إذا كنت تتطلع لتصبح رائد أعمال ناجح، فمن الضروري أن تتعرف إلى أهم أنواع ريادة الأعمال. وبتضمن مصطلح ريادة الأعمال السعي وراء فرصة تتجاوز الموارد المتوفرة، من خلال مشروع لبيع منتج أو خدمة يدفع لها بما يعوض الاستثمار الذي صرف عليها.
إضافةً إلى ذلك، تتطلب ريادة الأعمال الناجحة العديد من الأمور الأساسية أهمها الفضول للبحث عن فرص جديدة والتجربة المنظمة لتحديد الخيارات المفيدة بالإضافة إلى القدرة على التكييف في حال التغيرات غير المتوقعة والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة.

كما يتوجب امتلاك مهارة العمل ضمن الفريق وتحمل المخاطر واتخاذ ما يلزم من قرارات في وقتها المناسب لتقليل المخاطر للحد الأدنى مع ضرورة تحمل الفشل في حال حصوله والمثابرة على التعلم الدائم لمواصلة النمو باستمرار.
فإذا ما اجتمعت الأمور سابقة الذكر في الشخص الذي ينوي البدء بمشروعه الريادي الناجح، فلا ريب أنه سيصل إلى مبتغاه. ويشهد الكثير من رواد الأعمال الناجحين في العالم على هذا. ويأتي على رأسهم مارك زوكربيرغ وستيف جوبز وبيل غيتس وغيرهم الكثيرون ممن وضعتهم أعمالهم الرائدة على قائمة أغنى أغنياء العالم.

مفهوم ريادة الأعمال

تعني ريادة الأعمال البدء بعمل تجاري جديد وإدارته وتطويره بهدف تحقيق أرباح عالية. ومن الجدير ذكره أن ريادة الأعمال تلعب دورًا هامًا في التنمية الاقتصادية للسوق العالمي الآخذ في الاتساع.
كما أن رائد الأعمال هو الشخص الذي يبدأ مشروعه التجاري الخاص، بناءً على فكره من ابتكاره. كذلك فإن المهارات المطلوبة لريادة الأعمال الناجحة تتطلب القدرة على الابتكار والإبداع لتوليد أفكار جديدة وبناءة للمشروع التجاري. ومن الضروري أيضًا أن يتمتع رائد الأعمال بحس القيادة والإيمان القوي بأهمية العمل الجماعي لتحقيق أقصى الفوائد المرجوة من المشروع.

أهمية ريادة الأعمال

تعد ريادة الأعمال مهمةً لعدد من الأسباب التي تتنوع بين تعزيز التغيير الاجتماعي إلى دفع الابتكار. كذلك كثيرًا ما يُنظر إلى رواد الأعمال على أنهم أصول وطنية يجب صقلها وتحفيزها ومكافأتها إلى أقصى حد ممكن. كما إن تقدم الدول يتعلق بشكل كبير بحجم ريادة الأعمال فيها، وهذا يجعل من الولايات المتحدة، على سبيل المثال لا الحصر، أكثر الدول تقدمًا نظرًا للعدد الكبير لرواد الأعمال فيها.
علاوة على ذلك، يمتلك رواد الأعمال العظماء القدرة على تغيير الطريقة التي نعيش ونعمل بها. فإذا ما نجحت ابتكاراتهم، فقد تساهم بشكل كبير في تحسين مستويات المعيشة، وخلق الثروة من خلال المشاريع الريادية. إضافةً إلى ذلك، فإنها تخلق أيضًا فرص عمل وتساهم في نمو الاقتصاد وتحسين الدخل القومي للدولة.

أهم أنواع ريادة الأعمال

لريادة الأعمال أنواع متعددة سنأتي على ذكرها في هذه الفقرة ومنها:

الشركات الكبيرة

يخصص هذا النوع من الريادة للمتخصصين الذي يعرفون كيفية الحفاظ على الابتكار. وغالبًا ما يدير هذه الشركات فريق عمل من المدراء التنفيذيين. كما تهتم مثل هذه الشركات بإنتاج خدمات ومنتجات جديدة بناءً على تفضيلات المستهلكين لتلبية طلب السوق. علاوة على ذلك، فإن ريادة الأعمال التجارية الصغيرة قد تتحول إلى ريادة أعمال شركة كبيرة في حال نمو الشركة بتسارع منتظم، ويمكن أن يحدث هذا التحول أيضًا في حال استحوذت الشركات الكبيرة على الشركات الأصغر حجمًا. وعلى سبيل المثال، تعد شركات مايكروسوفت وجوجل وديزني شركات ريادة كبيرة.

الأعمال القابلة للتطوير

يقود هذا النوع من الأعمال رواد الأعمال الذي يؤمنون بقدرة شركاتهم الرائدة على تغيير العالم. وغالبًا ما يتلقى هؤلاء تمويلًا من أصحاب رؤوس الأموال ويوظفون موظفين متخصصين. كما تبحث الشركات الناشئة القابلة للتطوير عن الأشياء المفقودة في السوق وتخلق حلولًا لها. ونجد العديد من أنواع الأعمال هذه في وادي السيليكون حيث تركز المشاريع هناك على التكنولوجيا بشكل أساسي. كما تسعى هذه الشركات إلى التوسع السريع تحقيق عائدات أموال كبيرة. ومن أمثلة الشركات الناشئة القابلة للتطوير هي فيسبوك وتويتر وإنستغرام.

ريادة الأعمال المبتكرة

يهتم رواد الأعمال المبتكرون بالأفكار والاختراعات الجديدة. حيث تتركز الجهود حول تحويل الابتكارات الجديدة إلى مشاريع تجارية. إضافةً إلى ذلك، يتميز وراد الأعمال المبتكرة بأنهم أشخاص ذوو حماس عالٍ يهتمون بالبحث عن طرق متنوعة لجعل خدماتهم ومنتجاتهم متميزةً عن السوق. وعلى سبيل المثال، يعد ستيف جوبز وبيل غيتس من أهم الأمثلة على رواد الأعمال المبتكرين.

ريادة الأعمال الطموحة

يتميز بعض رواد الأعمال باستعدادهم العالي لبذل كل أنواع الجهود التي قد تتطلبها تنمية أعمالهم. وغالبًا ما يبدأ هؤلاء بمشاريع صغيرة، ثم يتجهون لتطوير عملهم وزيادة حجمه عن طريق العمل الجاد بدلًا من رأس المال. أي يمكن القول إن الطموح هو العامل المحفز الأول لمثل هذا النوع من ريادة الأعمال بغض النظر عن المال الذي يبدأ به المشروع. كما يتميز رواد الأعمال الطموحين بعدم استسلامهم مهما كانت الظروف بالإضافة لتجربة مختلف أنواع التحديات للوصول إلى هدفهم. علاوة على ذلك، يمكن القول إن المكر والدهاء هو صفة مشتركة لرواد الأعمال الطموحة، فهم على استعداد بالاتصال مع عدد كبير من الأشخاص في عملية بيع واحدة.

ريادة الأعمال المقلدة

يعتمد العديد من رواد الأعمال على أفكار الآخرين كمصدر إلهام لتنمية مشروعاتهم الرائدة وتطويرها. كما أن هذا التقليد لا يشمل كافة التفاصيل بحذافيرها، بل يضيف رائد الأعمال من أفكاره وخبرته على مشروعه الخاص ليصل به إلى الشكل المطلوب. كذلك يتطلع رواد الأعمال ذوو الأفكار المقلدة إلى جعل منتجاتهم وخدماتهم أفضل وأكثر ربحيةً. إضافةً إلى ذلك، فهم على استعداد للعمل الجاد والتفكير للوصول لأفكار جديدة، بحيث يمكن القول إن رائد الأعمال المقلد يمثل النموذج الوسطي بين رائد الأعمال المبتكر الذي يعتمد على الابتكار ورائد الأعمال الطموح الذي يتصف بالدهاء. كما أن الأعمال المقلدة تمكن روادها من التعلم من أخطاء الآخرين وتفاديها وإيجاد الحلول المناسبة.

ريادة الأعمال التي تتطلب البحث

يعطي بعض رواد الأعمال المزيد من الأهمية لعملية البحث عند البدء بمشاريعهم الخاصة. حيث يعملون على إجراء أكبر قدر ممكن من البحث قبل تقديم منتج أو خدمة معينة. كما تتصف ريادة المشاريع التي تتطلب البحث بأنها ذات فرص نجاح عالية كونها تعتمد على فهم عميق لكل جانب من جوانب العمل. أي أن رواد الأعمال الباحثين يميلون إلى الاعتماد على الحقائق والبيانات والمنطق بدلاً من حدسهم. كما أن خطط العمل التفصيلية مهمة بالنسبة لهم للتقليل من وقوع الفشل.

ريادة الاستحواذ

يميل العديد من رواد الأعمال الكبار لاستخدام ثرواتهم لتغذية مشاريعهم التجارية. حيث يختصون بشراء الأعمال التجارية التي يتوقع لها النجاح والنمو. كما أن عمليه الاستحواذ على الأعمال التجارية الناجحة، تترافق لاحقًا مع إجراء تغييرات إدارية وهيكلية لتطوير العمل وزيادة نموه. ومن الجدير ذكره أن هذا النوع من ريادة الأعمال يعتبر من أقل الأنواع خطورةً كونه يعتمد على شراء شركات ذات وجود راسخ في السوق.

ختامًا، يجب عليك أن تعلم أن بناء الثروة لا يتحقق بوظيفة عادية ذات دخل ثابت، بل يحتاج إلى فكر متقد وعمل جاد لصنع مشروعك الخاص. وعندما تكون على يقين من ذلك، ستكون جاهزًا للتعرف على أهم أنواع ريادة الأعمال لاختيار الأنسب لك للبدء ببناء ثروتك الخاصة.