السماق في سوريا
تشتهر سورية بكثرة منتجاتها الزراعية، وتنوع غطائها النباتي، بسبب تنوع مناخها الممتد من الساحل إلى البادية، إذ أنها تشكل موطنًا للكثير من النباتات المختلفة، بما فيها من أشجار، ونباتات عديدة تستخدم لأغراض غذائية أو طبية أو عطرية أو تزينيه، وسنخص بالذكر من النباتات العطرية السورية (السماق)، الذي يعد من أشهر أنواع التوابل في بلاد الشام، وينتشر بكثرة في المرتفعات الجبلية.
السماق:
يُعرف السماق باسم علمي (Rhus coriaria)، وهو تابع لفصيلة النباتات البطمية، التي تنمو على شكل شجيرات صغيرة، يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار، ويملك أوراقًا بيضوية مسننة، تتغير ألوانها منذ بداية فصل الخريف، لتأخد لونًا أحمر لامع أو أحمر أرجواني، أما ثماره فتأخد شكلًا مخروطيًا أحمر اللون، ويشبه ثمرة التوت أحيانًا، كما تغطيها شعيرات كثيفة، وتحوي الثمار في داخلها على بذور سهلة الاستخراج، أما أزهاره فهي ذات لون أخضر مبيض، ومن الجدير بالذكر أنّه يوجد للسماق أربع أنواع شائعة هي:
- السماق العطري.
- سماق الأجر.
- السماق اللامع.
- السماق القرني.
انتشار السماق عالميًا:
ينمو السماق في الاراضي الكلسية الجافة أو الطينية الكلسية أو الرملية الكلسية في المناطق الاستوائية والمعتدلة، حيث انتشر في حوض البحر الأبيض المتوسط، وجنوب فرنسا على مرتفعات جبال الألب الساحلية، وجنوب إيطاليا وخاصةً في صقلية، وفي شمال أفريقيا تحديدًا في كل من مصر والجزائر، بالإضافة إلى غرب آسيا في فلسطين وجنوب لبنان، وسورية.
انتشار السماق في سورية:
ينتشر السماق في سوريا بكثرة، فيزرع في الشمال أي على الحدود التركية السورية، وفي الشمال الشرقي في اللاذقية، وتحديدًا في صلنفة وكسب والبسيط، كما أنه يُزرع في الشرق والشمال الشرقي في كل من حمص وإدلب وحماه، بالإضافة إلى تواجده في الجنوب وخاصة في محافظة السويداء في كل من جبل العرب وتل كليب، أما في الوسط فيُزرع في ضواحي دمشق، ودوما وجبال القلمون.
زراعة السماق في سورية:
يُزرع السماق في سورية على تخوم البساتين، وأطراف الأراضي والغابات، وخاصة في المناطق شديدة الانحدار،
باعتباره مثبتًا للتربة، ويساعد في الحماية من الانجراف، ويعمل كصادات للرياح، ومن المعتاد أن تجهز الأرض
لزراعته عن طريق حفر حفرة بأبعاد 2 × 2.5 م، وغرس الغراس بها، إذ يجب إبقاء 15 سم منها خارج الحرفة،
وتحاط الغرسة بعدد من الأحجار للحماية من الحيوانات، ولحجب أشعة الشمس.
ومن الجدير بالذكر بأن سورية تزرع أنواع مختلفة من السماق، ولعل أشهرها: سماق الخل، سماق الصباغين، سماق
الدباغين، والسماق السوري، والسماق الشوقي.
وينضج السماق في سورية عادة في الفترة الممتدة بين منتصف تموز، ونهاية شهر أيلول، إذ تصبغ ثمارها باللون الأحمر القانئ، حيث يصل انتاج الشجرة إلى 2 أو حتى 4 كيلو غرام، فتستخرج حبوب السماق بعدة طرق، إلا أن أبرزها إحدى الطرق القديمة التي لاتزال مستخدمة إلى الآن، والتي تتجلي في نشر ثمار السماق بشكل يعرضها لأشعة الشمس عدة أيام، ثم تجمع وتضرب بالعصي إلى أن تخرج الحبوب من العناقيد، لتغربل باستخدام غربال خاص، مما يفصل القشور عن اللب.
فوائد السماق:
يُستخدَم السماق منذ زمنٍ طويل كتوابل للأطعمة، ويُضيف طعماً حامضًا للمقبلات، والعصائر، كما أنه يُستخدم كمادّةٍ
مُلوِّنةٍ وحافظة للأطعمة، ويدخل أيضًا في صناعة مستحضرات التجميل، وصناعات بعض الأدوية، بالإضافة إلى
استخدامه في تكنولوجيا معالجة جلود الحيوانات.
كما وجدت بعض الدراسات العلمية التي أكدت فعاليته في بعض الأمراض والمشاكل الصحية التي نذكر منها ما يلي:
- يساهم في خفض نسبة السكر في الدم، مما يساعد مرضى السكري.
- يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.
- يقلل خطر الإصابة بمرض تصلب الشرايين.
- يساهم في ضبط ضغط الدم.
- يساعد على التحكم بمستويات الكوليسترول في الدم.
- يستخدم في القضاء على الفطريات التي قد تنمو على سطح الجلد الخارجي.
- يفيد في علاج التهابات اللثة.
- يستعمل كمضاد حيوي للعديد من الأمراض البكتيرية، بسبب احتوائه على حمض الجاليك.
- أزهاره غنية بالرحيق، مما يجعله مصدراً ممتازاً لنحل العسل.
ومع كل هذه الفوائد التي يتمتع بها السماق، يمكن اعتباره من المواسم المهمة في المناطق التي يزرع فيها، إلا أن
فائدته الاقتصادية تختلف من منطقة لأخرى، وذلك وفقًا للاهتمام الذي يتعرض له، كما تختلف باختلاف عدد الأشجار
سواء المزروعة أو حتى البرية.