كانت تربية الجمال في أفريقيا ولا تزال ذات أهمية اجتماعية وثقافية كبيرة. وتمتلك أفريقيا أكثر من 80 ٪ من عدد الجمال في العالم. حيث توجد أكبر القطعان في الصومال، والسودان، وإثيوبيا. بعبارة أخرى، يوجد في إفريقيا جمل واحد لكل 20 شخصًا. وحاليًا، تتمتع منتجات الجمال بمزايا متزايدة مقارنة بالمنتجات الحيوانية التقليدية الأخرى. وبالتالي، تتوسع أسواق منتجاتها، مثل اللحوم، والألبان، والشعر، والجلود. بسبب جودتها ورغبة الناس بها. فهيا بنا نتعرف على تربية الجمال في أفريقيا.
أعداد الجمال في أفريقيا
يبلغ عدد قطيع الجمال في العالم حوالي 20 مليونًا. وفي إفريقيا تحتل الصومال المرتبة الأولى بحوالي 6.1 مليون رأس، أي ما يعادل 42.3٪ من قطيع الجمال الأفريقي. ومن ثم يحتل السودان المرتبة الثانية بـ 2950 مليون رأس، وهو ما يعادل 20.5٪ من إجمالي قطيع الجمال في إفريقيا.
ومن بعدها تأتي موريتانيا وإثيوبيا في المركزين الثالث والرابع. وتمتلك بلدان شمال أفريقيا ما يقرب 900000 رأس، بما في ذلك 231000 رأس في تونس.
أهمية تربية الجمال في الاقتصاد الأفريقي
تصنف أهمية تربية الجمال في أفريقيا على أساس نسبة إنتاج الجمال في الكتلة الحيوية المحلية العاشبة. وتأتي الصومال في المقدمة بنسبة 55٪ بينما تكون النسبة في نيجيريا فقط حوالي 0.15٪. ونتيجة لذلك تصنف الدول إلى أربع فئات:
- البلدان التي تمثل فيها تربية الإبل نشاطًا هامشيًا فقط. مثل: نيجيريا، والسنغال، وبوركينا فاسو.
- البلدان التي تمثل فيها تربية الإبل نشاطًا متوسطًا. مثل: المغرب والجزائر، ومصر، وليبيا.
- البلدان التي تشكل فيها تربية الإبل جزءًا مهمًا من الاقتصاد الزراعي. مثل: تونس، والنيجر، وتشاد، والسودان.
- البلدان التي تعتبر فيها تربية الإبل ذات أهمية قصوى في اقتصاد البلاد. مثل: الصومال، وموريتانيا، وجيبوتي.
حيث يشكل تصدير الجمل العربي في الصومال المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية للبلاد، كما توفر تربية الجمال 60 ٪ من احتياجات الألبان المستهلكة.
نظم تربية الجمال في أفريقيا
يسود نوعان من أنظمة تربية الجمال في أفريقيا:
نظام تربية الجمال الحرة في أفريقيا
وهو نظام تربية تقليدي، حيث يترك القطيع حرًا دون حراسة حول نقاط المياه المعروفة من قبل مربي الماشية. ويعتبر النظام الأكثر انتشارًا في أفريقيا، وخاصة في بلدان وسط وشرق أفريقيا. وأيضًا يحتل مكانة مهمة في شمال إفريقيا. ومن مزايا نظام التربية الحرة نذكر ما يلي:
- حرية حركة الحيوانات في مساحات واسعة ومراعي جيدة.
- مزيد من الكفاءة الاقتصادية (تكاليف تربية منخفضة).
في حين تتمثل عيوب نظام التربية الحرة بما يلي:
- مخاطر عالية لفقدان الحيوانات، مثل: هجمات مفترسة.
- انخفاض الإنتاجية.
- يمكن أن تتسبب أضرارًا للحقول المزروعة.
نظام تربية الجمال المحكومة في أفريقيا
في هذه الحالة، يرعى القطيع راع يرافقه دائمًا. يختلف متوسط حجم القطيع من بلد إلى آخر في إفريقيا (20 إلى 100 رأس لكل قطيع). بشكل عام، يتحكم الراعي في قطيع يتراوح ما بين 50 إلى 80 رأسًا. ويُمارس نظام التربية هذا في البلدان التي تكون فيها مناطق الرعي محدودة. وتوجد أكثر في بلدان شمال إفريقيا، على سبيل المثال: تونس، وليبيا، والمغرب. ومزايا نظام التربية المحكومة:
- إدارة أفضل للمراعي.
- تقليل الخسائر.
- إنتاجية أفضل
أما عيوب نظام التربية المحكومة:
- تكاليف إنتاج عالية.
- ندرة الرعاة المؤهلين.
- الحاجة لوسائل النقل
الخصائص الرئيسية لأنظمة إنتاج الجمال في إفريقيا
أنظمة إنتاج الجمال في أفريقيا متنوعة بما فيه الكفاية. وسوف نقسم إفريقيا إلى ثلاث مناطق جغرافية رئيسية:
نظام إنتاج الجمال في شرق إفريقيا
- يتميز نظام شرق أفريقيا بوجود قطعان كبيرة (100-5000 رأس / قطيع)، بالإضافة إلى ذلك تنوع كبير في الأجناس.
- يتراوح متوسط وزن الجمال ما بين 400-750 كيلو غرام. وعمومًا يسيطر الحجم الكبير للجمال، حوالي 650 كجم.
- تعتمد الجمال بشكل كامل على الرعي الطبيعي في إقليم دارفور، ويمكن إضافة بعض الأعلاف التكميلية في كردفان والشرقية.
- تتكون التغذية التكميلية من: حبوب الذرة، وكعك البذور الزيتية، وقش الذرة الرفيعة والمركزات.
- يكون دخل الجمال على شكل حيوانات ومبيعات ألبان، والتي تكون محدودة في غرب السودان، ولكن في شرق السودان يباع حوالي 25٪ من إنتاج الحليب إما طازجًا على شكل زبادي أو زبدة سائلة.
- من المشاكل الرئيسية التي أشار إليها الرعاة في تربية الجمال في إفريقيا: نقص مياه الشرب، وانتشار أمراض الجمال، بالإضافة إلى ذلك نقص الخدمات البيطرية، وتعدي الأنشطة الزراعية على المراعي.
- وتعد دول هذه المنطقة من بين الدول المصدرة الرئيسية للجمال إلى مصر وليبيا ودول الخليج. وعلى سبيل المثال: يصدر السودان ما يقرب من 200000 رأس إلى مصر.
نظام إنتاج الجمال في وسط إفريقيا
- يبلغ متوسط وزن السلالة الرئيسية من الجمال في أفريقيا 250-300 كيلو غرام لكل جمل.
- يكون الإنتاج مختلط من اللحوم والحليب. حيث يتراوح إنتاج الألبان بين 1.5 و 8 لترات في اليوم.
- تستخدم الجمال في أفريقيا للنقل والسباق والاستخدام الزراعي.
- نظام التربية واسع النطاق.
- تصدر الجمال إلى دول أخرى مثل الجزائر وليبيا.
نظام إنتاج الجمال في شمال إفريقيا
- تتميز أنظمة إنتاج تربية الجمال في أفريقيا بأحجام متنوعة للغاية. تتراوح من عدد قليل من الرؤوس في حالة النظم الزراعية الرعوية، إلى الآلاف كما في المغرب.
- متوسط عدد القطعان من 50 إلى 100 رأس لكل قطيع. ويتراوح وزنها بين 250 و 700 كجم / رأس.
- الهدف الرئيسي للتربية هو إنتاج اللحوم. ويعتبر إنتاج الألبان ثانوي ويتراوح من 1.5 إلى 6 لترات / يوم.
- يستخدم الجمل العربي كوسيلة للنقل والسباق (عرق المهاري). وبدأ مؤخرًا استغلاله في قطاع السياحة كوسيلة نقل في الجولات السياحية. كما هو الحال في قبلي ودوز في جنوب تونس.
معوقات تربية الجمال في أفريقيا
- ضعف الاهتمام الاقتصادي لتربية الجمال في إفريقيا مع استثناءات نادرة مثل الصومال.
- بقاء أنظمة التربية تقليدية.
- الصعوبات الاجتماعية، والاقتصادية، والفنية التي تواجه تحديث أنظمة إنتاج الجمال.
- عدم وجود أسواق منظمة بشكل جيد لمنتجات الجمال، على الرغم من الاهتمام المتجدد بهذه المنتجات لجودتها البيولوجية.
- عدم كفاية البرامج والاستراتيجيات لتطوير قطاع الجمال على مستويات مختلفة: وطنية، وإقليمية، ودولية.
مزايا تربية الجمال في إفريقيا
- الأهمية الاجتماعية لتربية الجمال، حيث تمثل النشاط الرئيسي لمعظم التجمعات الرعوية في المناطق القاحلة، وشبه القاحلة والصحراوية بأفريقيا.
- مستوى عاٍل من المعرفة بنظام إنتاج تربية الجمال، ووجود خبرة محلية غنية بهذا النوع من التربية.
- تكاليف إنتاج منخفضة.
- ستصبح منتجات الجمال بدائلًا للمنتجات الحيوانية الأخرى، وذلك بسبب تميزها.
- الاهتمام المتجدد بتربية الجمال في إفريقيا من استراتيجيات التنمية للدولة.
وختامًا تتنوع أنظمة تربية الجمال في إفريقيا بشكل كبير وتلعب دورًا مهيمنًا بشكل متزايد في اقتصادات العديد من البلدان. لما لها من دور اجتماعي واقتصادي وثقافي في جزء كبير من المجتمعات الرعوية والبدو في المناطق القاحلة والصحراوية الأفريقية. وهذا يمثل حلًا للحد من الفقر في أفريقيا.