يسود الغموض لدى أغلب الناس للوهلة الأولى، عند سماع مصطلح الوعي بالعلامة التجارية Brand Awareness. وخصوصًا للأشخاص غير الاختصاصين. ولكن ما يلبث هذا الغموض أن ينكشف، عند أقل اطلاع على هذا المصطلح. حيث اهتم المستثمرون، ومنذ ظهور التجارة بالوعي للعلامة التجارية. واختلفت أساليبهم وطرقهم، باختلاف الزمان والمكان. وتطوّر الوعي بالعلامة التجارية بسرعة فائقة شأنه شأن التجارة والصناعة. ومن ذلك مثلًا شهرة العلامة التجارية للتوابل الهندية، والحرير الصيني قديمًا إلى الصناعات الإلكترونية اليابانية، والمحركات الألمانية وإلى ما هنالك من العلامات التجارية الحديثة.
حيث أن العلامة التجارية كانت سابقًا تحمل طابعًا وطنيًا يتعلق باسم الدولة أو البلد المنشأ للمنتج. لكنها اليوم ،أصبحت تحمل طابعًا خاصًا، مثل: شركة، مصنع، دار نشر. وتتنافس الآن الشركات وأصحاب العمل، في عرض علاماتهم التجارية والتسويق لها. حيث تستخدم الشركات لشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التسويق لعلاماتهم التجارية. وفي مقالنا اليوم نقدم لكم شرحًا مفصلاً حول الوعي بالعلامة التجارية Brand Awareness وأهميته وبعض أساليبه وكيفية تعزيزه.
الوعي بالعلامة التجارية Brand Awareness شرح
يُعرّف مصطلح الوعي بالعلامة التجارية Brand Awareness. بأنه مصطلح تسويقي، يشير إلى مدى إدراك المستهلك للعلامة التجارية، وتعرفه عليها، من خلال اسمها عندما يحتاجها. ويعكس الوعي بالمنتج، مدى معرفة المستهلك بعلامتك التجارية، ومدى إدراكه لها. وعندما تنجح شركة ما بزيادة الوعي بعلامتها التجارية. فهذا يعني رسوخ علامتها التجارية في أذهان وقلوب المستهلكين. الأمر الذي يجعلهم يختارونها تلقائيًا عند التسوق، دونما الحاجة إلى البحث عن علامة أو أنواع جديدة. وبالتالي فإن مقياس مستوى الوعي بالعلامة التجارية لشركة أو منتج ما. هو قدرة المستهلك أو العميل المحتمل، على تذكر هذه العلامة التجارية. وربطها بالمنتجات أو الخدمات المقدمة من قبل الشركة صاحبة العلامة.
شاهد أيضًا: ولاء العملاء وكيف تكسبه لمضاعفة مبيعاتك
ما أهمية الوعي بالعلامة التجارية
في إطار المنافسة الشديدة بين الشركات لتسويق منتجاتها، فإن الوعي بالعلامة التجارية من أهم القيم التي تعتمد عليه الشركات وأصحاب العمل. وذلك للمحافظة على المستهلكين الحاليين، أو استقطاب آخرين. كما يساعد الشركة في تميّزها عن المنافسين، ويُزيد ثقة المستهلكين بالشركة. وساهم في زيادة القدرة التسويقية للشركة. بالإضافة إلى أن زيادة الوعي بالعلامة التجارية يمهد لعلاقة إيجابية بين الشركة والمستهلك. ويساهم في ارتفاع معدل المبيعات. حيث يصبح كل مستهلك عبارة عن دعاية إعلانية متنقلة، وخطوة ممتازة للترويج والإعلان لشركتك. وذلك من خلال التوصية للأصدقاء والأهل باستعمال علامتك التجارية. مما يدفعهم لشراء منتجاتك، في حال تعدد خيار المنتجات أمامهم. مما سيحقق مكاسب مادية أكثر من ذي قبل للشركة. كما يمكن أيضًا استهداف العملاء بمنتج معين من خلال دراسة خاصة عن احتياجات منطقة جغرافية أو شريحة معينة من الأشخاص.
كيف تعزز الوعي بالعلامة التجارية
إن وعي المستهلك بالعَلامة التجارية، سيمكنه من التعرف عيلها بسرعة. ويجعلها من أولوياته، ويفضلها على المنتجات المنافسة أثناء التسوق. ولزيادة الوعي بالعلامة التجارية لا بد من اتخاذ الإجراءات التالية:
- إدراك الخطوات التي تجعل منتجك متميزًا عن منافسه. مثل تصميم محبب لشعار العلامة التجارية، واختيار ألوان الهوية البصرية للمنتج، بالإضافة إلى ثقافة الشركة، والمبادئ التي تعتمد عليها.
- زيادة التفاعل مع المستهلكين، وإنشاء العلاقات معهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتعيين مختصين يتمتعون بالخبرة في هذا المجال، من أجل الرد على تغريدات المعجبين، أو طرح الأسئلة حول المنشورات والتغريدات التعريفية بعلامتك التجارية.
- استخدام السرد القصصي في التسويق، من خلال تأليف القصص، والتعريف بكيفية تأسيس الشركة، وتضمينها الإنجازات والنجاحات، ونشرها ضمن مواقع التواصل الاجتماعي، والأجهزة المتلفزة. على أن تتمتع هذه القصص بالمصادقية والشفافية. مما يساهم في تعزيز ثقة المستهلك بالعلامة التجارية.
- المثابرة على رعاية المنتديات والأحداث، مثل الكرنفالات الرياضية، والفعاليات الخيرية، ورعاية دور الأيتام أو المدارس، وجمع التبرعات. كل هذا يساهم في التعريف بالعلامة التجارية، ويعزز من انتشارها ومصداقيتها.
- التعاون مع المشاهير والأشخاص المعروفين الذين يملكون قاعدة شعبية وجماهيرية كبيرة. كالرياضيين والفنانين، الذين يحظون بثقة كبيرة لدى الجماهير. مما يزيد من شهرة العلامة التجارية، ويعزز ثقتها لدى المجتمع.
مراحل الوعي بالعلامة التجارية
يتألف الوعي بالعَلامة التجارية من عدة مراحل، لها الأثر الكبير في التأثر على المستهلك، وتساهم في زيادة ثقته بالمنتج. وأهم هذه المراحل:
- مرحلة التوعية: وهي المرحلة الأكثر أهمية، والأصعب في رحلة المستهلك التسويقية. حيث يجب على الشركة التأكد من أن العميل يتمتع بمعلومات كافية عن منتجك. وذلك من خلال استخدام أشخاص ذوو كفاءة عالية، في متاجر عرض العلامة التجارية. ليستطيع إعلام المستهلك عن منتجك بسرعة وسلاسة، دون أن يشعر المستهلك بالملل من المنتج.
- مرحلة المعرفة: تتلخص هذه المرحلة بالتأكد من معرفة المستهلك لعلامتك التجارية. ويتم ذلك عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، ومتاجر البيع بالتجزئة.
- مرحلة الإعجاب: وهي المرحلة التي يبدأ عندها المستهلك، بالإعجاب بالمنتج. وهنا يأتي دور مدير التسويق وخبراء صالة العرض، للمساهمة في تفضيل منتجك، وشرح ميزّاته وإيجابياته، مقرانةً بالمنتجات المنافسة. وعادة ما يتم استخدام العاطفة التجارية للمنتج في مثل هذه الحال.
- مرحلة الاقتناع: عند هذه المرحلة يجب التأكد من إزالة التردد، إن كان لا يزال موجودًا لدى المستهلك، وذلك عبر تقديم عيّنات مجانية، أو اختبار العلامة التجارية. بالإضافة إلى تقديم بعض الهدايا والعروض، من أجل إقناع العميل بالمنتج.
- مرحلة الشراء: وهي المرحلة الأخيرة والأهم في رحلة المنتج إلى المستهلك. لذلك يجب التأكد من أن تكون سهلة وسلسة، من أجل إعادة الشراء في المستقبل.
انظر أيضًا: زيادة المبيعات ومهارات البيع
تأثير الوعي بالعلامة التجارية
لسهولة شرح تأثير الوعي بالعلامة التجارية، نخبركم بهذه القصة، التي تعبر تعبيرًا واضحّا عن عن تأثير الوعي بالعلامة التجارية. حيث انتشرت القصة الغريبة والطريفة، والتي حدثت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمدير التنفيذي لشركة آبل تيم كوك. حيث أراد الرئيس ترامب محادثة الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك. ولكن ترامب ارتبك، ولم يتذكر اسم مدير الشركة، فأشار إليه باسم تيم آبل. تداولت أغلب وسائل الإعلام، المرئية، والمسموعة، والمكتوبة، وشبكات التواصل الاجتماعي هذه الحادثة الطريفة. وأكد الخبراء الاختصاصيين في بناء العلامات التجارية أن قدرة شركة آبل على تعزيز الوعي بعلامتها التجارية، هي ما دفع بالرئيس ترامب، إلى ارتكاب هذا الخطأ. كما أُعجب تيم كوك بهذه الحادثة، وقام بتغيير اسمه على تويتر، ليصبح تيم آبل بدلاً من تيم كوك.
وفي نهاية مقالنا اليوم. وبعد أن تحدثنا عن الوعي بالعلامة التجارية Brand Awareness شرح. ننوه إلى أن الشركات التي تحافظ على مستوى عالٍ من الوعي بالعلامة التجارية. سوف تحقق أعلى نسبة مبيعات مقارنةً مع الشركات المنافسة. بالإضافة إلى أنه كلما زاد معرفة المستهلكين والعملاء بالعلامة التجارية، وكان الترويج لها مثاليًا. كلما ارتفع مستوى المبيع، وحققت العلامة التجارية مزيدًا من الأرباح.