السياحة الذكية هي مستقبل السياحة. حيث تهدف إلى تحسين كفاءة إدارة الموارد وزيادة القدرة التنافسية وتعزيز الاستدامة من خلال استخدام الابتكارات والممارسات التكنولوجية. وتشير إلى تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتطوير أدوات مبتكرة في السياحة.
ويمكن فهمها على أنها تطور وخطوة إلى الأمام في السياحة الإلكترونية، فبينما تشير السياحة الإلكترونية إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العمليات التي تقوم بها المنظمات السياحية، فإن السياحة الذكية تجمع العالم المادي بالمجال الرقمي من خلال مجموعة من الأنظمة والحلول التكنولوجية، بعبارة أخرى هي نظام بيئي يتكون من شبكة أعمال ذكية ووجهات ذكية وبنية تحتية للتقنيات الذكية، إذ يسبب النظام البيئي فوائدًا للنظام بأكمله ولكل فرد.
تعريف السياحة الذكية
السّياحة الذّكية هي نموذج لدعم الابتكار وقيادة التحول الإيجابي داخل الوجهات السياحية. وهي تستخدم التكنولوجيا وتحليل البيانات والرقمنة لبناء وجهات أكثر سهولة واستدامة. مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق رخاء أكثر شمولًا للسكان المحليين وتجارب أفضل للزوار.
ويتم تعريف مفهوم السياحة الذكية من قبل الاتحاد الأوروبي كوجهة تسهل الوصول إلى المنتجات والخدمات والمساحات والتجارب السياحية والضيافة من خلال أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ومن خلال استثمار هذه الموارد وتطويرها، يتم تعزيز ذكاء المدينة وتعزيز مشاركة الزوار. وهذا له آثار على الشركات والأفراد على حد سواء، الذين يستفيدون من بنية تحتية أكثر كفاءة وتوفير للخدمات.
ما هي السياحة الذكية
أصبحت كلمة “ذكي” كلمة طنانة إلى حد ما في السنوات الأخيرة، فحقيقةً لكي يكون الشيء ذكيًا. يجب أن يكون لديه قدرات تكنولوجية معقدة لتطوير المنتج وتشغيله. وفي حين أن مفهوم الذكاء لا يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالسياحة، إلا أنهما في عالم اليوم متشابكان حتمًا. فمن أجل أن تكون السياحة ذكية، ستستخدم الوجهات والمعالم السياحية وأصحاب المصلحة في صناعة السياحة مجموعة متنوعة من الابتكارات والممارسات التكنولوجية. على هذا النحو، فإن استخدام التكنولوجيا هو في صميم مفهوم السّياحة الذّكية.
في حين أن السائح العادي قد لا يكون على دراية بما يجري وراء الكواليس. فمن المحتمل أن يكون هناك الكثير من العمل المستمر لضمان أقصى قدر من الإنتاجية والقدرة التنافسية.
كما أن السياحة الذكية هي عمل وكلاء السياحة الذين يستخدمون التقنيات والممارسات المبتكرة لتعزيز إدارة الموارد والاستدامة مع زيادة القدرة التنافسية الشاملة للأعمال، من خلال استخدام الابتكارات والممارسات التكنولوجية.
خيارات الوصول إلى السياحة الذكية
من أجل تعريف وكيل السياحة على أنه مبادرة سياحة ذكية. يجب عليه إثبات أنه في متناول الجميع، بالمعنى المادي والرقمي على حد سواء. هذا يعني أن كل شخص لديه حق الوصول إلى مزود السياحة. بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الدين أو العرق وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة. كما يجب أن يكون للجذب السياحي أو الوجهة الذكية بنية تحتية للنقل جيدة التطوير تمكن جميع أنواع الأشخاص من السفر. على سبيل المثال، أن يكون هناك وصول للكراسي المتحركة ومصاعد للآباء والأمهات مع عربات الأطفال وما إلى ذلك، ويجب أن يشمل ذلك أيضًا خيارات النقل ذات الأسعار المعقولة، والتي ستكون عادةً مواصلات عامة في منطقة الجذب أو الوجهة نفسها، كما يجب أن تكون هناك فرص للجميع للوصول إلى جميع المناطق، ويشمل ذلك المصاعد والمنحدرات لذوي الاحتياجات الخاصة، وتشمل أيضًا الاتصالات اللغوية.
استدامة السياحة الذكية
السياحة المستدامة هي في طليعة العديد من خطط وعمليات وكلاء ومنظمات السياحة في الوقت الحاضر. فهذه الممارسات ليس فقط تساعد على تقديم صورة جيدة للمنظمة. ولكن أيضا تساعد على مكافحة تأثيرات السياحة البيئية والاقتصادية والاجتماعية. فالاستدامة تعد ذراعًا مهمًا للسياحة الذكية، لذا يجب أن يركز الوكلاء الذين يديرون مبادرات السياحة الذكية الناجحة بشكل كبير على الاستدامة، من خلال الحد من انبعاثات الكربون، واعتماد نهج صديق للبيئة ومراعاة المجتمعات المضيفة واحتياجاتهم، لكن بطبيعة الحال فإن وجود ممارسات مستدامة وحدها لا يؤهل وكيل السياحة كمزود سياحة ذكي، تحتاج هذه الممارسات إلى أن تكون مدعومة بتقنيات متطورة. على سبيل المثال استخدام الألواح الشمسية كمصدر للطاقة والاضاءة.
أدوات بحث وإدارة للسياحة الذكية
في الوقت الحاضر، هناك العديد من الطرق للحصول على المعلومات ومراقبتها. فالمنظمات لديها الآن ثروة من البيانات في متناول أيديهم، وذلك بفضل رقمنة مجتمع العصر الحديث. فالآن يمكن أن يؤدي اعتماد أدوات بحث وإدارة السّياحة الذّكية، إلى تحسين نتائج الأعمال بشكل كبير. مثل تصميم جهاز مصمم خصيصًا لمراقبة تدفق السياحة، أو تصميم تطبيق لوقوف السيارات لمساعدة المسافرين على الوقوف بشكل أكثر فعالية وتقليل الازدحام.
تبادل المعلومات في السياحية الذكية
أحد التطورات الرئيسية التي تمكّن السياحة الذكية من الحدوث في السنوات الأخيرة هو نمو منصات تبادل المعلومات، حيث فتحت رقمنة مجتمع العصر الحديث ثروة من الفرص لمقدمي السياحة لتبادل المعلومات لمجموعة واسعة من أنواع السياح، كما أتاح نمو وسائل التواصل الاجتماعي ورموز الاستجابة السريعة والبرامج المصغرة لوكلاء السياحة فرصًا لم تكن متاحة من قبل، فيمكن الآن لمنظمات السياحة استخدام هذه الفرص الجديدة لتقديم المعلومات قبل وأثناء وبعد زيارة السائحين، ويمكنهم أيضًا استخدام طرق ترويج وتسويق أكثر كفاءة على هذه المنصات عبر الإنترنت، كما يمكن أن تساعد الخوارزميات المعقدة وملفات تعريف الارتباط وطرق المراقبة الرقمية الأخرى المؤسسات على أن تكون أكثر تناغمًا مع المستهلكين أو المستهلكين المحتملين، مما يسمح بتطوير منتجات أكثر ملاءمةً واستهدافًا.
أخيرًا، أود أن أقول إن السّياحة الذّكية ستكون مستقبل السياحة. فعلى الرغم من أنه يوجد بعض الأمثلة الرائعة لمبادرات السياحة الذكية حول العالم في دول كالصين على سبيل المثال، والعواصم الأوربية للسياحة الذكية. وعلى الرغم من النمو الواضح في السياحة الذكية إلا أن هناك ندرة في المعلومات حول هذا الموضوع. وعلى الأخص في المجال الأكاديمي.