تتميز المدن بكونها مناطق عالية الكثافة بالنشاطات الاقتصادية، فهي منشآت معقدة مدعومة ببنى تحتية من ضمنها أنظمة النقل، وكلما كبرت المدينة زاد تعقيدها وزاد احتمال ظهور المشاكل المختلفة وبخاصة عند سوء الإدارة، وتعتمد إنتاجية المدن بشكل كبير على فعّالية أنظمة النقل في نقل العمال والمستهلكين والشحنات بين مختلف الوجهات. بالإضافة إلى ذلك، تساعد محطات النقل بمختلف أشكالها من مرافئ ومطارات وساحات القطارات الموجودة ضمن المناطق المدنية على جعل هذه المناطق عقداً مهمة عند التخطيط لشبكات النقل الدولية، ورغم ذلك فما زال النقل المدني يعاني من عدد من المشاكل.
مشاكل النقل
1- الاختناق المروري
يعد الاختناق المروري في التجمعات المدنية الهائلة أحد أقدم المشاكل التي تواجه النقل وأطولها عمراً، ورغم إمكانية حدوثه في مختلف المدن إلا أن تأثيره يتضاعف كثيراً بعد تجاوز تعداد سكان مدينة ما المليون نسمة. ويرتبط الاختناق المروري بانتشار السيارات ووسائل النقل الآلية الحديثة والتي زادت الطلب بدورها على البنية التحتية الخاصة بالنقل ولكن توفير هذه البنية غالباً ما كان قاصراً عن تلبية الحاجة المتزايدة مع النمو.
2- مشاكل ركن الآليات
وبسبب قضاء الاليات معظم وقتها مركونة فقد ازداد الطلب كثيراً على مواقف السيارات مما أدى إلى خلق مشاكل كبيرة متعلقة بركن السيارات في غير الأماكن المخصصة لها وبخاصة في المناطق المركزية وقد زاد تأثر السائقين بمشاكل ركن آلياتهم ثلاثة أضعاف في القرن الحادي والعشرين عن القرن الماضي، ومن الجدير ذكره ارتباط الاختناق المروري مع مشاكل ركن السيارات بسبب تأثير ركن السيارات على طرفي الشوارع واستهلاكه قسماً معتبراً منها بالإضافة إلى إشغال الشاحنات التي تعمل في توصيل مختلف البضائع مساحة أخرى عند الركن خراج الأماكن المخصصة.
3- أوقات النقل المتزايدة
يزداد الوقت الذي يقضيه الناس في التنقل بين أعمالهم ومنازلهم ومن أهم العوامل المؤثرة على هذه المشكلة هي القدرة على تحمل تكلفة السكن وتناقص أسعاره كلما ابتعد المرء عن المناطق المركزية والتي ما زالت وجهة العمل الرئيسية، وهكذا يستبدل الناس وقت التنقل بالقدرة على السكن ضمن ميزانياتهم، ولكن هذا الأوقات الطويلة المصروفة في التنقل تنعكس سلباً على الناحية الاجتماعية من حيث تناقص الوقت المخصص للعائلة والأصدقاء بالإضافة إلى المشكلات الصحية كالبدانة.
4- عدم كفاية النقل العام
تعاني أغلب وسائل النقل العام إن لم تكن جميعها من تعرضها إلى استخدام أو استخدام منخفض ويعود سبب ذلك إلى
أوقات الذروة وأوقات الفراغ فإن تم التحضير لأوقات الذروة فستكون الأنظمة مكلفة جداً عندما تكون في أوقات
الفراغ أما التحضير لأوقات متوسطة الكثافة يؤدي إلى الازدحام، بالإضافة إلى ذلك تعاني أنظمة النقل العام من
ضعف إيراداتها التي بالكاد تغطي كلفتها التشغيلية رغم كل الإجراءات الداعمة لها.
5- ارتفاع تكاليف صيانة البنية التحتية
تعاني المدن التي تمتلك بنى تحتية قديمة من ارتفاع التكاليف لصيانتها بالإضافة إلى ضغوط الناس بتطويرها إلى بنية
أحدث وأكثر راحة، وبالإضافة إلى أجور الصيانة المرتفعة فهذه الأعمال بحد ذاتها تشكل اختناقات واضطرابات
مرورية وتأجيل الصيانة يخفف تكاليفها على حساب رفع كلفة الصيانة أكثر في المستقبل وفي بعض الحالات زيادة
احتمال فشل النظام بكامله.
6- التلوث البيئي واستهلاك الطاقة
أصبح التلوث بكل أشكاله مشكلة كبيرة تهدد نوعية الحياة وصحة سكان المناطق المدنية كما ازداد استهلاك الطاقة
ضمن وسائل النقل في المدن بشكل كبير في العقود الأخيرة ومعه ازداد الاعتماد على النفط، هذه المخاوف أدت إلى
تشكيل حركات ضغط على إدارات المدن لتخفيف الانبعاثات الكربونية والاعتماد على الوسائل والطاقات البديلة مثل
الآليات الكهربائية وزيادة القيود على استعمال النفط ومشتقاته كوقود.