهمية تغذية الأبقار العشار ليس فقط في إنتاج الحليب، وإنما في الولادة والتكاثر أيضًا لما لها من عائدات كبيرة. وللحصول على أفضل النتائج من حيث الحمل والولادة، يجب تقديم نظام غذائي يلبي جميع الاحتياجات للأبقار العشار.
تغذية الأبقار العشار
يبدأ الاهتمام بالعجول وهي أجنة قبل أن تولد، ومن هنا يجب العناية بتغذية الأبقار العشار بشكل جيد لما لها من تأثير على الأجنة. وتكون الأبقار العشار بحاجة إلى تغذية متكاملة لتحافظ على إنتاجها دون أي نقص. حيث يمكن للأبقار التي تلد وتكون حالتها جيدة أن تتحمل مشكلة نقص التغذية لفترة ما، بحيث لا يقل إنتاجها. ومن جهةٍ أُخرى، تؤثر حالة البقرة على حالة المولود أيضًا وتغذيتها التي تقرر مصيره.
وإذا كانت حالة البقرة سيئة عند الولادة، يدل هذا على أنها لن تستطيع الحفاظ على مخزونها الغذائي لفترة طويلة. مما يؤثر سلبًا على حالتها الصحية وإنتاجها للحليب وبالتالي يعرض المولود للخطر. ومن هذا المنطلق، يجب مراعاة تغذية الأبقار العشار بالطاقة، والبروتين، والأملاح، وغيرها على الشكل التالي:
الاحتياجات الحافظة لدى الأبقار العشار
تحتاج تغذية الأبقار العشار بما يتراوح من 4 إلى6 كغ من الأعلاف المركزة للبقرة الواحدة يوميًا. حيث تحدد الكمية بالاعتماد على وزن البقرة وتأتي حاجتها إلى هذه الأعلاف للحفاظ على حرارة جسمها، ووزنها، وتعويض أنسجتها، ومجهودها العضلي. وتبقى الاحتياجات الحافظة متوقفة على وزن جسم البقرة من جهة، والظروف المحيطة بها من جهةٍ أُخرى.
احتياجات الإنتاج لدى الأبقار العشار
تتوقف هذه الاحتياجات في تغذية الأبقار العشار على كميات الحليب المنتجة يوميًا للبقرة الواحدة. وتتمثل بما يعادل واحد كيلو غرام من العلف المركز يوميًا لكل بقرة تنتج 2.5 ليتر من الحليب. كما يجب أن تكون هذه الأعلاف للأبقار العشار مخلوطة بمواصفات محددة لإنتاج ما يصل إلى 18% بروتين. وتعود الحاجة إلى هذه الأعلاف لدى الأبقار العشار تبعًا لكمية الحليب الذي ينتج ونسبة الدهن فيه.
احتياجات نمو الجنين لدى الأبقار العشار
تبدأ معدلات نمو الجنين لدى الأبقار العشار بالارتفاع في الشهر السادس أو السابع من الحمل حيث تكون قليلة في البدايات. وبما أن معدل نمو الجنين في الأشهر الأولى يقارب 50 غرام كمعدل يومي، فهو لا يحتاج الكمية نفسها عندما يصل معدل نموه في الأشهر الأخيرة إلى 500 غرام يوميًا.
مرحلة التجفيف لدى الأبقار العشار
تتصف هذه المرحلة في تغذية الأبقار العشار كمرحلة راحة تعمل بها البقرة على تعويض الفقد الذي تعرضت له في مخزونها. وتحدث هذه المرحلة في الشهرين الأخيرين ما قبل الولادة لمنح الجنين الاحتياجات اللازمة، وتعويض البقرة عن إدرار الحليب في الأشهر السابقة. وليس ذلك فقط، بل لتحضير جسم البقرة للولادة حيث يتوجب ازدياد وزنها ما بين 10 – 12 %. بحيث إذا كان وزنها 500 كيلو غرام يصبح 550 كيلو غرام في الشهرين الأخيرين.
يحدث ذلك بالموازنة بين حجم البقرة وكمية العلف، ويقدم لكل 100 كغ من الوزن واحد ونصف كغ من العلف المركز. تقوم فترة الجفاف على تغيير نظام التغذية وتقليلها، وتغيير نظام الحلابة وعدد المرات، وتغيير نوع العلف. تمتد هذه المرحلة ما بين 45 – 75 يوم وذلك بحسب عمر البقرة ومستوى إنتاجها للحليب. وإذا كانت فترة تجفيف الأبقار في الربيع، يستوجب منعها من الرعي وتغذيتها بأعلاف جافة.
أسباب انخفاض الخصوبة لدى الأبقار العشار
- التغذية غير المتوازنة في فترة التجفيف.
- عدم توازن الأعلاف المركزة وزيادة البروتين.
- نقص بعض العناصر مثل اليود والزنك.
- الخلل في نسبة الكالسيوم والفوسفور.
- النقص في الفيتامينات مثل فيتامين A وفيتامين D.
وكخلاصة لما شرحناه في الأعلى، نجد أن تغذية الأبقار العشار مهمة جدًا وترتكز على عدة شروط يجب توافرها. وإن أي خلل يحدث في مرحلة الحمل ربما يعرض البقرة أو الجنين للخطر أو النقص في الحليب. ومن هنا يجب على مربي الأبقار الأخذ بعين الاعتبار كل ما يستوجب فعله لتجنب أي خطر.