الإستراتيجية التسويقية إحدى أهم الركائز التي تعتمد عليها المؤسسات والشركات لتحقيق الأهداف المنشودة من المنتجات أو الخدمات التي تقدمها. كما تلعب الإستراتيجية التسويقية دورًا مهمًا في زيادة معدل نجاح الأعمال، وتؤدي إلى زيادة المبيعات عند تطبيقها بفعالية. وفي سطور مقالنا هذا سنتعرف على أنواع إستراتيجية التسويق، وسنعرض أمثلة عن الإستراتيجية التسويقية المطبقة لدى الشركات العالمية الكبرى والتي ساهمت في جعلها تحتل مركز الصدارة دون منازع من قبل شركات منافسة لها. فتابع معنا عزيزي القارئ.
تعريف الإستراتيجية التسويقية
الإستراتيجية التسويقية هي الخطة الشاملة التي توضع لتحقيق الأهداف والأنشطة التسويقية للمؤسسة. وتبنى هذه الخطة وفقًا لمجموعة من البيانات والأبحاث التي ترشد المؤسسة نحو توجهها التسويقي. وتسير ضمن هذا التوجه جميع أعمال الدعاية والإعلان والترويج للمؤسسة. وأيضًا تشمل إستراتيجية التسويق عملية التخطيط الممنهج والتطوير المستمر لتحقيق الأهداف التسويقية الأساسية للمؤسسة. وبالتالي يتضح أن إستراتيجية التسويق لا تتصف بالجمود، بل هي عملية قابلة للتعديل والتطوير باستمرار، وذلك لتتكيف مع المتغيرات التي قد تظهر خلال مراحل العملية التسويقية.
شاهد أيضًا: حملات التسويق الناجحة كيف تتم
أهمية الإستراتيجية التسويقية
يترتب على إعداد إستراتيجية تسويق فعالة حصول المؤسسة على العديد من الفوائد. والتي سنذكر منها:
- تساعد إستراتيجية التسويق في توفير الكثير من الوقت والجهد والتكاليف. وذلك لأنها تعتمد على الخطوات العملية المدروسة بشكل مسبق.
- وكذلك تساعد على دراسة سوق العمل. وبالتالي معرفة احتياجات ومتطلبات الجمهور المستهدف، والسعي لتلبية هذه الاحتياجات.
- بالإضافة إلى ذلك تساعد إستراتيجية التسويق في زيادة المبيعات وتحقيق الأرباح. وذلك من خلال تحسين جودة المنتجات المقدمة للجمهور.
- كما تساعد على زيادة الوعي بالعلامة التجارية للمنتج بأذهان العملاء. وبالتالي تعزز العلاقة بين هؤلاء العملاء والمنتج أو الخدمة التي تروج لها المؤسسة.
- وتساعد القائمين على عملية التسويق في التنبؤ بالمستقبل. والكشف عن العوائق التسويقية المحتمل حدوثها. مما يتيح الفرصة للاستعداد لمواجهتها.
- تساعد أيضا في تحقيق التوازن بين المؤسسة والبيئة التي تعمل بها.
- كما أنها تساعد القائمين على التسويق تحديد وتحليل مواطن القوة والضعف في المؤسسة من خلال مقارنتها بالمؤسسات المنافسة لها. وبالتالي تعزيز مواطن القوة والعمل على علاج نقاط الضعف لديها.
شاهد أيضًا: إدارة التسويق الطرق والاستراتيجيات اللازمة لإدارة التسويق
كيفية اختيار إستراتيجية تسويق مناسبة
هناك العديد من استراتيجيات التسويق. ولكي تستطيع عزيزي القارئ اختيار الإستراتيجية الأكثر فعالية وملائمة لعملك. عليك أن تعمل بما يلي:
- معرفة المنافسين: وتكون بمعرفة الخدمات والمنتجات المقدمة من قبل الشركات المنافسة، وكيفية تقديمها للجمهور المستهدف. ومعرفة هل من الممكن أن تقدمها بشكل أفضل.
- بعد تكوين صورة واضحة عما ينجح به المنافسون، يكون من السهل الاستفادة من خططهم الناجحة والعمل بها. وبالتالي سيوفر الكثير من الوقت والجهد عند البدء بإستراتيجيتك التسويقية.
- تحديد الفئة المستهدفة: هنا عليك تحديد من يحتاج إلى منتجك أو خدمتك. وتحديد العوامل الديموغرافية له من أجل فهم الجمهور المستهدف بشكل أفضل.
- تحديد أهدافك التسويقية: بعد معرفتك لطبيعة الجمهور المستهدف الذي تسوق له. لابد من أن تبدأ في وضع الأهداف الخاصة بك. حيث تعتبر أهم خطوة من خطوات تحديد الإستراتيجية التسويقية الأفضل. وهنا يجب التركيز على كيفية جذب الفئة المستهدفة وكيفية قياس نتائج التسويق. وكذلك يتم تحديد الأهداف التسويقية بعناية بناءً على الموارد المالية المتوفرة لديك.
- معرفة احتياجات السوق المستهدف: يجب عليك أن تكون واضحًا بشأن تقديم ما يحتاج إليه عملائك وما يمكنك أن تفعله للتخلص من تحدياتهم.
- التركيز على تقنيات تسويق محددة: عليك اختيار الطرق التي يمكن من خلالها التواصل مع الجمهور المستهدف. سواء مواقع التواصل الاجتماعي أو الإعلانات عبر الإنترنت. شريطة أن تتيح لك الطريقة المختارة فرصة التواصل مع عملائك بسهولة.
- وأخيرًا تقييم إستراتيجية التسويق: وهي خطوة تساعد على فهم مدى جودة اختيارك ومحاولة التعديل عليها في حالة وجود أي مشكلة.
شاهد أيضًا: استراتيجيات المزيج التسويقي
أنواع استراتيجيات التسويق
تعتمد عملية اختيار استراتيجيات التسويق على أساس معرفة احتياجات العمل والعملاء المستهدفين، بالإضافة إلى معرفة طبيعة المنتجات التي تقدمها. وبالتالي تقسم هذه الاستراتيجيات إلى نوعين رئيسيين هما: تسويق الأعمال التجارية، وتسويق الأعمال إلى المستهلك. وسنذكر بعض هذه الأنواع:
- التسويق بالمحتوى: يمكن الترويج لعلامتك التجارية من خلال إستراتيجية تسويق المحتوى. والتي تعمل على زيادة ظهور العلامة التجارية وزيادة مصداقيتها لدى الجمهور المستهدف. مع العلم يحتوي تسويق المحتوى على صفحات الويب، والصور البيانية، ومقاطع الفيديو وما إلى ذلك.
- وسائل التواصل الاجتماعي: ويتم هذا النوع من التسويق من خلال الإنترنت، حيث يتم نشر جميع بيانات حملة التسويق عبر قنوات التسويق الإلكتروني كمنصات التواصل الاجتماعي مثل Integram، YouTube ،Twitter ، Facebook. وذلك من خلال عرض الصور، ومقاطع الفيديو، والأشكال البيانية، والإعلانات على الإنترنت.
- تحسين محركات البحث: تعمل هذه التقنية على زيادة حركة المرور إلى موقع الويب الخاص بك من خلال الظهور في أعلى نتائج البحث بصورة طبيعية عبر محركات البحث. وتعد طريقة فعالة من حيث التكلفة، ومن حيث تبسيط عمليات بحث العملاء عن علامتك التجارية.
- الإعلانات المدفوعة: يشمل هذا النوع على عدة أساليب للتسويق بما فيها الأساليب التقليديّة كالإعلانات التلفزيونية، أو الإعلانات عبر وسائل الإعلام المطبوعة. بالإضافة إلى التسويق عبر الإنترنت، حيث يعتبر أحد أشهر أساليب التسويق الموجودة حاليًا. أو الدفع من خلال النقرة، وغيرها العديد من أساليب التسويق الحديثة باستخدام التكنولوجيا المتطوّرة
- التسويق المرتبط بسبب: تعمل بعض استراتيجيات التسويق على استغلال بعض القضايا التي من الممكن أن تكون فعالة بالنسبة لها، كربط خدمات ومنتجات الشركة بقضية خاصة أو قضية اجتماعيّة، ويعرف هذا النوع أيضًا بالتسويق المرتبط بسبب.
- التسويق بالعلاقات: حيث يركز هذا النوع من التسويق على بناء علاقات مع الجمهور المستهدف من خلال تعزيز هذه العلاقات القائمة معهم. بالإضافة لتنمية شعور الثقة والولاء لديهم تجاه الشركة ومنتجاتها.
شاهد أيضًا: الخطة التسويقية لمنتجات المواد الغذائية وأهدافها
أمثلة عن الإستراتيجية التسويقية المستخدمة
سنذكر عزيزي القارئ بعض الأمثلة عن استراتيجيات التسويق وكيفية تطبيقها من قبل شركات عالمية:
إستراتيجية التميز
هي الإستراتيجية التي تستخدمها شركة كوكاكولا الأميركية للمشروبات الغازية. مع العلم تعمل هذه الإستراتيجية على توفير خصائص متميزة للمنتج. وتدفعه ليتقدم على غيره من المنتجات، وذلك من حيث الجودة والتميز. ومن أجل استغلال هذه الإستراتيجية بالشكل الأمثل في التسويق لا بد إذن من الاهتمام بتحقيق أعلى جودة ممكنة للمنتج. وكذلك لابد من التحديث المستمر لخصائص المنتج. والحرص على توفير خدمات ما قبل البيع وأثنائه، وكذلك خدمات المتابعة بعد البيع. مع الحرص على تقديم المنتج بأفضل طريقة ممكنة. ومن أجل ضمان سيطرت الشركة على السوق لابد من توفير الخصائص المختلفة للمنتج، والتي تناسب جميع الشرائح الموجودة في المجتمع.
وعند تسليط الضوء على واحدة من أهم الشركات العالمية التي تعتمد هذه الإستراتيجية هي شركة كوكاكولا الغنية عن التعريف. وعندما ندرس تحليل إستراتيجية تسويق هذه الشركة، فسنجد أنها حافظت على مدار 130 عام في أن تكسب علبة الكوكاكولا الخاصة بها شهرة عالمية من نوع خاص.
حيث يستطيع محبيها في جميع أنحاء العالم التعرف على شعار الشركة باللونين الأحمر والأبيض بمجرد النظر إليه. وليس هذا وحسب وإنما ينتابهم شعور الانتعاش عند رؤيتهم لشعارها. وتعد هذه الإستراتيجية مدروسة بعناية فائقة من قبل الشركة. وإن ما يثبت نجاح هذه الإستراتيجية هو استمرار إنفاق شركة كوكاكولا ما يقارب 4.3 مليار دولار على التسويق والإعلان فقط.
إستراتيجية التركيز على شيء واحد
تعني هذه الإستراتيجية التركيز على شريحة ضيقة في السوق. وبالتالي تطوير وتسويق وبيع منتج لمجموعة محددة من العملاء. وتختار الشركات خيار إستراتيجية التركيز لزيادة تغلغلها في قطاع محدد من السوق. وشركة هول فودز ماركت خير مثال لاستخدام إستراتيجية التركيز في تسويقها. عند تأسيس هذه الشركة وضعت إستراتيجيتها التسويقية الخاصة المبنية على فكرت توفير الأطعمة العضوية معروفة المصدر، والتي تسمح للعملاء معرفة أصل الطعام الذي يتناولوه ببعض المعايير الخاصة بها.
والنتيجة أن أغلب الشركات المنافسة لها غير قادرة على اللحاق بها. حيث استطاعت الشركة تكوين صورة لدى عملائها في أنها تقدم الأطعمة الأكثر صحة. وبالتالي أصبحت كافة منتجاتها مرتبطة بهذه الصورة الذهنية لدى المستهلكين.
إستراتيجية خلق الثقة وتثقيف المستهلك
تعتمد هذه الإستراتيجية على تقديم معلومات تفيد بتثقيف المستهلك حول المنتج التي تقدمه الشركة. وأشهر مثال لتطبيق هذه الإستراتيجية هي شركت كولجيت لمعجون الأسنان. حيث عملت شركة كولجيت وفق هذه الإستراتيجية لخلق وتعزيز ثقة المستهلك بمنتجاتها. ففي البداية أسست الشركة مركز للعناية بالأسنان لتوفير مقالات الكترونية ومقاطع فيديو مرئية ودورات على الإنترنت حول كيفية العناية بالأسنان. وخلال هذه المرحلة أنفقت الشركة ملايين الدولارات لتوفير تلك المعلومات للمستهلك.
ومع مرور الوقت تشكلت علاقة ثقة قوية مع المستهلك، والذي بدوره قد استفاد من المعلومات المجانية المقدمة من قبل الشركة. وبالتالي أصبح من السهل إقناع المستهلك بجميع منتجات الشركة. وهكذا قد حققت الشركة أرباحًا طائلة من خلال إتباعها لهذه الإستراتيجية التسويقية.
وفي نهاية مقالنا نكون قد سلطنا الضوء على الإستراتيجية التسويقية التعريف الأهمية الأمثلة نأمل عزيزي القارئ أن نكون قد قدمنا معلومات مفيدة وكافية حول الموضوع والتي تؤكد على أهمية هذه الاستراتيجيات في مجال تطوير عمل الشركات ونشاطها التسويقي ضمن الأسواق التنافسية.