تتعرض الأبقار في حياتها لبعض الأمراض، قد تكون بكتيريّة أو فيروسيّة أو فطريّة. فمنها ما هو مميت لها، ومنها ما يؤثّر على إنتاجيّتها الاقتصاديّة من اللّحوم والألبان. ولكن هل تعلم عزيزي ما هي أخطر الأمراض الّتي تصيب الأبقار؟ سنجيبك على هذا السؤال في مقالنا التّالي. حيث سنذكر فيه أهم الأمراض الّتي تصيب الأبقار، وأعراضها الأوليّة، وسبل علاجها والوقاية منها.
داء البروسيلات من أخطر الأمراض التي تصيب الأبقار
يعتبر من الأمراض المعدية التي تصيب الأبقار، وله تأثير اقتصادي كبير. ينتج هذا المرض عن بكتيريا من عائلة البروسيلا. عادة ما ينتشر هذا المرض عندما تجهض الأبقار أو تلد، حيث عُثر على مستويات عالية من هذه البكتيريا في سوائل الولادة لبقرة مصابة. تعيش هذه البكتيريا في البيئة بشكل عام، وتنتقل من خلال تناول الأبقار للحشائش الحاوية على هذه البكتيريا.
علاوة على ذلك، فإنّ هذا النّوع من المرض لا يعالج غالبًا بسبب تكاليفه الباهظة، لذلك يفضّل المربّون ذبح الأبقار المصابة مبكّرًا، أو التخلّص منها بالدّفن. ولكن وبالرّغم من خطورته فإنّنا نستطيع الوقاية منه وذلك عن طريق:
- التّحصين ضدّ هذا المرض، باستخدام نوع من اللّقاح يعطى لمرة واحدة فقط في عمر من ستّة إلى ثمانية أشهر.
- مراعاة عدم تلويث الأغذية ومصادر المياه بإفرازات الأبقار المصابة، بالإضافة إلى عزلها.
- استخدام التّلقيح الصّناعي لضمان تقليل نسبة انتشار هذا المرض.
مرض الحمى القلاعية من أخطر الأمراض التي تصيب الأبقار
هو مرض فيروسي واسع الانتشار. ينتقل بواسطة العلف الملوّث بهذا الفيروس، أو من خلال الغذاء والمياه الملوّثة، بالإضافة إلى الاستنشاق، حيث أنّه من الممكن أن ينتقل بواسطة ذرّات الغبار في الهواء في المناطق الموبوءة. علاوة على ذلك، توجد عوامل بيئيّة واجتماعيّة واقتصاديّة أخرى تساعد على سرعة انتقال العدوى. وعلى رأسها انتشار تربية الأبقار على نطاق واسع، بعد أن كانت مقتصرة على بعض المزارع المعزولة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ تكدّس الأبقار في مصانع اللّحوم يسهّل عمليّة انتقال الفيروس. ومن أعراضه:
- ارتفاع درجة حرارة الأبقار.
- تورّم الشّفتين وسيلان شديد للّعاب.
- ظهور فقاعات في الفم والبلعوم واللّثة، الأمر الذي يؤدّي لانخفاض شهيّة الأبقار نتيجة الألم.
- صعوبة في المشي وارتعاش وانخفاض في إنتاجيّة الحليب.
أما عن علاجه، فيمكن اتباع الأمور التالية:
- الحقن بخافضات الحرارة.
- إعطاء الأبقار المضادّات الحيويّة.
- غسل الضرع بالماء الفاتر والصابون، ومن ثمّ بحمض البوريك بنسبة 4%.
- عزل الحالات المصابة في مكان بعيد، ومنع اختلاطها مع الحيوانات القابلة للعدوى.
أمّا بالنّسبة للوقاية نذكر التّالي:
- تحصين الأبقار دوريًّا (كل 4 شهور لماشية اللبن أو كل 6 شهور للتسمين).
- منع استيراد الأبقار من الدّول الّتي ظهر فيها مرض الحمى القلاعية.
- المتابعة المستمرّة للأبقار، والرّقابة الدّائمة عليها للتّأكد من أنّها في وضع سليم وجيد.
- ذبح الحيوانات المصابة أو المشتبه بها والتخلّص منها صحيًّا.
الجمرة الخبيثة من أخطر الأمراض التي تصيب الأبقار
يعدّ من الأمراض شديدة العدوى والقاتلة. وتسبّبه العصويّة الجمريّة التي تنتمي إلى جنس العصويّات. تمتاز الجمرة الخبيثة بمقاومتها العالية للحرارة والبرودة، حيث لا تموت في الجفاف. بالإضافة إلى ذلك فهي تقاوم أغلب أنواع المطهّرات. من ناحية أخرى، فهي تنتقل عن طريق الفم نتيجة تناول أعلاف ومياه ملوثة بالعامل المسبّب لهذا المرض، كما تنتقل في كثير من الأحيان عن طريق الجروح الخارجية، إضافة إلى ذلك، من الممكن الإصابة في فصل الصّيف، عن طريق الحشرات الماصّة للدم. ومن أعراضه:
- انهيار الأبقار دون ظهور أعراض مسبقة، مع خروج دم من الفم، والأنف، إضافة إلى صعوبة التنفس، ويموت الحيوان خلال بضع دقائق غالبًا.
- ارتفاع سريع ومفاجئ في درجة الحرارة، الضّعف والقلق وانعدام الشهيّة، وتسارع في ضربات القلب.
- احتقان وورم في الأغشية المخاطيّة.
- تورّمات في منطقة الرأس، والرّقبة، والحلق.
أمّا بالنّسبة للعلاج فاستخدام المضادّات الحيويّة هو العلاج للمرض، وذلك بإعطاء الأمصال المضادّة لمعالجة السموم. ولكن يمكن الوقاية منه عن طريق:
- منع اختلاط الحيوانات المريضة بالسّليمة منها للحد من انتشاره.
- تطهير الأماكن الملوّثة وحرق الأعلاف الملوّثة.
- التخلّص من مصدر العدوى، وذلك بمنع الحيوانات غير المحصّنة من الرّعي في المناطق الموبوءة.
مرض بلاك كوارتر من أخطر الأمراض التي تصيب الأبقار
يُصنَّف هذا المرض على أنّه من الأمراض البكتيريّة الحادّة التي تؤدّي إلى وفاة الأبقار في أغلب الحالات. حيث يتميّز بانتفاخ رئوي عادة في العضلات الثّقيلة. من ناحية أخرى، إنّ المراعي الملوّثة هي المصدر الرئيسي للعدوى. وتتأثّر بهذا المرض الأبقار في الفئة العمريّة من 6 أشهر إلى سنتين. ومن أعراضه نذكر:
- ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، وتوقّف الأبقار عن الأكل والاجترار.
- تطوّر التّورم على منطقة الخاصرة والأرداف مما يسبّب العرج.
- يؤثّر التورّم أحيانًا على الكتفين والصّدر والرّقبة أيضًا. لذلك عند الضّغط عليه، يُسمع صوت طقطقة، بسبب تراكم الغازات في الانتفاخات.
- موت الأبقار في غضون 24 أو 48 ساعة من ظهور الأعراض.
أمّا بالنّسبة لعلاجه، قد يكون العلاج نافعًا في المراحل الأولى من ظهور المرض. ومع ذلك، في معظم الحالات لا يستحقّ العلاج الوقت. ولكن نستطيع الوقاية منه بعدّة طرق منها:
- تلقيح جميع الحيوانات التي يبلغ عمرها 6 أشهر وما فوق سنويًا في المناطق الموبوءة.
- حرق الطبقة العليا من التربة بالقش للقضاء على الجراثيم في المناطق الموبوءة.
مرض جنون البقر من أخطر الأمراض التي تصيب الأبقار
مرض جنون البقر يقتل الأبقار وبعض الأشخاص الذين يأكلون لحوم الأبقار المصابة أيضًا. وإنّ هذا المرض ناجم عن بروتين شارد يسمى بريون. يملأ المرض دماغ البقرة بالثّقوب. حيث تُظهر البقرة المصابة تغيّرات في المزاج، قد تشمل العصبيّة والعدوانيّة، وصعوبة الاستيقاظ، وانخفاض إنتاج الحليب، وفقدان الوزن. لا يوجد علاج لهذا المرض، وجميع الأبقار التي تصاب به تموت. علاوة على ذلك، تتراوح فترة الحضانة له بين سنتين وثماني سنوات، وتستغرق الأبقار من أسبوعين إلى ستة أشهر حتّى تموت بعد ظهور الأعراض.
والآن وبعد التعرّف على أخطر أمراض الأبقار، وطرق علاجها والوقاية منها. نستطيع القول إنّ صحّة الأبقار لا تقتصر على كونها مشكلة بيطريّة فحسب، بل إنّها أيضاً قضيّة صحّة عامّة من الضروريّ الحفاظ عليها، كونها من المرتكزات الرئيسيّة لغذاء الإنسان.