كيف ابدأ بالتجارة الإلكترونية خطوة بخطوة
استطاعت التجارة التقليدية في الماضي برغم سهولتها وبساطة
آليتها أن تشغل حيزا واسعا من مجال العمل في مختلف القطاعات
ولا سيما بعد بزوغ فجر الثورة الصناعية في أوروبا أواسط القرن الثامن عشر.
غير أن الثورة التكنولوجية التي شهدها مطلع القرن الواحد
والعشرين كان لها الأثر الأكبر والأكثر تأثيرا على نطاق التجارتين
المحلية والعالمية, لما نتج عنها من أجهزة تقانية ومواقع إلكترونية
شكلت حلقة وصل سريعة ومتطورة بين التاجر والمشتري
وشركات الشحن والبريد, ورؤوس الأموال في المصارف والبنوك.
وفي هذا المقال سنتعرف على ماهية هذا النوع الجديد من التجارة
الذي يعرف باسم التجارة الإلكترونية وما هي آلية عملها و كيف
ابدأ بها خطوة بخطة المراحل وعوامل نجاحها وغيرها الكثير.
ما هي التجارة الإلكترونية
هي عملية بيع أو شراء المنتجات وإجراء المعاملات التجارية عبر
الإنترنت, بوساطة المتاجر الإلكترونية والمواقع المزودة بأنظمة
الدفع الحاسوبي دون الحاجة للتواجد الشخصي للعملاء ( تتم عن
بعد ).
كانت بداية التسعينات هي الحقبة التاريخية والزمنية التي شهدت
ظهور مشروع التجارة الإلكترونية, وتبلورت في هذه الحقبة
ملامحها و آفاقها المستقبلية, ففي عام 1992 ظهر أول سوق
إلكتروني لتجارة الكتب, حيث كان يتلقى الطلبات عبر الهاتف قبل
أن يعود ويتحول إلى موقع إلكتروني يقصده الزبائن باستخدام
الحاسوب, والذي لم يكن متطورا كحواسيب الزمن الحالي.
قام جيف بيزوس بعدها بإطلاق متجر أمازون الإلكتروني وتبعه
بيير أوميديار بمتجره Auctionweb الذي يعرف اليوم
بeBay .
لكن القفزة الكبرى في هذا المجال كانت بتأسيس موقع PayPal
كنظام دفع إلكتروني, والذي شكل المنعطف الأبرز والأكثر أهمية
في مجال التجارة الإلكترونية.
كيفية البدء في التجارة الإلكترونية خطوة بخطوة
لا بد قبل الخوض في تجربة تجارية أن يعرف التاجر الخطوات
الأساسية التي سيبدأ بها, والمراحل التي سيمر من خلالها وما
يعترضها من عقبات قد تؤدي إلى توقف المشروع وانهياره ما لم
تتم دراسته جيدا ووضع الخطط العملية والخطوات اللازمة للسير
بها والمضي في هذا المشروع, ومن أبرز خطوات البدء بالتجارة
الإلكترونية:
دراسة الجدوى الأساسية لمشروع التجارة الإلكترونية وتفرعاته
لا تقام المشاريع بناء على التخمينات والتوقع بنجاحها أو فشلها, بل
لا بد من تجميع المعلومات اللازمة حولها ودراسة البيئة المادية
والتقنية الداعمة لقيامها.
وضع نموذج عمل مناسب
وذلك بتحديد آلية التجارة المتبعة في المشروع ومعرفة جوانبها
والأخذ بعين الاعتبار طبيعة العمل ونشاطه والوسائل المساعدة
لتأديته.
على سبيل المثال :
يحتاج بائع الجملة إلى مستودع لتخزين بضاعته, فعليه أن يزوده
بنظام تكييف مناسب يحفظ صلاحية المنتجات المخزنة وجودتها
ويحافظ عليها لأطول مدة ممكنة.
اختيار المنتجات المناسبة
يظن الكثير من التجار أن التنوع في عرض المنتجات وكثرتها هو
ما يجلب الزبائن, إلا أن هذا من اختصاص المتاجر الكبرى
والمسيطرة على السوق, لذلك ينصح بتحديد فئة معينة من
المنتجات التي تجذب المشترين, وتدفعهم للارتباط واستمرار
التعامل مع المتاجر التي تؤمنها.
حساب تكاليف المتجر الإلكتروني ورأس مال عمله
يجب أن يؤخذ بالحسبان حجم الميزانية اللازمة لإقامة المشروع
قبل البدء بتشغيله ومعرفة الضرائب والرسوب المترتبة عليه
وغيرها من الحسابات والتكاليف الأخرى.
تحديد طرق الدفع والمحاسبة
والتي لا بد من الحرص على فعاليتها وإعجاب العملاء بها
لتحسين سمعة المتجر وترغيب الزبائن به, بالإضافة إلى الأمور
الأخرى التي يجب الاهتمام بها, مثل بنية الطاقم الإداري والوظيفي
والفئة العاملة التي ستكون صلة الوصل بين المتجر والعملاء.
ما هي مزايا التجارة الإلكترونية
من أهم ميزات التجارة الإلكترونية أنها عابرة للحدود والمسافات
والأوقات, ولا تقتصر على مكان أو فروع تجارية معينة.
حيث أنه بإمكان الزبائن بنقرة واحدة إرسال طلباتهم من المنتجات
المعلنة أسعارها على الموقع دون الحاجة لبذل الجهد والوقت, ومن
أبرز ميزات التجارة التجارة الإلكترونية أيضا :
سرعة عملية الشراء في التجارة الإلكترونية
لا تستغرق عملية الشراء سوى بضع ثواني أو دقائق قليلة, وذلك
حتى يتمكن المشتري من تحديد حاجاته والإشارة إليها.
سهولة التسوق من مواقع التجارة الإلكترونية
منتجاتها متوفرة على مدار الساعة, ويمكنك الدخول و التسوق
ورؤية المنتجات في أي وقت كان, على عكس المحال التجارية
التقليدية والتي يوجد أوقات محددة لافتتاحها وإغلاقها.
عدم التكلف في عرض المنتجات على مواقع التجارة الإلكترونية
إذ ليست هناك حاجة لافتتاح صالات أو استئجار محال لعرض
المنتجات, إلى جانب توفير تكاليف الكهرباء والتكييف والرسوم
الضريبية المترتبة على هذه المشاريع.
وبذلك نجد أن التجارة الإلكترونية متفوقة على التجارة التقليدية
في العديد من النواحي, بالإضافة إلى عروضها وإعلاناتها
المتوفرة بشكل أفضل.
عوامل فشل التجارة الإلكترونية
ينظر غالبية التجار إلى المشاريع الناجحة ويقتدون بنهجها للقيام
بمشاريعهم وتنميتها, لكن قلة فقط يهتمون بالإطلاع على أسباب
فشل المتاجر الأخرى و انهيارها وذلك بغرض الاستفادة من
تجربتها والتعلم من أخطائها لتجنبها في المستقبل, ومن أشهر
أسباب فشل المتاجر الإلكترونية:
1 – عدم نشر أو توضيح المعلومات المتعلقة بكيفية التواصل مع
هذه المتاجر, و هذا ما يربك الزبائن و يهدد موثوقية المتاجر و
يضعها في خطر قد يؤدي لإغلاقها
2 – الاختيار الخاطئ للمنتجات والذي يقع فيه الكثير من أصحاب
المتاجر الإلكترونية, فيقومون بالترويج لبضاعتهم معتقدين دائما
أنها الأفضل حتى لو كانت عكس ذلك بالحقيقة.
3 – التنافس مع المتاجر العملاقة وهذا ما يولد الحماس الزائد لدى
أصحاب المتاجر الإلكترونية فيصبون كامل تركيزهم و جهودهم
على هذا الهدف و ذلك بالترويج للكثير من المنجات والسلع و
البضائع.
بالإضافة إلى كل ماسبق هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى
إغلاق هذه المتاجر أو فشلها و أبرز هذه الأسباب هي تلك المتعلقة
بالإدارة والتنسيق ونقص جودة المنتجات وغياب الشفافية وغيرها
من الأمور التي لا تؤخذ بالحسبان عمدا أو سهوا أو نتيجة أخطاء
سابقة ومتكررة. وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي نرجو أنه استطاع
الإجابة عن استفساراتكم و وضح كيف ابدأ بالتجارة الإلكترونية خطوة بخطوة