سنتحدث في مقالنا اليوم عن تربية الأبقار الحلوب في سوريا. حيث تعتبر الأبقار من أكثر الحيوانات التي تشهد إقبالًا كبيرًا لدى مربي المواشي، باعتبار تربيتها من المشاريع الناجحة. فما هي الأعمال اليومية في تربية الأبقار؟ ما هي السلالات المختلفة للأبقار في سوريا؟ ما هو مصير حليب تلك الأبقار؟ كل تلك المحاور ستكون ضمن معرفتك من خلال متابعة مقالنا التالي.
الأعمال اليومية في تربية الأبقار الحلوب في سوريا
تشمل واجبات مزارع لحوم البقر التغذية، وإدارة الأدوية، وصيانة المرافق، ومراقبة القطيع بحثًا عن علامات المرض، المساعدة في الولادة، بالإضافة إلى متابعة إجراء التلقيح الاصطناعي، وإدارة النفايات.
وقد يكون المزارع مسؤولًا أيضًا عن تسويق حيواناته ومنتجاتها، ونقل مخزون المبيعات، وحزم التبن أو حصاد الأعلاف الأخرى لاستخدامها كعلف، هذا فضلًا عن صيانة معدات المزرعة والمرافق.
علاوة على ذلك يشمل العمل في درجات حرارة عالية وظروف مناخية متفاوتة، وفي نوبات نهاية الأسبوع أو المساء أو في العطلات. ومن المهم أيضًا أن يتخذ مربوا الماشية احتياطات السلامة عند العمل مع هذه الحيوانات الكبيرة والتي يحتمل أن تكون خطرة.
السلالات المختلفة للأبقار الحلوب في سوريا
تشمل الأبقار في سوريا ثلاث سلالات هي البلدي (الشامي)، والجولاني، والعكشي، وهي جميعها منحدرة من الأصل الآسيوي الذي يشتهر بالرأس القصير والجبهة العريضة المستقيمة. ولكن لكل منها صفاتها الخاصة وفق التالي:
- سلالة البقر الشامي: التي تتميز بقرون قصيرة وجبهة مقعرة قليلًا. كما أنها حيوانات كبيرة الحجم وعظامها ضخمة، إلا أنها غير مناسبة للتسمين. وهي بقرة الحليب الأولى في منطقة سوريا، حيث تنتج ما بين 2500 إلى 3500 لتر في 280 يومًا. وتربى هذه السلالة في المنطقة الواقعة حول حمص وحماة والمنطقة الشمالية مثل قطنا، حيث تتوفر الرطوبة والمرعى الغني الأخضر، مما يؤدي إلى زيادة إدرارها للحليب. مع العلم لا تلائم هذه الأبقار المناطق الجافة فقيرة المرعى.
- البقر العكشي: هو أكثر الأبقار عددًا في سوريا وتصل نسبته نحو 75 – 80% من مجموع الأبقار هناك، وهو سلالة تتحمل العيش في المناطق الجافة فقيرة المرعى وقليلة الغذاء. ولكنها من الأنواع قليلة الإدرار الحليب، ولكنها تصلح للتسمين وإنتاج اللحوم.
- البقر الجولاني: يعتقد أنه هجين بين سلالة البقر العكشي والبلدي (الشامي)، لذلك فإن صفاته الإنتاجية وسط بين السلالتين. كما يمكن أن تعيش هذه السلالة في المناطق الجافة، وتتحمل قلة العلف وسوء المرعى. مع العلم أن إناثها تدر حليبًا قليلاً، وتصلح ذكورها للعمل.
مصير حليب الأبقار في سوريا
لا تبدأ البقرة في الحلب حتى تحصل على عجلها الأول في عمر 24 شهرًا تقريبًا. أي أنها بمجرد أن تنجب عجلًا ستحلب ولمدة 10 أشهر تقريبًا ثم تحصل على عجل آخر كل عام خلال السنوات العشر القادمة. أي أنها ستتكاثر للحصول على عجل في نفس التاريخ من كل عام، حيث يعد هذا الوضع المثالي وليس الواقع دائمًا. عادة إذا تكاثرت الأبقار في وقت متأخر بضعة أشهر فهذه ليست مشكلة كبيرة.
بالإضافة الى ذلك يوزع معظم الحليب في سوريا طازجًا على الأسر، للاستهلاك أو للمعالجة إلى ألبان وأجبان. ويسلم أكثر من 60 في المائة من الحليب المستهلك في الأسواق الحضرية الرئيسية طازجًا في عبوات مفتوحة إلى المستهلك من خلال شبكة من بائعي الألبان وتجار الألبان الذين يوردون إمداداتهم من مصانع الألبان. مع العلم يشكل الحليب المعالج في زجاجات أو كرتون نسبة صغيرة من الحليب المستهلك.
الأمراض التي تصيب الأبقار الحلوب في سوريا
- أمراض جهاز الهضم: من أهم الأمراض غير المعدية عند الأبقار. تسبب في انخفاض نسب إدرار الحليب، ونقص في الوزن أي نقص في كمية اللحم. لذلك يجب الانتباه إلى مثل هذه الأمراض وكشفها بشكل مبكر. ومن هذه الأمراض التهاب الغشاء المخاطي في الفم، وانسداد المري، وانتفاخ الكرش الحاد عند الأبقار، والكسل الوظيفي للكرش، والتخمة.
- أمراض جهاز التنفس: وهي من الأمراض المعدية عند الأبقار التي تتطلب حجرًا صحيًا للأبقار المصابة. ومن مسبباتها تغير في الطقس، الغبار، والبرودة وغيرها، ومن هذه الأمراض التهاب المجاري التنفسية العليا، والتهاب الرئة، والضربة الحرارية، وضربة الشمس.
- أمراض ما قبل وبعد الولادة عند الأبقار: تؤثر هذه الأمراض على البقرة الأم وجنينها. لذلك تؤخذ بجدية كبيرة كي لا تؤثر على عدد الأبقار في المزرعة. من مسبباتها سوء التغذية، وإصابة البقرة بصدمة على بطنها أو وقوعها المفاجئ، بسبب عدم المراقبة خلال فترة الحمل. ومن هذه الأمراض عدم قدرة الحيوان على الوقوف، والطلق المبكر، والإجهاض، وهبوط الرحم والمهبل، واحتباس المشيمة، وشلل ما بعد الولادة.
- أمراض العجول حديثي الولادة: ومنها صعوبة التنفس، واحتباس البراز الجيبي، ونزيف السرة.
وأخيرًا يمكن القول إن لقطاع الثروة الحيوانية بشكل عام، ولتربية الأبقار بشكل خاص تأثير كبير على النمو المستقبلي للاقتصاد السوري. فهي توفر أكثر من 30 في المائة من القيمة الإجمالية للإنتاج الزراعي، و15 في المائة من قيمة الصادرات الزراعية، وتوظف 11 في المائة من إجمالي القوى العاملة في سوريا. لذلك مازالت الدولة تعمل جاهدة لدعم هذا القطاع وتطويره.