تعدّ تربية الأبقار في المغرب من المهن الأساسيّة في المجتمع المغربي. وهناك العديد من أنواع الأبقار في المغرب، سواءً الأنواع المحليّة منها أو المستوردة. وتتميّز المملكة المغربيّة بمناخها المتوسطي، وبالتّأكيد فهذا المناخ يمنحها مراعٍ طبيعيّة تساعدها في مجال تربية الأبقار. وفي مقالنا هذا، سنسلّط الضّوء على أهم أنواع الأبقار في المغرب.
السلالات المحليّة من أنواع الأبقار في المغرب
يوجد ضمن المملكة المغربيّة عدّة سلالات محليّة، حيث تشكّل هذه السلالات نسبة مهمّة من إجمالي أنواع الأبقار في المغرب. بالإضافة إلى ذلك بذلت الحكومة المغربيّة جهودًا حثيثةً في مجال العناية بهذه السلالات، والأهم من هذا كلّه، فقد عملت المغرب جاهدةً من أجل تحسين انتاج السلالات المحليّة وتطوير أجيالها المتلاحقة من أجل الحصول على أفضل النّتائج، وذلك في سبيل تأمين احتياجات السّوق المغربيّة من لحوم وحليب هذه الأبقار. ومن أهم السلالات المحليّة نذكر ما يلي:
سلالة أبقار والماس زعير في المغرب
يعود الفضل في اكتشافها للطبيب البيطري (كاربونتي) في عام 1952 ميلادي. وتعود أصول هذه السلالة إلى السلالة الإيبيريّة، الّتي أدخلت إلى المغرب خلال عهد الحكم الروماني. ومن الملاحظ وجود تشابه كبير بينها وبين سلالة ميرونديزة برتغاليّة الأصل. بالإضافة إلى ذلك فهناك تشابه مع السلالة الفرنسيّة، والمعروفة باسم سلالة ليموزين.
تتراوح الأعداد الموجودة من هذه السلالة في المغرب بين 80000 حتى 85000 رأس، تنتشر في كثير من المناطق المغربيّة. ومثال على ذلك، نذكر كل من زمور، الرماني، مريرت (منطقة تواجد قبائل زيان)، وزعير.
يمكن التعرّف على أبقار هذه السلالة من أشكالها المميّزة حيث تملك أذنين عريضتين، ورقبة قصيرة، بالإضافة إلى ذلك فهي ذات رأس أطول نسبيّاً مقارنةً مع أنواع أخرى من الأبقار. والأهم من ذلك كلّه فهي تتميّز بلونها النّحاسي، والذي يكون نحاسي فاتح لدى إناث هذه السلالة، ونحاسي غامق عند الذكور منها.
وتجدر الإشارة إلى أنّ طول الذكر والأنثى من هذه السلالة يقدّر ما بين 1.20 و1.40 مترًا، علاوةً على ذلك، يبلغ وزن الذكر ما يقارب 500 كيلوغرام، أمّا وزن الأنثى فيقدر بحوالي 300 كيلو غرام.
سلالة أبقار الأطلس في المغرب
يعتقد البعض أن نسب هذه السلالة يعود إلى السلالة الإفريقيّة، ولكن لم يتم حتّى الآن التّأكد من نسبها الأصلي، حيث أنّ البعض الآخر يعتقد بأنّها ناتجة عن تهجين سلالة آسيويّة مع أخرى ليبيريّة.
حسب التّقارير المغربية، فإنّ أعداد أبقار هذه السلالة يتعدّى المليون رأس، وبالتّالي فهي من أهم أنواع الأبقار في المغرب، وتتواجد في جميع المناطق الجبليّة المغربيّة.
نستطيع تمييز هذه السلالة من خلال عدّة علامات من أهمّها اللون، حيث يكون لون البقرة الأطلسيّة لونًا بين الأسود والأحمر، علاوةً على ذلك فهي تمتلك رأسًا قويًا نصفه السّفلي ذو لون أسود. كما تتمتّع بحوافر صلبة وقويّة، وقرونها متوسّطة الحجم، معقوفة إلى الأعلى، وذات لون أبيض ممزوج باللون الأسود عند نهاية القرن.
يبلغ وزن الأنثى من هذا النّوع ما يقارب 500 كيلوغرام، أما طولها فيصل إلى ما يقارب 1.25 متر. في حين يقدر وزن الذّكر بحوالي 500 كيلوغرام، أما طوله فيصل إلى ما يقارب 1.35 مترًا.
سلالة أبقار مكناس في المغرب
تعتبر السلالة الأهم والأفضل في إنتاج الحليب ضمن قائمة أنواع الأبقار في المغرب. وهناك خلاف على أصل هذه السّلالة حتّى يومنا هذا. فهناك من يرجع أصلها إلى سلالة بقر هولنديّة، أدخلت إلى المملكة المغربيّة في عهد مولاي إسماعيل عن طريق البعثات البرتغاليّة. ومنهم من يرجع أصلها إلى أصول ليبيريّة.
وتتواجد هذه السلالة ضمن مناطق محدودة في المملكة المغربيّة، مع العلم إنها تتواجد على وجه الخصوص في منطقة مكناس، بالإضافة إلى كل من مناطق صفرو، ومنطقة فاس. وتتمّيز أبقارها بصدور بارزة إلى الأمام، وبشكل خاص عند الذكور. كما أنها ذات رأس قصير، وقرون وحوافر سوداء، أمّا ذيولها وأسفل بطونها فهي بيضاء اللون.
سلالة أبقار تيديلي في المغرب
اكتشفت هذه السلالة في عام 1981 ميلادي، وذلك في منطقة ورزازات المغربية. تتميز بأنها من السلالات المهمة في إنتاج الحليب. وتمتلك صفات مشابهة جدّاً لسلالة الأطلس، مما يجعل التّمييز بين السلالتين أمرًا صعبًا بعض الشّيء. وتتواجد أبقار هذه السلالة في عدّة مناطق مغربيّة من أهمّها نذكر منطقة ورزازات، ودوار الصور، وأمرزكان.
السلالات المستوردة من أنواع الأبقار في المغرب
سلالة أبقار الهولستين في المغرب
ويطلق على أبقار هذه السلالة عدّة أسماء، على سبيل المثال، الأبقار الهولنديّة، و الهولشتاين. وتصنّف ضمن سلالات أبقار الحليب. والأهم من ذلك كلّه، يجب التّنويه إلى أنّ هذه السلالة أصبحت المعتمد الرّئيسي عالميًّا في مزارع إنتاج الحليب، وذلك بسبب غزارة إنتاجها من الحليب، حيث تنتج كل بقرة هولنديّة بالغة ما يقدر بحوالي 30 كيلوغرام يوميًّا من الحليب.
ومن العلامات المميزة لهذه السلالة لونها، إذ لها عدّة ألوان، على سبيل المثال، الأبقار ذات اللون الأحمر الدّاكن، بالإضافة للأبقار ذات اللون الأبيض والأسود. كما يبلغ وزن الأنثى البالغة من هذا النّوع ما يقارب 580 كيلوغرامًا. ويصل طولها إلى ما يقارب 1.50 مترًا.
سلالة أبقار مونبليارد في المغرب
يعود أصل هذه السّلالة إلى مراعي سويسرا، إلاّ أنّها هُجنت في فرنسا في بداية القرن 19 ميلادي مع السلالة النّصف الحمراء الفرنسيّة. ونتيجة لذلك، تمّ الحصول على سلالة مزدوجة تنتج اللحم والحليب على حدّ سواء.
لأبقار هذه السلالة لونين مميّزين، وهما الأبيض، والأحمر، علاوةً على ذلك فهي تملك قرونًا قصيرةً وبطيئة النّمو. ويبلغ طول الذكر البالغ في هذه السلالة ما يقارب 1.70 مترًا، ويصل وزنه إلى ما يقارب 1200 كيلوغرامًا. وأمّا وزن الأنثى في هذه السلالة فإنه يبلغ حوالي 700 كيلوغرامًا، ويصل طولها إلى ما يقارب 1.50 مترًا. بالإضافة إلى أنّ انتاج البقرة البالغة من الحليب يقدّر بحوالي 8000 لتر سنويًّا.
وفي النّهاية، نجد أنّ قطّاع تربية الأبقار في المغرب قطّاع غني بعدّة أنواع من الأبقار سواء المحليّة أو المستوردة. مما يدل على الجهود التي بذلتها الحكومة المغربية في تطوير هذا القطاع من أجل تغطيّة حاجة السّوق المغربية سواءً من اللحوم أو من الحليب ومشتقّاته.