تعتبر الشركات المساهمة من أهم الأشكال القانونية لشركات الأموال، وأكثرها انتشارًا حول العالم. إذ أنها تلعب دورًا فعالًا في ازدهار اقتصاد الدول. ويعد شرح معنى شركة المساهمة Joint Stock Company، الخطوة الأولى لفهم طريقة التعامل مع هذا النوع من الشركات والاستفادة منها.
لقد آمن مؤسسي الشركات المساهمة بمبدأ المشاركة والتعاون لتحقيق النجاح والربح. لذلك تعد المشاركة هي أساس قيام شركات المساهمة، حيث يمكنك شراء الأسهم بقدر ما تملك من المال. أيضا ستكون أموالك آمنة في حال الخسارة. ولأن الشركات المساهمة في النهاية هي عبارة عن شركات تجارية، لابد من اتباع تعليماتٍ معينة لإنشائها. لذلك فقد نص نظام الشركات المساهمة في أغلب الدول على أن رأس مال الشركة المساهمة ينقسم إلى أسهم متساوية القيمة قابلة للتداول، كما لا يحاسب الشركاء فيها إلا بمقدار قيمة أسهمهم في رأس المال. ويعتبر رأس مال الشركة المساهمة الضمان الوحيد لدائنيها. وسنتعرف في هذا المقال في بعضٍ من التفصيل على شرح معنى شركة المساهمة Joint Stock Company.
تعريف الشركة المساهمة Joint Stock Company
الشركة المساهمة هي شركة تجارية أنشأها العديد من المساهمين، وينقسم رأس المال فيها إلى أسهم متساوية القيمة قابلة للتداول، كما يعتمد المبدأ الأساسي لها على التشاركية، إذ يمتلك كل مساهم فيها العديد من الأسهم التي تعود بالربح عليه بنسبٍ معينة. وتكون الشركة المساهمة مسؤولة عن أعمالها وديونها وليس العمال أو حملة الأسهم. وبالتالي عند إفلاس الشركة المساهمة، يُسأل المساهمون عن الأسهم التي يملكونها فقط. ويعد نظام الشركات المساهمة أكثر تعقيدًا من الشركات الأخرى، وذلك بسـبب الهيكلـية القانونيـة والمتطلبـات الضريبيـة لها. ومـن ضمـن مساوئها أيضا التكلفة العالية والمتطلبات الضريبية المعقدة، بالإضافة إلى حاجتها إلى الكثير من الأوراق التي تستهلك الكثير من الوقت.
خصائص الشركة المساهمة Joint Stock Company
كغيرها من أنواع الشركات تمتلك الشركات المساهمة Joint Stock Company العديد من القوانين التي تحكمها وتدير شؤونها. ويترتب على أي فرد مساهم فيها أن يتعرف على خصائصها. وفيما يلي سوف نذكر أهم خصائص الشركات المساهمة:
التشاركية من خصائص الشركات المساهمة
الشركة المساهمة عبارة عن مجموعة من الأشخاص الذين يتعاونون بدافع مشترك. ويجب أن تضم الشركة العامة سبعة أعضاء على الأقل لتسجيلها. علاوة على ذلك، يجب ألا يتجاوز عدد المساهمين 50 في الشركات الخاصة، ولكن لا يوجد حد أقصى للأعضاء في شركات المساهمة العامة.
الكيان القانوني المستقل من خصائص الشركات المساهمة
تمتلك الشركات المساهمة كيانًا قانونيًا منفصلًا بصرف النظر عن أعضائها. إذ تعمل الشركة بشكل مستقل عن أعضائها. كما أنها غير ملزمة بتصرفات أعضائها، كما لا يعمل أعضاؤها كوكلاء للشركة. ويمكن لأي شخص أن يمتلك أسهمه ويمكن أن يكون دائنًا أيضًا.
المسؤولية المحدودة من خصائص الشركات المساهمة
تقتصر مسؤولية المساهمين في الشركات المساهمة على قيمة الأسهم التي قاموا بشرائها. إذ يمكن أن تتحمل الشركة، كونها كيانًا قانونيًا منفصلًا، ديونًا باسمها ولن يكون المساهمون مسؤولين بشكل شخصي عن ذلك.
الختم المشترك من خصائص الشركات المساهمة
يشترط القانون على كل شركة مساهمة أن يكون لها ختم وأن يكون اسمها محفورًا عليه. ويتم وضع ختم الشركة على جميع المستندات والعقود المهمة كرمز للتوقيع. كما يجب على المديرين أن يشهدوا وضع الختم.
قابلية تحويل الأسهم من خصائص الشركات المساهمة
يمكن نقل أسهم الشركة من قبل أعضائها. فعندما يرغب الأعضاء في التخلص من الأسهم، يمكنهم القيام بذلك باتباع الإجراء المصمم لهذا الغرض. بموجب النظام الأساسي للشركات المساهمة، ويمكن للشركة وضع قيود معينة على نقل الأسهم، ولكن لا يمكنها إيقافه تمامًا. ومع ذلك، يمكن للشركات الخاصة وضع المزيد من القيود على قابلية نقل الأسهم، مما يجعلها صفرًا تقريبًا.
فصل الملكية عن الإدارة من خصائص الشركات المساهمة
قد يرغب المساهم في استثمار الأموال، ولكن قد لا يكون مهتمًا بإدارتها. ويدير مجلس الإدارة الشركات المساهمة. ولا يحق للمساهمين المشاركة في إدارة الشركة. كما يُمنح حق إدارة شؤون الشركة للمديرين المنتخبين كممثلين للمساهمين.
تمويل الشركات من خصائص الشركات المساهمة
تقوم الشركة المساهمة بجمع مبالغ كبيرة من الأموال. حيث يقسم رأس المال فيها إلى أسهم من فئة صغيرة. ويقوم عدد كبير من الأشخاص بشراء الأسهم والمساهمة في رأس مال الشركة.
الإدارة المركزية والتفويض من خصائص الشركات المساهمة
الشركة المساهمة هي هيئة مستقلة وذاتية الحكم. لا يمكن للمساهمين نظرًا لأعدادهم الكبيرة رعاية الأنشطة اليومية للشركة. إذ ينتخبون مجلس الإدارة في اجتماع الهيئة العامة لإدارة الشركة. ثم يتم تحديد جميع سياسات الشركة بأغلبية الأصوات. ويتم اتخاذ جميع القرارات الهامة بطريقة ديمقراطية. حيث أن الإدارة المركزية والأداء الديمقراطي يجلبان وحدة العمل.
شروط تأسيس الشركة المساهمة Joint Stock Company
لتأسيس الشركة المساهمة، هناك مجموعة من الأسس الواجب اتباعها لمنح الإذن بتأسيس الشركة وفق ضوابط وقوانين معينة، وفي التالي نورد أهم شروط تأسيس شركة المساهمة:
- لابد من إنشاء سجل تجاري للشركة، على أن يتم هذا التسجيل خلال فترة معينة من إيداع القانون الأساسي.
- تقديم إقرارًا بمشروعات الشركة ومشروع نشرة الإصدار الموقعة حسب الأصول من قبل جميع المروجين.
- يعتبر شرط العمر عاملًا أساسيًا عند تأسيس شركات المساهمة، إذ يجب ألا يقل العمر عن 21 عامًا.
- يجب ألا يكون مؤسس شركة المساهمة موظفًا في الدولة أو إحدى الجهات العامة، وذلك منعًا لاستغلال نفوذه في تسيير أمور الشركة. وفي حالات خاصة قد تعطيه الجهة العامل لديها إذنًا بتأسيس ومزاولة العمل في شركته.
- يجب على مؤسس الشركة تقديم وثيقة لا حكم عليه، حتى يكون مؤهلًا لأداء هذه المهمة.
- يجب تحديد البنك المراد وضع رأس المال به عند تأسيس الشركة وأثناء عملها.
أنواع الشركات المساهمة
تنقسم شركات المساهمة إلى شركات عامة وخاصة. ويمكن توضيح الفرق بينهما فيما يلي:
- شركات المساهمة الخاصة: هي شركة أهلية تنشأ بين أفراد ينتمون لنفس العائلة أو المعارف أو الأصدقاء، أي أفراد يثق كلًا منهم بالآخر. ويتسم هذا النوع من الشركات بالصفة الاعتبارية للشريك في الشركة، أي أنه ممثل مباشر عنها، كما أنه يتحدث باسمها ويقوم بالأعمال والصفقات التجارية باسمها. وتكون مسؤولية الشركاء غير محدودة. وأي خسارة تحدث في الشركة نتيجة عملية تجارية أو تصفية أو توزيع الأرباح، بالإضافة إلى الخسائر تطال الشركة، ليس فقط كنصيب كل شريك من الاحتياطات والأرباح المحتجزة فقط، بل تتعداهم إلي أموالهم الخاصة المنقولة وغير المنقولة. ويكون الاكتتاب في سوق الأوراق المالية خاصًا، أي بين الأفراد الفعليين للشركة.
- شركات المساهمة العامة: تضم الشركات المساهمة العامة عددًا كبيرًا من المساهمين الذين لا يعرفون بعضهم ولا تربطهم أي صلة. وتتميز بأن رأس المال فيها موزع بالتساوي على جميع المساهمين، بحيث يمتلك كل مساهم نفس نسبة الأسهم، كما أنها قابلة للتداول في سوق الأوراق المالية عن طريق الاكتتاب العام.
الفرق بين شركات المساهمة العامة وشركات المساهمة الخاصة
على الرغم أن مبدأ العمل في شركات المساهمة العامة والخاصة هو نفسه، إلا أن هناك بعض الفروقات الأساسية في الهيكل التنظيمي والإدارة، وفيما يلي نستعرض أهم الفروق بين شركات أنواع شركات المساهمة:
- الحد الأدنى للعضوية في الشركات العامة هو 2، والحد الأقصى 50. بينما الحد الأدنى للعضوية في الشركات الخاصة هو 7، ولا يوجد حدًا أقصى للعدد.
- عدد أعضاء مجلس الإدارة في الشركات العامة هو 2، وفي الشركات الخاصة 3 على الأقل.
- لا يحتاج أعضاء مجلس الإدارة في الشركات العامة إلى تقديم أية وثائق عند تعيينهم، بينما يتوجب على أعضاء مجلس الإدارة في شركات المساهمة الخاصة تقديم موافقة للعمل كمديرين أو توقيع مذكرة تفاهم أو إبرام عقد للحصول على أسهم تأهيل.
- في شركات المساهمة الخاصة لا يوجد قيود على نقل الأسهم، بينما تفرض شركات المساهمة العامة قيودًا على ذلك.
- لا تسمح الشركات الخاصة ببيع الأسهم الخاصة بالشركة إلى أحد أفراد الشركة، بينما تتيح ذلك الشركات العامة بصورة طبيعية.
- تعد إمكانية تحويل الأسهم من شخص لآخر بالشركات الخاصة محدودة بدرجة كبيرة، على عكس الشركات العامة التي تسمح بحدوث ذلك الأمر بكل حرية.
إيجابيات الشركات المساهمة
تتميز الشركات المساهمة بالعديد من المزايا، التي جعلتها هدفًا للكثير من المستثمرين، وفيما يلي نذكر أهم إيجابيات شركة المساهمة:
- رأس مال ضخم: تلجأ شركات المساهمة إلى شراء الأسهم بشكل كبير، مما يساهم بزيادة رأس المال فيها والقيام بمشاريع استثمارية ضخمة تعود بالربح الكبير عليها وتسهم برفد رأس مال الشركة المساهمة.
- المسؤولية المحدودة لأعضاء الشركة: حيث أن العضو المساهم بالشركة ملتزم بدفع قيمة أسهمه لا أكثر، وهذا ما شجع ذوي الدخل المحدود على استثمار أموالهم في شراء الأسهم والاكتتاب لدى الشركات المساهمة.
- الوجود الدائم للشركة : حيث لا يعتمد دوام وجود الشركة على حياة مساهميها، إذ لا يؤثر موت الأعضاء أو إفلاسهم أو نقل أسهمهم على وجود الشركة.
- الخسائر محدودة: في حال خسارة الشركة لا يتحمل جميع المساهمين الخسارة بنفس النسبة، إنما يتحمل كل مساهم الخسارة بنسبة أسهمه المشترك بها لدى الشركة.
في ختام المقال، نكون قد تعرفنا على شرح معنى شركة المساهمة Joint Stock Company. إذ تعد الشركات المساهمة بمثابة المنقذ للأعمال التجارية، والذي ربما قد تعجز الشركات التجارية الكبرى عن القيام بها، وذلك بسبب محدودية الأموال لديها.