طريقة تربية الأغنام بطريقة صحيحة . تعتبر تربية الأغنام إحدى الخيارات الممتعة والمثمرة في نفس الوقت، خاصة لأصحاب المزارع الصغيرة والذين لا يملكون مساحاتٍ كبيرةٍ لتربية المواشي. إذ تعتبر الأغنام من الحيوانات الأليفة والغير مكلفة نسبيًا، كما أنها أقلّ عرضةٍ للإصابة بالأمراض مقارنةً بغيرها من المواشي. ولذلك، نجد العديد من الأسر الريفية التي تلجأ إلى تربيتها بفضل أهميتها في توفير الصوف، واللحوم اللذيذة، والحليب والأجبان. وباعتراف الجميع، هناك بعض الصعوبات التي يمكن أن تواجه المزارعين في تربيتها. ولهذا إن كنت مقبلًا على مشروع الاستثمار في الأغنام، فعليك أولًا معرفة طريقة تربية الأغنام بطريقة صحيحة قبل البدء في تجميع القطيع الخاص بك.

تربية الأغنام بطريقة صحيحة

المرافق والمعدات الضرورية لتربية الأغنام بطريقة صحيحة

1. توفير المأوى الأساسي:  تختلف احتياجات السكن للأغنام حسب المناخ، ومواسم الحمل، وتفضيلات إدارة الراعي. ولكن كلّ ما تحتاجه الأغنام هي حظيرةٌ بسيطةٌ تقيهم من برد الشتاء وحرّ الصيف. وتجدر الإشارة إلى أهمية وجود مرافق للحجر الصحي من أجل وضع الأغنام الجديدة لفترة محددةٍ فيها بغية التأكد من خلوّها من الأمراض أو لعزل الحيوانات المريضة تجنبًا لانتقال المرض بين القطيع. هذا وينبغي على المربّي فرش القشّ في أرضية الحظيرة كلّ يوم، بهدف توفير الدفء للقطيع، وخاصةً للخراف الصغيرة.

2. إحاطة القطيع بسياجٍ متينٍ: ستحتاج إلى سياجٍ بطول خمسة أقدام أو أكثر، بغية احتجاز قطيع أغنامك في منطقةٍ محددة، وحمايتها من الحيوانات المفترسة. ومن أفضل أنواع السياج للأغنام نجد الأسلاك الكهربائية الناعمة، أو الأسلاج المحبوكة جيدًا.

3. مساحة المراعي: لا تحتاج تربية الأغنام إلى مساحات مراعي كبيرة، على عكس غيرها من المواشي. إذ تتغذى الأغنام على الأعشاب الصغيرة الموجودة في التربة الفقيرة حتّى. لذلك، فإن اختيار منطقة رعي غنيّة بالنباتات، كفيلةٌ بتوفير نظام غذائي نباتي طبيعي أفضل بالنسبة لها، وأرخص بالنسبة لك.

4. معدّات التغذية: يسبب وضع الطعام على الأرض إلى إهدار كبير في الأعلاف، ويساهم في انتشار الأمراض وخاصة الطفيليات الداخلية. لذا أنت بحاجة إلى معالف تغذيةٍ مرتفعةٍ عن الأرض قليلًا. وهناك العديد من التصاميم المختلفة لمعالف الأغنام، فبعضها يأتي على شكل حرف (v) وتعتبر من أسهل أنواع المعالف تنظيفًا، والبعض الآخر يأتي معلّقًا على السياج لتتمّ إزالتها حينما تنهي الأغنام طعامها. ولا ننسى الأواني المعدنيّة التي يعتمد عليها أغلب المربين لتغذية عددٍ صغيرٍ من الحيوانات.

5. معدّات السّقي: المياه العذبة النظيفة، هي ضرورة يومية للأغنام . وعادةً ما تفضل الأغنام الشرب من دوّارات المياه المتحرّكة، وإن لم تكن متوفّرة يمكنك تقديم المياه عبر دلوٍ، أو أحواض، أو مزوّدات المياه الآلية.

الأعلاف والتغذية الصحيحة لتربية الأغنام

تعتبر الأغنام من الحيوانات المتجوّلة، بحيث أنها تأكل كل ما يظهر أمامها من أعشابٍ، وأشجارٍ، وقشّ. وهذا كفيلٌ بأن يجعلها تنمو وتحافظ على صحّتها مع تقديم بعض الأملاح والمكملات الغذائية الضرورية لها. مما يعني أنه يمكن للأغنام إطعام نفسها دون تدخلٍ من المربّي في الفصول المزدهرة، أما في فصل الشتاء فلا بدّ من استكمال نظامها الغذائي عبر تقديم  الحبوب، والتبن، والقشّ النظيف لها.

كما تتطلّب الأغنام نسبًا عاليةً من البروتين، وهو الجزء الأكثر تكلفةً في النظام الغذائي الخاصّ بها، بحيث ينبغي إعطاء كمياتٍ كبيرةٍ من البروتين للنعاج المرضعات المنتجة للحليب، والخراف الصغيرة لبناء عضلاتها. ومن أهم الوجبات الغنية بالبروتين، نجد فول الصويا، لتتبعها بذور عباد الشمس، وبذور القطن، والفول السوداني، وبذور اللفت، والبرسيم من ناحية احتوائها على نسب بروتين مرتفعة. ولا ننسى قشّ البقوليات، والذي يحتوي على نسبٍ متوسطةٍ من البروتين.

هذا وينبغي تقديم مجموعةٍ من المعادن، والفيتامينات والمكملات الغذائية مثل (A,E,D) لعدم توافرها في المنتجات النباتية. إلى جانب تقديم الملح لما له من وظيفة تنظيمية هامة للجسم بحيث أنه يساعد على منع الانتفاخ الحاصل لدى الأغنام. عدا عن أن تناول كمية قليلة من الملح، يمكن أن يقلل من تناول الأغنام للأعلاف والمياه، ومن إنتاجها للحليب.

وللحديث عن المياه، تستهلك الأغنام في أيّ مكان من 1/2 إلى 5 غالونات من المياه يوميًا. وذلك، اعتمادًا على حالتها الفسيولوجية، ومحتوى المياه في أعلافهم، والظروف البيئية المحيطة بها. كما يرتبط تناول المياه بشكل طردّي مع كمية الأعلاف المتناولة.

التعامل مع الأغنام لتربية صحيحة

تعتبر الأغنام  من الحيوانات سهلة التعامل، في حال كنت تعرف بعض الأساسيات حول كيفية تربية الأغنام بطريقة صحيحة. إذ تتبع الأغنام بعضها البعض أثناء المسير، وتفضّل السير نحو المناطق المرتفعة والمفتوحة، بعيدًا عن الأماكن المغلقة والمباني. ونجد ميول الأغنام إلى الرعي في الزوايا المخفية أو المنحنيات حيث لا يستطيعون رؤية ما ينتظرهم. وفي حال لاحظت ابتعاد قطيعك عن منطقةٍ ما، فاعرف أن شيئًا ما يرعبها هناك.

وكما هو الحال بالنسبة لمعظم الحيوانات، يعدّ تقديم الطعام أفضل وسيلة لتدريب الأغنام. فحبُّ الأغنام للحبوب، والفول السوداني، والتفاح، بمثابة  إغراء لها. ولكن احرص دومًا على عدم إخافتها، فالأغنام تملك أسلوب دفاع وحيدٍ فقط عن نفسها، وهو القفز والهروب بعيدًا.

طرق الرعاية العامة للأغنام

تقليم حوافرها: يتأثر نمو الحافر بالعديد من العوامل، بما فيها سلالة الأغنام الوراثيّة، ورطوبة التربة وخصائصها، إلى جانب نوعيّة الغذاء. مما يشير إلى أنه من الممكن ألا تتطلب الأغنام التي ترعى على التربة الصخرية الجافة عنايةً فائقةً بالحافر مقارنةً بالأغنام التي تعيش على التربة الرطبة الخالية من الصخور. لهذا ينبغي على المربّي الانتباه إلى حوافر الأغنام كلّ فترة، وتقليمها إن لزم الأمر، حيث أن إهمالها يمكن أن يؤثر على إنتاجيتها ويتسبب بإصابتها بالعديد من الأمراض.

جزّ الصوف: ينبغي حلاقة صوف الأغنام مرّةً واحدةً على الأقل في السنة. وعادةً ما يتمّ جزّ الصوف في فصل الربيع، منعًا لارتفاع درجة حرارة الأغنام في فصل الصيف، كما يفضّل جزّ الصوف قبل فترة حمل النعاج.

تحقق من خلوّ الأغنام من الطفيليات: نظرًا لكثافة صوفها، يمكن للأغنام أن تحتوي على العثّ والقمل وغيرها من الحشرات الأخرى. ولهذا، يمكنك استخدام المبيد الحشري لرشّ قطعيك والقضاء على جميع الطفيليات فيها، كما يمكنك رشّ أرض الحظيرة تجنبًا لبقاء أيّ شيءٍ منها.

مما سبق، نستنتج أنَّ لتربية الأغنام أهمية اقتصاديةٌ كبيرةُ لما تقدّمه للمزارع من مردودٌ ماديّ ضخمٍ بعدّة طرقٍ مختلفةٍ. ولمن لا يعلم
تحتلّ “استراليا” المرتبة الأولى عالميًا من ناحيّة تنوّع سلالات الأغنام فيها، وتعدّ أكبر مصدّر للصوف الفاخر في العالم، وتليها في ذلك البلدان النامية في قارتيّ إفريقيا وآسيا.