انتشر مؤخرًا الاستثمار الزراعي طويل الأجل في مصر باعتبارها بيئة مشجعة على إقامة مثل هذه المشاريع، حيثُ يلجئ الكثير من المستثمرين إلى الاستثمار الزراعي طويل الأجل بكونه يحقق عامل الأمان لديهم ويدوم لسنوات طويلة بإنتاجية كبيرة، ويعكس أرباحًا كثيرة نظرًا لأهمية الزراعة في السوق لجميع البلدان، وعدم القدرة على الاستغناء عنها فهي تدخل في صناعات واسعة جدًا، كما يحتل القطاع الزراعي مكانًا واسعًا لتحقيقه الأمن الغذائي في العالم أجمع، وكلما تقدم الزمن تتقدم الزراعة معه بسبب التكنولوجيا المتاحة حاليًا والتي تتطور أكثر فأكثر وتفتح المجال لانتشار الزراعات طويلة الأمد خاصة في مصر. وسنتعرف في مقالنا هذا على أهم عوامل نجاح هذا النوع من الزراعة والأصناف الأكثر ربحًا في مصر.
الاستثمار الزراعي طويل الأجل
ينقسم الاستثمار الزراعي إلى استثمارات قصيرة الأجل وطويلة الأجل، وتعد المشاريع طويلة الأجل هي الأكثر استدامة، حيث يكون التواجد الاستثماري وتكوين الشركات طويلة الأجل عاكسًا لتأثير اقتصادي واستراتيجي فعال داخل مصر. وتمتلك مصر بيئة حاضنة لكثير من الزراعات التي تحتاج إلى بيئة حارة لتنمو فيها. كما تتميز مصر بامتلاكها خبرات وإمكانات بحثية وعلمية واقتصادية وبشرية واسعة. وتسهم الوفرة المائية في استدامة المشاريع الزراعية لفترات طويلة فيها.
مراحل الاستثمار الزراعي الناجح
هناك مراحل أساسية للإنتاج النباتي لابد أن يمتلك المزارع خبرة فيها، ويطلع عليها المستثمر لمتابعتها خطوة بخطوة:
اختيار المحصول المناسب
لنجاح الاستثمار الزراعي طويل الأجل يجب علينا أولًا تحديد المحصول الملائم لزراعته، حيث يتم هذا الاختيار وفق عوامل معينة. ويلعب اختيار المنتج الأكثر ربحًا دورًا كبيرًا في هذه العملية. كما يجب اختيار الصنف المناسب حسب المنطقة التي سيتم الزراعة فيها، فهناك أنواع لا تعيش في ظروف بيئية معينة وتكثر في ظروف أخرى. والجدير بالذكر أنه كلما زادت جودة الإنتاج وتم مراقبة الجودة كان العائد الربحي أكثر، لهذا يجب الاهتمام باختيار محاصيل ذات جودة عالية، كما يجب اختيار بعض الأصناف سريعة النضج لأنها تكون أقل تأثرًا بالأمراض. أما إذا كانت الزراعة في مناطق ذات ظروف بيئية سيئة يمكن التوجه لزراعة الأصناف المتحملة للظروف البيئية القاسية كالصبار.
تمهيد الأرض للزراعة
قبل البدء بعملية الزراعة لا بد من تهيئتها من أجل استقبال النباتات وتجنب حدوث أي مشاكل زراعية، لتهيئة المكان المناسب والحاضن للبذور، بحيث تصلها العناصر الغذائية وتمتص الماء، والأهم من هذا كله أن عملية التمهيد تعود بنتائج إيجابية على جودة النباتات، ويكون تمهيد الأرض ضمن المراحل التالية.
- الحراثة: تعد الحراثة أهم خطوة في الزراعة لأنها تشكل حجر الأساس للخطوات القادمة. وتكون على مرحلتين زراعة أولية وزراعة ثانوية باستخدام أدوات الزراعة الحديثة للحراثة لتوفير الوقت والجهد.
- نوع الأرض: يلعب نوع التربة دورًا كبيرًا في عملية الزراعة فلكل نوع إيجابياته وسلبياته، هناك بعض الأراضي تكون متماسكة جدًا ولا يمكن الزراعة فيها، وفي هذه الحالة تحتاج إلى تفتيت.
- صنف المحصول: في بعض الأحيان يكون لنوع المحصول حاجات أخرى تختلف بين كل نوع وآخر حسب عمق الجذور ونوعها.
- أنواع الحشائش: تنتشر الحشائش في التربة بشكل كثير أو قليل حسب نوع التربة، وتحتاج لإزالة بين كل فترة وأخرى.
- نسبة الرطوبة: تتشكل كتل في التربة عند زيادة نسبة الرطوبة فيها وتحتاج في هذه الحالة إلى زيادة في الحرث.
اختيار البذور
تختلف أنواع البذور وتصنف إلى عدة أصناف لهذا يمكنك الاستعانة بخبير زراعي؛ ليسهم في تقييم البذور الأكثر كفاءة حسب العوامل التالية:
- تسهم في زيادة الإنتاج.
- تعطي كفاءة المحصول وتجعله أكثر صحة بسبب جودتها.
- تملك سرعة في النمو وتزود التربة بالعناصر اللازمة لها.
الري
لا يمكن أن تكتمل مراحل الزراعة بدون ذكر العامل الرئيسي للنمو وهو الري. فلا حياة للنباتات بدون ماء لهذا يجب الاهتمام بهذه المرحلة لأنها تسهم في زيادة المحاصيل المنتجة وتعزز فوائد استخدام الأسمدة.
عوامل نجاح الاستثمار الزراعي في مصر
- تسوية الأرض: يوجد أحيانًا بعض العوائق في التربة تسهم في إعاقة نمو النباتات بشكل صحيح، وهنا يتم تفتيت التربة لتجنب المشكلة.
- التعقيم بالشمس: يتم رفع حرارة التربة من خلال الأشعة الشمسية ما يسهم في إبادة الحشرات الضارة.
- تخطيط الأرض: في أي مشروع استثماري يجب تخطيط الأرض بشكل صحيح، ويتم ذلك بإشراف مهندس زراعي.
- تحديد أماكن الزراعة: تكون هذه المهمة أيضًا من مهام المهندس الزراعي.
- مد أنابيب للري: لتسهيل عملية الري في الأراضي لابد من مد قنوات للري.
أهم الزراعات المربحة في مصر
يوجد الكثير من الاستثمارات الزراعية طويلة الأجل في مصر، لأن بيئتها تعد مساعدة للكثير من الأنواع التي سنقوم بذكر أهمها:
- زراعة قصب السكر: تعد زراعة قصب السكر من أكثر الأنواع نجاحًا في مصر، وذلك بسبب طبيعة البذور التي تنمو في المناطق الحارة. وتكمن أهمية قصب السكر كونه من المصادر الأولية لإنتاج السكر.
- زراعة الأرز: تحتل مصر المراتب الأولى في زراعة الأرز في شمال إفريقيا. وذلك لوجود نهر النيل ووفرة المياه فيها مما يتوافق مع زراعة الأرز التي تحتاج كميات كثيرة من الماء لنموها. كما يعد الأرز المصري هو الأشهر في العالم.
- زراعة القمح: في الأعوام الأخيرة بلغ إنتاج القمح ما يقارب 9 مليون طن في مصر. حيث تحقق الاكتفاء الذاتي في هذا النوع من المنتجات.
- محاصيل البقول: تعد البقول من أهم العناصر الغذائية وأكثرها استهلاكًا في مصر.
في النهاية نكون قد ذكرنا أهم الأسس لنجاح الزراعة طويلة الأجل في مصر، ما عليك إلا اختيار النوع المناسب والأرض والبدء بالتخطيط لاستثمارك في مصر وجمع الأرباح من خلال هذا، فالتنافس فيها كبير وعليك تقديم امتيازات بدورك لتنجح في سوق العمل.