يعتبر مشروع تسمين الجمال من المشاريع المربحة والمرغوبة بالفترة الأخيرة. نظرًا للنقص الحاصل باللحوم الحمراء في الأسواق. وأصبحت مشروعات تسمين الجمال تستمرُ طوال العام بعد أن كانت في السابق موسميةً تقتصر على فترات الأعياد، حيث تبلغ الأسعار والمرابح أرقامًا كبيرةً. سنسلط الضوء في هذا المقال على ظروف وطرق تسمين الجمال المعروفة.
التغذية والأعلاف المناسبة لتسمين الجمال
تعتبر احتياجات الجمال الغذائية منخفضةٍ إذا ما تمت مقارنتها بعجول البقر والجاموس وغيرها من الحيوانات. مما يقلل من تكاليف الإنتاج، حيث يجب أن يغذى بعلف مركز (12%بروتين) مضافٌ إليها موادٌ مالئةٌ مثل الأتبان، أو الأحطاب، أو أعشاب المراعي. وتتغير الكميات المعطاة من العلائق تبعًا لتغير العمر، والوزن، والحجم، والغرض من التربية.
أما في حالة التسمين فيتدرج المربي باستخدام مكونات الأعلاف تبعًا للحاجة لها وأحيانًا تكون النسب متفاوتة وفقًا لطول الفترة المحددة للتسمين، فعند المدة الطويلة في التسمين تستخدم الأعلاف الخضراء والسيلاج بالغالب، أما خلال فترات التسمين القصيرة، فيستخدم التبن والحبوب طوال فترة التسمين.
تغذية القعدان أو الذكور الصغيرة للجمال
تعتبر القعدان الصنف الأساسي في مشروع تسمين الجمال، وهو الصنف الذي يعتمد عليه في التربية والبيع. حيث يعد النوع المناسب من جميع النواحي من جودة اللحم، وسهولة التربية، ورخص التكاليف، مقارنةً بالإنتاج، وانخفاض ثمن الشراء بالنظر إلى أسعار إناث الجمال التي تربى في الغالب من أجل الحليب والولادات.
وتستخدم الأعلاف الخضراء في تغذية الذكور التي ستسمن من وزن (250 كغ) حتى البيع عند وزن التسويق (400 كغ).
فيما تبقى تستخدم هذه الأعلاف حتى مدةِ ستةِ أشهرٍ. ويقدم له في اليوم أعلافًا تقابل (5%) من وزنه + (1%) علفًا مركزًا + (1%) تبن شعيرٍ أو حطب ذرةٍ.
ويسمتر هذا الحال حتى الوصول إلى وزن (350 كج) لتبدأ بعدها في تعديل النسبة إلى (3%) علائقًا خضراء مقطعة + (1.5%) علفًا مركزًا + (1%) مادةً خشنةً، وذلك حتى وزن (375 كج) لتصبح بعدها نسبة العلف المركز (2%) +(2%) علائقًا خضراء + (1%) أتبان.
من الجدير بالذكر أنه يفترض في حالة التغذية المنظمة أن يكون النمو اليومي (من 800 إلى 850) جرام من الوزن الزائد في اليوم الواحد، وإذا قل عن ذلك فيوجد مشكلةً يجب معرفتها وحلها.
التسويق والبيع في مشروع تسمين الجمال
يختلف التسويق بإختلاف الغرض فالبعض يقوم بالتربية الموسمية من أجل البيع على الأعياد. ومن المعروف أن لحوم الجمال تعتبر من اللحوم المرغوبة للأضاحي تحديدًا. وتباع جمال الأضاحي حيةً وبأسعارٍ مرتفعةٍ لكنها تتوجب وجود بعض الشروط المهمة. فوجود أي عيبٍ في الحيوان يمنعه من البيع كأضحية ويحرم المربي من السعر الجيد المنتظر. لذلك يحرص المربي على ضمان جودة وصحة الجمال التي تربى للأضاحي، والتي قد يتراوح سعرها ما بين (3500 و5000) دولارًا أمريكيًا.
فيما يعتمد البعض الآخر على البيع المستمر بالأسواق. وهذا يعتمد على ارتفاع الرغبة أو انخفاضها ( العرض والطلب) على لحوم الجمال لكنها في الغالب جيدةٌ ومقبولة.
ومن الجدير بالذكر أن القابلية للحوم الجمال قد انخفضت قبل بضعة أعوام، نتيجةً لانتشار مرض فيروسي ربطته منظمة الصحة العالمية بالجمال. لكن الوضع الآن جيد وقد عاد لتشافي مع رفع الشروط الصحية لذبح الجمال في أغلب الدول.
وتباع غالبية الجمال تبعًا للوزن والصحة. وتتراوح أسعار لحم الجمل ما بين (10 و15) دولارًا أمريكيًا لكل كيلو غرام.
نصائح لضمان نجاح مشروع تسمين الجمال
يجب عند البداية بمشاريع تسمين الجمال معرفة بعض الأمور المهمة لتحسين المردود، ونذكر منها ما يلي:
- يجب توافر الماء النظيف بصفةٍ دائمةٍ أمام الحيوان، وذلك ليساعد على استمرار الحيوان بأكله، وحتى يصل للاستفادة القصوى من غذائه.
- يفضل عدم إزعاج الإبل لأن ذلك يؤدي إلى توقف عملية الاجترار. والذي قد يتسبب بإنخفاض استفادته من الغذاء.
- في حال استخدام الحبوب مع الأعلاف في تغذية الإبل يفضل أن تكون مجروشةً جرشًا خفيفًا. وذلك من أجل الاستفادة منها بصورةٍ اقتصاديةٍ.
- يجب الحفاظ على نسبة المواد المركزة إلى المواد الخشنة في أعلاف الجمال بشكلٍ دائم. وذلك ليبقى الهضم جيدًا، وحتى لا نواجه أي إضطرابات هضمية.
- عند الانتقال من عليقةٍ إلى أخرى يجب مراعاة الاستبدال التدريجي للعليقة. وهذا الأمر لتجنب التغير المفاجئ في استساغة العليقة الجديدة من قبل الحيوان.
- من الضروري معرفة نسبة البروتين الملائمة لأعلاف الجمال، مع اعتدال نسبة الألياف، والدهن مع توافر العناصر الأساسية اللازمة من الكالسيوم، والفسفور، والصوديوم، فهي عوامل ضرورية من أجل إعطاء الجمال نموًا جيدًا.
- يفضل أن تكون المعالف في منتصف الحظيرة لأن الجمال تحب التحرك على الجوانب. كما ويفضل أن تسير الجمال إلى مسافات كبيرة. وذلك من أجل زيادة الشهية على الغذاء.
في الختام تعد مشاريع تسمين الجمال حاليًا من أكثر المشاريع التي يقبل عليها الشباب، وذلك نتيجةً للفائدة والقيمة العالية المرجوة منها.