الخيول الحمدانية صفاتها .أحد أبرز الأمور التي عرفت عن العرب هي اهتمامها البالغ بالخيول ورعايتها وتربيتها التربية الصحيحة، فقد كان أجدادنا يتفاخرون بامتلاكهم أجمل الخيول واشدها قوة فكانوا يستعرضونها أمام الملأ بكل تفاخر لأن جمال وقوة الخيل من قوة
صاحبها.

وكانت وما زالت سلالة الخيل العربية الأصيلة هي أحد أندر وأقوى أنواع الخيول. ويذكر أنه في المعارك القديمة كانوا يرتعدون خوفا
عندما يكون الخصم راكبا على حصان عربي أصيل ومن هنا أدرك العرب أهمية الاعتناء بالخيول وبدأوا بالبحث عن أجودها وأكثرها
أصالة ومن أحد سلالات هذه الخيل الأصيلة هي سلالة الخيول الحمدانية

موطن الخيول الحمدانية ونشأتها

إن الخيول الحمدانية هي احد أنواع الخيول التي حافظت على أصالتها وعراقة نسبها فلم تختلط بأي نوع آخر ولم تتعرض لتهجين. وفي الحقيقية فإن المحافظة على النسب من الأمور الهامة جدا في عالم الخيول فقد حرص العرب على أنساب الخيول حرصهم على الخيول نفسها فكانوا يحفظون أسماء نسبها وفرسانها وينسبونها إلى آبائها وأمهاتها ومنهم من ذهب لكتابة نسل الخيول الأصيلة في مجلدات
للحفاظ عليها من الضياع والنسيان

ومن المعلوم أنه يندرج في سلالة الخيل الأصيلة خمسة فصائل رئيسية ألا وهي الصقلاوية وأم عرقوب والكحيلان والعبيان والشويمات، وكان هذا الاعتقاد سائدا حتى نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة وذلك عندما قام بعض المستشرقين المهتمين
بالخيول الاصيلة بتقسيم سلالتها إلى ثلاثة أنواع كبيرة يدخل ضمنها ٢٠ فصيلة رئيسية والتي بدورها تتفرع إلى ٢٤٠ فصيلة أخرى وهذه الفصائل العشرين تعود معظمها إلى ثلاث أنواع هي الكحيلان والمعنقي والصقلاوي.

على كل حال تعتبر الخيول الحمدانية أحد أشهر أنواع الخيول المعترف بأصالتها الصافية وهي أحد أنواع الخيول الأصيلة من أصل سوري
التي كان يربيها البدو هناك، وهذا النوع يوجد حاليا في إيران وتونس على وجه الخصوص ويوجد قليل جدا من هذه الخيول في بلدها الأصل سوريا.

تاريخ الخيول الحمدانية

هي من نوع كحيلة العجوز، وسميت بالحمدانية نسبة إلى صاحبها الأول الذي عرفت به وهو حمدان السمري القاسمي الظفيري، حيث
جاء في كتاب (الخيل) الذي تم تأليفه عام ١٨٥٢م ما يلي: “تعود الخيل الحمدانية لمربط غدير بن جويان ين حمدان السمري القاسمي واذا جاء للظفير من القبائل الاخرى يأخذها عرافة” وجاء أيضا في كتاب (عقد الأجياد في الصافنات الجياد) لكاتبه الأمير محمد بن عبد القادر الحسني الجزائري ما يلي: “ومن الخيل المشهورة خيل مشايخ بن ظفير وهذه الخيل لا يبيعها أربابها ولو بوزنها وأن حمدان
السمري ينسب له نوع من كحيلة العجوز”.

ومن الجدير بالذكر أن هذين الكتابين يعتبران من أشهر الكتب التي أرخت نسب الخيل الأصيل وأكثرهما مصداقية وتحريا من قبل كاتبيها فقد اعتمدوا في كتابتها على أسلوب التحري والتحقق من المالك الأصلي للخيل وذلك قبل كتابة أي سطر من سطور الكتاب.

وعائلة السمري معروفة إلى هذا اليوم بامتلاكهم الخيل ويفتخرون بهذا الخيل المنسوب لهم لأنها تمتلك مواصفات مميزة تميزها عن
بقية الأنواع

مواصفات الخيول الحمدانية

تعتبر الخيول الحمدانية من أقدم وأشهر الخيول العربية الأصيلة والتي لها منزلة عالية عند فرسان العرب، فقد اشتهرت الخيل الحمدانية
بجمالها ورشاقتها، وغالبا ما كانت تستخدم في العروض والاحتفالات والسباقات فقد اثبتت جدارتها في مختلف الميادين، وأثبتت أنها من الخيول الأصيلة التي تصلح لجميع الاستخدامات والمناسبات، وكانت تتصف بما يلي:

1.حجم الخيل: يعتبر الخيل الحمداني من أكبر الخيول العربية الأصيلة فارتفاعه يصل إلى ١٥٤.٤سم ووزنه قد يصل إلى ٤٢٠كغ لذلك كان مناسبا جدا للعروض والمناسبات بسبب حجمه الكبير وشكله الجميل وقيادته المريحة

2.الألوان والعلامات المميزة: من أشهر الألوان التي تتمتع بها الخيل هي الرمادي والأبيض وتدرجاتهما والخيل كما حال أغلب الخيول
الأصيلة لا يتمتع بأي علامات فارقة أو مميزة

3.صفاته المميزة: يتميز الخيل الحمداني بعضلاته الضخمة وبطابعه الذكوري القوي لدرجة أنه يقال حتى الإناث منه تتميز بطابع ذكوري

4.الصفات الجسدية: يتميز الخيل الحمداني كما غالب الخيول العربية الأصيلة برأس طويل وجبهة عريض ومنخرين صغيرين وكل هذه
المواصفات جاءت لكي يتعايش الخيل الحمداني مع بيئته الصحراوية التي يعيش فيها، ويلاحظ على الخيل الحمداني كبر أعينه مما يدل على نباهته وفطنته وذكاءه، رقبته مقوسة قليلا وأذانه صغيرة متقاربة وشعره قصير وناعم.

5.جسده: جسده مربع الشكل وتوزع كتلته مناسب جدا للسباقات والركض مسافات طويلة وتجدر الإشارة إلى أن عموده الفقري ليس
كباقي الأعمدة الفقرية للخيول إنما تنقص بمقدار فقرتين أو ثلاثة لتعطيه الانسيابية والاريحية في الحركة والتنقل

الخيل الحمداني يحظى باهتمام عالمي

الخيل الحمداني هو من السلالات النادرة التي جذبت انظار العالم واهتمامه، وذلك بسبب جمعه بين الجمال والهيبة والرشاقة والقوة
والعضلات فكان من الخيول التي تعد لجميع المناسبات وقد كانت دراسة سلوكه ونمط غذائه محط اهتمام العديد من الفرسان والعلماء والخبراء في مجال الخيل بشكل عام والمهتمين بالخيول العربية الاصيلة بشكل خاص