سنتحدث في مقالنا اليوم عن مرض الحمى القلاعية عند الأبقار. وهو مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الماشية والخنازير. كما أنه يؤثر على الأغنام والماعز والغزلان وغيرها من الحيوانات المجترة. حيث ينتشر المرض بسرعة كبيرة إذا لم يسيطر عليه. فما هي مسبباته، وطرق انتشاره، وأعراضه، وعلاجه، والوقاية منه؟

مسببات مرض الحمى القلاعية عند الأبقار

هذا المرض ناجم عن فيروس يوجد منه سبعة أنواع، كل منها ينتج نفس الأعراض، ويمكن تمييزه فقط في المختبر. ويفرز عن طريق الحليب واللعاب والبول. حيث أن الموقع الرئيسي للعدوى ومركز تكاثر فيروس الحمى القلاعية عند الأبقار هو الغشاء المخاطي للبلعوم. وقد يدخل الفيروس أيضًا من خلال الآفات الجلدية أو الجهاز الهضمي.

بمجرد انتشار الفيروس في جميع أنحاء الجهاز اللمفاوي، يتكاثر في الفم، والحلمات، والقدمين، ومناطق الجلد التالف (مثل الركبتين). ثم تتطور الحويصلات وتتمزق في غضون 48 ساعة. بالإضافة إلى ذلك إن أكثر من 50٪ من الحيوانات المجترة التي تتعافى من المرض وكذلك تلك التي لقحت والتي تعرضت بعد ذلك للفيروس يمكن أن تصبح حاملة للفيروس، أي أن لديها مستوى منخفض من الفيروس المعدي في منطقة البلعوم. ويمكن أن تستمر الحالة الحاملة لمدة تصل إلى 3 سنوات في الأبقار.

يبدو الخطر الذي تشكله هذه الحيوانات الحاملة منخفضًا (ولكن ليس صفرًا) لأنه لم يكن من الممكن نقل المرض (في ظل ظروف خاضعة للرقابة) من الماشية الحاملة إلى الماشية الأخرى عن طريق الاتصال الوثيق لفترات طويلة من الزمن.

طرق انتشار مرض الحمى القلاعية عند الأبقار

يعد مرض الحمى القلاعية من أصعب أنواع العدوى الحيوانية، نظرًا لأن المرض يحدث في أجزاء كثيرة من العالم، فهناك دائمًا فرصة لإدخاله إلى بلد غير مصاب. علاوة على ذلك فإن فترة حضانة مرض الحمى القلاعية عند الأبقار 2-14 يوم. ومن المهم أن تدرك أن الحيوانات يمكنها نقل الفيروس قبل ظهور العلامات السريرية لأنها تكون مصابة بالفيروس في البلعوم وفي الدم قبل ملاحظة المرض. وتتراوح الفترة الفاصلة بين التعرض للعدوى وظهور الأعراض بين أربع وعشرين ساعة وعشرة أيام. ومتوسط ​​الوقت في ظل الظروف الطبيعية هو من ثلاثة إلى ستة أيام. ومن طرق انتشاره:

  • الاتصال المباشر مع حيوان مصاب أو عن طريق ملامسة المواد الغذائية أو غيرها من الأشياء. أو عن طريق الأكل أو ملامسة جزء من جثة مصابة.
  • ويمكن أن يحدث انتشار للمرض عن طريق الهواء وفي ظل ظروف مناخية مواتية قد ينتشر المرض لمسافات كبيرة.
  • وربطت حالات تفشي المرض باستيراد اللحوم المصابة ومنتجات اللحوم.
  • يمكن أن ينتشر المرض أيضًا عن طريق الأشخاص والمركبات والأشياء الأخرى الملوثة بالفيروس.
  • يمكن أن تنشر أحذية وملابس وأيدي رجل المخزون الذي حضر الحيوانات المريضة المرض، وقد تنقل العدوى أيضًا الكلاب، والقطط، والدواجن، والحشرات.

أعراض مرض الحمى القلاعية عند الأبقار

نادرًا ما يكون المرض قاتلًا، إلا في حالة الحيوانات الصغيرة جدًا، والتي قد تموت دون ظهور أي أعراض. بشكل استثنائي قد يتسبب شكل حاد من المرض في حدوث وفيات مفاجئة بين الأبقار الكبار في السن. ومن أعراضه:

  • فقدان الشهية وارتعاش في الجسم مع انخفاض واضح في إنتاج الحليب لمدة يومين أو ثلاثة أيام.
  • ارتفاع في درجة الحرارة وقد تصل إلى 40-41 درجة مئوية.
  • ظهور تقرحات والتهابات في الفم، الأنف، بين الأطراف، واللسان، ومن الممكن أيضًا ظهورها على الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية.
  • إفراز كمية كبيرة من اللعاب من الفم وسائل مخاطي من الأنف.
  • العرج الواضح.
  • تكون حويصلات في الأنف، والفم، واللسان، وبين الأطراف.

تستعيد الأبقار حالتها الطبيعية من 8 إلى 15 يومًا، لكنها تبقى حاملتًا للفيروس لمدة طويلة.

الوقاية والعلاج من مرض الحمى القلاعية عند الأبقار

لا يوجد علاج محدد لمرض الحمى القلاعية، فعزل الحيوانات المصابة من أفضل طرق التعامل مع هذا المرض. فعادتًا يسيطر على تفشيه عن طريق الحجر الصحي، والقيود المفروضة على الحركة، والقتل الرحيم للحيوانات المصابة وغير الملامسة، حيث يجب التخلص من الجثث المصابة بأمان عن طريق الحرق أو التقديم أو الدفن أو أي تقنيات أخرى. ويمكن تعقيم حليب الأبقار المصابة بالتسخين إلى 100 درجة مئوية لأكثر من 20 دقيقة. كما يجب ممارسة التدابير في المزارع غير المصابة لمنع دخول الفيروس ومنها:

  • الحفاظ على نظافة كل شيء، المواد مثل الطين أو الفراش على الملابس أو معدات الأحذية أو المركبات. حيث يمكن أن تنقل الفيروس من مزرعة إلى أخرى أو بين مجموعات مختلفة من الماشية في المزرعة.
  • عدم ارتداء ملابس العمل للبيع أو للعرض. يجب ارتداء ملابس وأحذية واقية نظيفة لاستخدامها فقط في مزرعتك الخاصة.
  • فحص الحيوانات بانتظام (يوميًا على الأقل) بحثًا عن علامات المرض.
  • الحفاظ على أنواع مختلفة من الماشية منفصلة حيثما أمكن ذلك.
  • تجنب نقل الحيوانات من جزء من المزرعة إلى جزء آخر.
  • غسل اليدين بعد ملامسة الماشية.
  • التأكد من الاعتماد على المطهرات ومواد التنظيف عند مدخل المزرعة، بحيث يمكن للزوار الأساسيين تطهير أنفسهم قبل الدخول وأثناء مغادرتهم.
  • منع أي زيارات غير ضرورية للمزرعة.
  • استخدام التلقيح للحد من انتشار مرض الحمى القلاعية.
  • قتل القوارض والنواقل الأخرى لمنعها من نشر الفيروس.

وأخيرًا يجدر القول إن مرض الحمى القلاعية من الأمراض الخطيرة، التي من الممكن أن تحدث ضررًا كبيرًا في مشاريع تربية الأبقار. لذلك من الضروري مواجهة هذا المرض والتصدي له بكل الطرق الوقائية والعلاجية الممكنة.