يعد التسويق نشاطًا تجاريًا هدفه الأساسي تقديم الخدمة المثلى للعملاء، حيث يعتمد التسويق على إجراء العديد من الأنشطة التي تستهدف المستهلك من حيث دراسة حاجاته والتركيز على تأمينها ثم بيعها بالسعر المناسب بأسلوب تسويقي معين، وذلك لتحقيق الربح للجهة المنتجة. وتختلف الأساليب التسويقية المتبعة لبيع المنتج، حيث أن البيع هو الجزء النهائي من عملية التسويق، كما أنه يحتاج إلى مهارة كبيرة في الترويج والإقناع. كذلك تتأثر طرق التسويق باختلاف المجتمعات وانفتاح السوق والتوسع السكاني. وكذلك التطور التكنولوجي الكبير ورغبة الناس في التسوق الإلكتروني.
مما دفع المنتجين ومقدمي الخدمات إلى استخدام منهجيات متنوعة ومتعددة في التسويق في سبيل تحقيق هدف الوصول إلى أكبر قطاع ممكن من المستهلكين، وقد برز نوعان أساسيان من التسويق، هما التسويق الشبكي والهرمي، حيث أن لكل نوع أسلوبه ومزاياه الخاصة به، وسنتعرف في هذا المقال على العديد من خصائص هذين النوعين من التسويق، وكذلك ما الفرق بين التسويق الهرمي والشبكي.

التسويق الشبكي

يجري التسويق الشبكي بشكل أساسي بواسطة المستهلك، حيث يروج المستهلك للمنتج المطلوب بعد تجريبه والاتفاق مع الشركة المنتجة له، وبعد ذلك يبدأ باستخدام مختلف الأساليب لإظهار المنتج وإثبات جودته. وذلك مقابل عمولة معينة يتفق عليها. بعدها يبدأ المستهلك بدعوة مستخدمين آخرين لشراء المنتج والذين بدورهم يدعون آخرين وهكذا، حتى يأخذ التسويق الشكل الشبكي. ويعد التسويق الشبكي نوع من التجارة الإلكترونية، حيث تشكل سلسلة عنقودية أو شبكة من المستهلكين، بحيث يضيف كل مستهلك مستهلكين، بحيث يدفع كل مستهلك مبلغًا معينًا فى بداية التعامل. وكلما اتسعت الشبكة حصل المستهلك الموجود في قمة الشكل الهندسي على أرباح أكثر.

عيوب التسويق الشبكي

رغم نجاح تقنية التسويق الشبكي، إلا أنه لا يخلو من العيوب:

  • يعتبر وسيلةً لتحقيق الأرباح فقط،حيث تباع منتجات ذات قيمة عادية بأسعار خيالية، دون معرفة السعر الأصلي للمنتج، كما أن الأسعار قابلة للتغيير.
  • تقتصر الأرباح على فئة معينة، وخاصةً المستهلكين الموجودين في قمة الشكل الهندسي.
  • تحول التسويق الشبكي من مصدر دخل إضافي إلى هوس.
  • بعض شبكات التسويق الشبكي غير موثوقة وليست مضمونةً.
  • يعتمد على الحظ بالدرجة الأولى، وهدفه الأساسي الربح السريع دون بذل جهد.
  • يتوقف الربح عندما يتوقف نشاط المستهلكين الموجودين في أسفل المستوى، لذلك فهو يحتاج إلى مستهلكين مسوقين جدد باستمرار.

التسويق الهرمي

يعتمد التسويق الهرمي على دفع الأموال مقابل الاشتراك فيه،حيث أن كل مسوق يدفع مبلغًا ماليًا محددًا لتسويق فكرة لأشخاص آخرين سيدفعون أيضًا ليسوقوا نفس الفكرة لغيرهم وهكذا، ما يعني أنه يوجد في قمة البناء الهرمي جهة أو شخص يربح مبالغ طائلةً بينما يحصل المسوقين في القاع علي الفتات. ومما يثير الجدل أن الربح يكون دون عملية بيع حقيقية لمنتج أو خدمة، فالغرض فقط كسب المال.

أنماط النظام الهرمي

يوجد شكلان أساسان للنظام الهرمي، يختلفان بطبيعة الخدمة المقدمة، وهما:

النظام الهرمي المجرد

لا يعتمد التسويق الهرمي المجرد على وجود سلعة أو خدمة معينة للترويج لها. بل يعتمد على تسويق أشياء وهمية لا وجود لها وبيعها لتحقيق الأرباح المادية ويكون من خلال عدة خطوات:

  1. يقنع مؤسس النظام الهرمي مجموعةً من الأفراد للاشتراك بالتسويق وذلك مقابل دفعهم مبلغًا ماليًا محددًا من أجل المشاركة في فرص استثمارية مزعزمة لا وجود لها.
  2. بعد ذلك يقنع كل من هؤلاء الأشخاص مجموعة أفراد آخرين للمشاركة في هذه الفرص الاستثمارية المزعومة، أيضًا مقابل دفعهم مبلغًا ماليًا أكبر.
  3. ووفقُا لهذه المنهجية يتولى كل شخص من الأشخاص السابقين ضم آخرين، وهكذا يتسع الهرم ويتعرض للخسارة والسقوط ويخسر الأشخاص في قاع الهرم أموالهم.

النظام الهرمي المبني على بيع منتج

يعتمد النظام الهرمي المبني على بيع منتج على نفس آليات النظام الهرمي المجرد. ولكنه يتنكر في آلية شرعية وهي بيع المنتجات ويكون من خلال هذه الخطوات:

  • يقنع موزع المنتج مجموعة أشخاص بالإنضمام إلى الفرصة الاستثمارية الوهمية، مقابل دفع مبلغ مالي كرسوم للإشتراك في عضوية الشركة.
  • يعطى الموزع 10% من رسوم عضوية كل شخص استطاع إقناعه، كما يأخذ 10% عن كل شخص انضم عن طريق الأشخاص الذي نجح في إقناعهم.
  • يعتمد التسويق الهرمي على إضافة المزيد من الأعضاء الجدد للاستثمار في المنتج الهدف، بغض النظر عن المنتج بعينه.
  • تعتمد أرباح هذا النمط على إضافة أعضاء جدد فقط للحصول على عمولة 10%. لأن جودة المنتج ضعيفة ولن يحقق بيعه أي أرباح.
  • يتعرض القاطنون في قاعدة الهرم والذي يشكلون النسبة العظمى من المستثمرين في الهرم لخسائر كبيرة. نظرًا لأن المنتج يكون قد انتشر وفضح ضعف فعاليته وبالتالي سيتوقف الاستثمار هنا، حيث لن توجد إمكانية لإضافة أعضاء جدد.

الفرق بين التسويق الهرمي والتسويق الشبكي

  • شكل المخطط: يأخذ مخطط التسويق الشبكي شكل الشبكة، حيث يوجد شخص رئيسي وأسفله شخصان، بينما يوجد بالشكل الهرمي شخص واحد يتربع في قمة الهرم، بينما يتواجد الأشخاص الآخرون في القاعدة.
  • طبيعة المنتج: يسوق الشكل الشبكي لمنتج حقيقي أو خدمة، بينما في الهرمي لا يوجد منتج أو خدمة.
  •  مدة العمل:  غير محددة ومستمرة طالما الأرباح موجودة والمنتجات تباع، وفي الهرمي يتحدد العمل بفترات متقطعة تنتهي بتوقف الربح نتيجة العجز عن إضافة أشخاص جدد.
  •  الاعتماد المالي: في التسويق الشبكي الاعتماد المالي محسوب بشكل واضح، بينما في الهرمي لا يوجد نظام حساب ثابت.
  • الشرعية: الشبكي مشرع دوليًا وموثق بالأمم المتحدة، بينما الهرمي مجرم دوليًا وغير معترف به.
  •  الربح: يعتمد على قيمة ما بيع، بينما في الهرمي يتوقف الربح على إضافة عدد أشخاص معين.
  • توصيل المنتج: يتوفر ضمان توصيل المنتج للعميل في الشبكي، بينما في الهرمي وصول المنتج غير مضمون.

في ختام المقال، وبعد أن عرفنا ما الفرق بين التسويق الهرمي والشبكي، نجد أن مجال التسويق قد يشوبه بعض المحتالين وبطرق شرعية، لذلك لا بد من دراسة أي مجال عمل في مجال التسويق والتأكد من مصداقية القائمين على العمل، منعًا للخداع الإعلاني والاحتيال.