بحث عن تربية الحيوانات في المزرعة. تربية الحيوانات في المزرعة هي فكرة دائماً ما تكون مطروحة لدى كل مزارع، وذلك بهدف تحقيق فائدة إضافية والاستفادة من هذه الحيوانات ومنتجاتها بأشكال عدة. وكثيراً ما تكون الخطوة الأصعب هي الخطوة الأولى، والتي تتمثل في اختيار نوع الحيوان الأنسب لتربيته بحسب كل مزرعة وما يتوفر فيها من شروط، بما يحقق الفائدة المرجوة.

 

الفوائد من تربية الحيوانات في المزرعة

لا يخفى على أحد الفوائد المتعددة التي يمكن أن تتحقق من تربية الحيوانات في المزرعة، والتي يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:

  • مصدر رئيسي لإمداد المجتمع باللحوم: بشكل رئيسي يتم الحصول عليها من الأبقار والأغنام والماعز، أو من خلال تربية الدواجن بأنواعها.
  • الحصول منها على البيض والحليب: ومن الحليب يمكن الحصول على مشتقات مختلفة لها دور كبير في غذاء الإنسان.
  • مصدر للحصول على الجلود والصوف: والتي تستخدم في صناعة الأحذية والحقائب والألبسة والمفروشات والخيوط.
  • الحصول على العسل: وذلك في حال تم تربية النحل.
  • الاستفادة من مخلفاتها في الزراعة كأسمدة عضوية
  • الحماية: كتربية الكلاب بهدف حماية المزارع أو القطعان أثناء الرعي.
  • الترفيه: كما هو الحال عند تربية القطط وبعض أنواع الطيور والكلاب وغيرها.

 

أكثر أنواع الحيوانات التي يتم تربيتها في المزرعة

الأغنام

تعيش الأغنام بشكل قطعان، لذلك عند الرغبة في تربية الأغنام يجب أن تتوفر في المزرعة مساحات واسعة قابلة لزراعة النباتات العلفية. ويفضل أن تكون المزرعة في منطقة ريفية حولها مراعي، وذلك للاستفادة منها ي رعي القطيع وتخفيض المصاريف.

الماعز

أيضاً تعيش وتنتقل بشكل قطعان، وتحتاج إلى مساحات واسعة، ويفضل أن تربى الماعز في المناطق الجبلية كونها تناسب الماعز.

الأبقار

تحتاج الأبقار لتربيتها في المزرعة إلى وجود حظائر مناسبة لتأوي الأبقار، ويجب أن تكون مجهزة بأماكن لوضع العلف والماء. كما يجب أن يتم تنظيف وتهوية هذه الحظائر بشكل مستمر. كذلك يجب أن تتوفر في المزرعة مناطق مفتوحة لتعريض الأبقار للشمس والهواء عدة ساعات يومياً.

الدجاج

بشكل عام يتم تربية الدجاج في المزرعة بهدف الحصول على اللحوم أو البيض أو الاثنين معاً. وفي جميع الحالات يجب توفر العديد من المتطلبات لتربية الدجاج في المزرعة، فلا بد من وجود حظيرة كبيرة مجهزة بمعدات لتوزيع الأعلاف والماء، كما يجب أن تكون الحظيرة قابلة للتهوية بشكل جيد بواسطة مراوح كبيرة. وقد تحتاج للتدفئة أو التبريد أحياناً بحسب الفترة الفصلية، لتأمين جو معتدل في الحظيرة، وذلك كون البرد الشديد أو الحرارة العالية مضرة جداً بالدجاج وقد تسبب موته.

متطلبات تربية الحيوانات في المزرعة

حظائر تأوي الحيوانات

تربية الحيوانات في المزرعة تتطلب وجود حظائر تحمي الحيوانات، حيث تهدف الحظائر إلى تأمين عدة أمور:

  • حماية الحيوانات من الحشرات الضارة والحيوانات المفترسة.
  • عزل الحيوانات عن العوامل المناخية الصعبة، كالأمطار الغزيرة، والحرارة العالية، والبرودة الشديدة.
  • توفير المساحات وتسهيل عملية إطعام حيوانات، والاهتمام بها، وجني الإنتاج.
  • توفير في الجهد والعمل بما تقدمه الحظائر من تنظيم.

وعادةً ما تكون المزرعة مكونة من حظيرة واحدة كبيرة مقسمة إلى أجزاء كل منها متخصص بمرحلة إنتاجية محددة، أو تتكون المزرعة من عدة حظائر منفصلة تختص كل منها بدورة إنتاجية.

ولا بد عند إنشاء الحظيرة من مراعاة عدد من الشروط للحصول على حظيرة بمواصفات جيدة، تحقق أكبر فائدة للحيوانات، نذكر منها:

  • أن تؤمن الحظيرة الدفء في الشتاء والبرودة في الصيف.
  • أن تحمي الحيوانات من تيارات الهواء المباشرة.
  • دخول الهواء النظيف وأشعة الشمس بقدر كافي للحيوانات.

الغذاء المناسب للحيوانات

بشكل عام تتغذى الحيوانات في المزرعة على الزراعات العلفية كالبرسيم، أو على قش الحبوب مثل قش القمح والشعير، أو على البقوليات والحبوب، كما يمكن أن تتغذى على الأعلاف الصناعية الجاهزة.

الرعاية الصحية وتوفير الأدوية واللقاحات

تتعرض الحيوانات بشكل مستمر للعوامل الممرضة، كالطفيليات والجراثيم والفيروسات. لذلك لا بد من توفير اللقاحات بشكل دوري لوقاية الحيوانات من الأمراض، خصوصاً الوبائية منها. كما يجب مراقبة الحيوانات لعلاج أي حيوان مريض بسرعة وبشكل فوري منعاً لانتشار المرض بين الحيوانات. وبشكل عام يمكن اختصار الأمور الواجب مراعاتها لحماية الحيوانات في المزرعة من الأمراض بما يلي:

  • غذاء صحي ومناسب للحيوانات.
  • مساحة الحظيرة متناسبة مع عدد الحيوانات، مع تنظيفا وتجديد هوائها بشكل مستمر.
  • توفير اللقاحات للحيوانات بشكل دوري.
  • عزل أي حيوان مصاب عن بقية الحيوانات لمنع انتشار العدوى.

 

أنواع مزارع تربية الحيوانات

تصنف مزارع تربية الحيوانات بحسب عدة أمور مثل: نوع الحيوانات الموجودة في المزرعة، عدد الحيوانات في المزرعة، إنتاجية الحيوانات في المزرعة، وغير ذلك من عوامل. ولكن يبقى التصنيف الأهم هو إنتاجية الحيوانات، حيث تقسم مزارع تربية الحيوانات بحسب إنتاجيتها إلى:

مزارع حيوانية ذات دورة إنتاجية متكاملة

تتميز هذه المزارع بأن دورتها الإنتاجية تبدأ بولادة الحيوان، وتنتهي بموته، مروراً بكل مراحله الإنتاجية. هذه الدورة تضمن الاكتفاء الذاتي للمزرعة، فهي توفر الحيوانات الجديدة بشكل دوري من ولادة الحيوانات الموجودة فيها. كما تتميز هذه المزارع بإنتاجها لجميع منتجات الحيوانات بكل أنواعها.

 مزارع حيوانية ذات غرض إنتاجي محدد

تتخصص هذه المزارع بمرحلة إنتاجية واحدة من الدورة الإنتاجية للحيوانات، مثل مزارع تسمين العجول، أو مزارع الدجاج البياض، أو مزارع لتربية الثيران بهدف التلقيح الصناعي. وتحتاج هذه المزارع إلى تزود مستمر بالحيوانات الجديدة، من ثم تباع بعد انتهاء الغرض منها.

عقبات وتحديات تربية الحيوانات في المزرعة

تتعرض عملية تربية الحيوانات للعديد من التحديات لا بد من التغلب عليها بشكل أو بآخر لضمان استمرار وتطوير هذه العملية، نذكر منها:

  • تأمين الغذاء المناسب وبكميات كافية.
  • توفر سوق لبيع كافة منتجات حيوانات المزرعة بأسعار مناسبة.
  • عدم توافر المستوصفات البيطرية بشكل كافي.
  • صعوبة تأمين اللقاحات والأدوية البيطرية أحياناً.

 

تبقى عملية تربية الحيوانات في المزرعة إحدى أهم النشاطات الإنسانية. لما لها من دور كبير في تأمين احتياجات الإنسان الغذائية بشكل عام، وفوائد إقتصادية ومعيشية على مربي الحيوانات بشكل خاص. لذلك لا بد من تضافر الجهود بين أصحاب المزارع والجهات المعنية، لتذليل العقبات وتوفير الإمكانيات بهدف تطوير تربية الحيوانات.